هل هناك إثبات علمي عن دور الخل في عملية التنحيف؟

يتحدّث كثيرون عن دور الخلّ في خسارة الوزن؛ وفي هذا الإطار تتعدّد الوصفات التي يدخل الخلّ في مكوّناتها، وهذه الأخيرة منتشرة على شبكة الإنترنت، فهل دور الخلّ في مجال التنحيف مثبّت علميًّا؟ 

القيمة الغذائيّة

الخلّ عبارة عن ماء (من 93 إلى 96٪ من محتواه)، وحمض الأسيتيك (من 4 إلى 7% من محتواه)، مع الإشارة إلى أن محتوى بعض أنواع الخلّ من حمض الأسيتيك يرتفع إلى 20%، بيد أن هذه الأنواع تُستخدم لأغراض زراعيّة أو تنظيفيّة، وليست خاصّة بالاستهلاك البشري.

وفي الخلّ مواد مغذّية، مثل: الفيتامينات ب1 وب2 والأملاح المعدنيّة المفيدة. وبالطبع، يختلف محتوى كلّ صنف من الخلّ من المغذّيات المذكورة، فهناك الخلّ الأبيض وخلّ العنب الأحمر وخلّ التمر وخلّ الأرز وخلّ جوز الهند وخلّ التفاح … عمومًا، يعدّ الخل قليل السعرات الحراريّة، وهو لا يحتوي على الدهون، ففي ملعقة من الخلّ الأبيض مثلًا، أقل من 3 سعرات حرارية. ويمكن حفظ الخلّ طويلًا في مكان بعيد عن الرطوبة والسخونة والضوء.

دور الخلّ في خفض الوزن

الخلّ الأبيض قليل السعرات الحراريّة، وهو يستبدل بأي صنف غذائي زاخر بالسعرات، هدفه إذكاء طعم الوجبة، وفي هذا الإطار يستبدل الخلّ بالمايونيز عند تحضير الصلصة.
من جهة ثانية، يُشعر الخلّ متناوله بالامتلاء، ما يبطئ معدّل إفراغ المعدة، ويقود تاليًا إلى استهلاك سعرات حراريّة أقلّ، فخسارة الوزن.
سؤال اختصاصيّة التغذية زنتوت عن دور الخلّ في خفض الوزن، تجيب عنه قائلةً إنّ “تقليل السعرات الحراريّة المتناولة هو مفتاح عمليّة إنقاص الوزن، فالخلّ الأبيض قد يساعد في هذا السياق، جنبًا إلى جنب نظام غذائيّ مضبوطة سعراته، وقوامه: الخضروات والفواكه والحبوب الكاملة، ومصادر البروتين والألبان منخفضة الدهن”. وتلفت الاختصاصيّة زنتوت إلى أن البحوث المتعلّقة في دور الخلّ في تخسيس الوزن لا تزال محدودة، لذا هي تنصح كلّ فرد بأن يجري التعديلات على النظام الغذائي الخاص به، وأن يكثر من الحركة، وذلك بصورة يوميّة، من دون الاكتفاء بتناول الخلّ حصرًا. وتحذّر الاختصاصيّة زنتوت من مترتّبات الإفراط في تناول الخلّ بأنواعه، المترتبات التي تشتمل على تهيّجات القولون والمعدة المؤلمة، وزيادة حموضة المعدة، وتوليد التقرحات في الفم، مع إضعاف الأسنان وتآكلها لطبيعة الخلّ الحمضيّة الشديدة، بالإضافة إلى تغيير الحموضة الخاصّة بالدم عن معدّلاتها الطبيعية ممّا ينعكس سلبًا على الصحّة.

دراسات

في دراسة نُشرت سنة 2014، وتناولت المصابين بالسكّري، تبيّن في خلاصتها أن تناول حوالي ملعقة كبيرة ونصف الملعقة من الخلّ، مع وجبة عالية النشويات، يحسّن من استجابات السكّر في الدم، في صفوف هذه الفئة من المرضى. والخلاصة مشابهة لأخرى من دراسة يابانيّة منفصلة ترجع إلى سنة 2006، ومفادها بأن تناول 15 ميلليليترًا من الخلّ أي ما يعادل ملعقة كبيرة منه يساهم في تنظيم مستوى السكّر في الدم. لذا، غالبًا ما يُنصح مرضى السكّري بإضافة الخلّ إلى وجباتهم، لغرض التقليل من مستويات السكّر في الدم عن طريق إبطاء امتصاص الكربوهيدرات في الجسم، وتحسين إفراز الإنسولين بعد الوجبة.
من جهة ثانية، للخلّ دور أيضًا في زيادة فعاليّة امتصاص الكالسيوم في الجسم، وذلك بفضل مكوّنه المتمثّل في حمض الخلّيك، وبالتالي فإن صب الخلّ في الوجبات، يوميًّا، قد يساعد في تقوية العظام، وإبعاد مشكلة الهشاشة.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.