السكانير يشل ميناء البيضاء

تسببت إجراءات المراقبة الجديدة المعتمدة في ميناء البيضاء في حالة من الاكتظاظ أثرت على عمليات إخراج البضائع والمواد وتسببت في مشاكل كثيرة لقطاعات اقتصادية. وأكدت مصادر أن أنشطة اقتصادية مهددة بنفاد موادها الأولية بسبب عدم تمكنها من استخلاص وارداتها من الميناء. ويرجع سبب الاكتظاظ الذي يعرفه الميناء إلى إخضاع الشاحنات المحملة بالواردات إلى المراقبة بالسكانير قبل مغادرتها للميناء، ما يتطلب وقتا طويلا، خاصة عندما يحدث عطب في الجهاز، وأدى هذا الأمر إلى تجمع طوابير من الشاحنات في انتظار أن يحين موعدها للمرور أمام السكانير.
وأفادت مصادر “الصباح” أن شركات إنتاج الأعلاف نفد مخزونها من الذرة وبعض المنتوجات الأخرى التي تدخل في صناعة موادها ولم تتمكن من التوصل بالشحنات المستوردة من الخارج بسبب الاكتظاظ الذي يعرفه الميناء، ما يهدد قطاعات أخرى، مثل قطاع تربية الدواجن، التي يجد الفاعلون فيه صعوبة للحصول على الأعلاف الضرورية لضمان استمرار نشاطهم، ما يهدد بنفوق مئات الآلاف من الدواجن.
وأثار الوضع احتجاجات في صفوف عدد من القطاعات الاقتصادية، مثل قطاع تربية الدواجن والجامعة الوطنية لتجار الحبوب والقطاني والجامعة الوطنية للنقل الطرقي للشاحنات القلابة، التي وجهت رسائل إلى وزير الفلاحة ووالي جهة البيضاء سطات من أجل حل لهذا الإشكال. وأكد يوسف العلوي، رئيس الجمعية البيمهنية لقطاع الدواجن في تصريح لـ”الصباح”، الوضعية الصعبة التي يمر منها القطاع بسبب الاكتظاظ الذي يعرفه ميناء البيضاء إثر تعميم المراقبة بالسكانير لتشمل قطاع الحبوب، ما أثر على تزويد مربي الدواجن وشركات إنتاج الأعلاف بالمواد الأولية. وأفاد أن هناك بعض الضيعات التي لم يعد لها ما يكفي من الأعلاف لتلبية احتياجات دواجنها التي باتت مهددة بالنفوق. وأوضح أن المهنيين لا يمانعون في تشديد المراقبة، لكن كان من المفروض، حسب العلوي، توفير الأجهزة الكافية لتفادي الاكتظاظ، وأشار إلى أن الحبوب لم تكن معنية في السابق بجهاز السكانير، الذي كان يهم بالدرجة الأولى الحاويات.
وأشار إلى أن الوضع الحالي تسبب في رفع كلفة النقل، إذ أن أصحاب الشاحنات أصبحوا يطالبون أصحاب ضيعات تربية الدواجن وشركات إنتاج الأعلاف بتعريفات إضافية، لأن تحميل الشاحنة وخروجها من الميناء أصبح يتطلب يومين أو ثلاثة أيام، لذا، فإن أصحاب الشاحنات يطالبون بأسعار أعلى من المعتاد، وأعرض بعضهم عن ولوج الميناء بسبب المدة التي تتطلبها عملية تحميل البضائع من الميناء. وأفاد أن هناك عددا من شركات الأعلاف توقفت عن نشاطها بسبب نفاد مخزونها من الحبوب المستعملة في الإنتاج، ما أثار مخاوف لدى مربي الدواجن.
وتضرر مستوردو الحبوب، بدورهم، من حالة الاكتظاظ في الميناء، إذ راسلوا وزارة الفلاحة من أجل التدخل لإيجاد حل لمشاكلهم، كما وجهت الجامعة الوطنية للنقل الطرقي للشاحنات القلابة رسالة إلى والي جهة البيضاء للتدخل وإيجاد حلول للمعضلة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.