صفقة التبادل التاريخية بين الغرب وروسيا.. لماذا تُقلق أوكرانيا؟

مجلة أصوات

ذكرت صحيفة “واشنطن بوست”، أنه لم يكن للمسؤولين الأوكرانيين أي دور مباشر في عملية تبادل السجناء الضخمة يوم الخميس بين روسيا والغرب. ولكن مع انتشار أنباء الصفقة، تساءل بعضهم عما قد تعنيه هذه العملية المتفاوض عليها مع موسكو بالنسبة لبلادهم.

 

ولم يعلق كبار المسؤولين، بمن فيهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي، على عملية التبادل. ولكن حجم وتعقيد وأهمية الصفقة لم يمر دون ملاحظة – فقد كانت عملية دبلوماسية صعبة وسرية شارك فيها مسؤولون من تسع دول.

 

والجمعة، سارع المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إلى نفي التكهنات بأن صفقة السجناء يمكن أن تؤدي إلى مفاوضات لإنهاء الحرب في أوكرانيا.

 

ولكن الصحيفة تقول إن هناك قلقا منذ فترة طويلة في كييف من أن الداعمين، وخاصة الولايات المتحدة، قد يبدأون محادثات سرية مع موسكو.

 

وأصر المسؤولون الأوكرانيون، الجمعة، على أنهم سيلزمون الرئيس جو بايدن بوعده الذي كرره مرارا: “لا شيء عن أوكرانيا، بدون أوكرانيا”.

 

وقال ميخايلو بودولياك، مستشار زيلينسكي، في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست أن أوكرانيا أصبحت الآن “مستقلة للغاية” بحيث لا يمكن تجاوزها خلال أي مفاوضات محتملة وفرض شروط وقف إطلاق النار من قبل الآخرين.

 

وأضاف بودولياك: “لن تتمكنوا من الاتفاق على شيء مع روسيا يخص أوكرانيا بدون أوكرانيا. ثمن الحرب مرتفع للغاية، والتأثير المعلوماتي لأوكرانيا مرتفع للغاية، وإنهاء الحرب بشكل خاطئ سيجلب المأساة ليس فقط لأوكرانيا”.

 

لكن الأوكرانيين يدركون أن بلادهم تعيش على الأسلحة والأموال المتبرع بها والمقترضة والمهداة من الخارج. إذا تم قطع أي من هذه شرايين الحياة، فإن أوكرانيا ستكون في ورطة كبيرة، وفقا للصحيفة.

 

لهذا السبب، تركت أنباء صفقة السجناء، نتيجة أشهر من المفاوضات الدبلوماسية الدقيقة والمعقدة بين موسكو وواشنطن بعض الأوكرانيين حذرين.

وكشفت وسائل إعلام أميركية تفاصيل أشهر من المفاوضات المعقدة والدبلوماسية المحفوفة بالمخاطر، التي قادت إلى ما وصفت بأنها أكبر عملية تبادل سجناء بين روسيا والغرب منذ الحرب الباردة، إذ كانت تلك الأحكام بالسجن إشارة معتادة من روسيا على أنه سيتم العفو عنهم، ليدخلوا في صفقة التبادل.

وشمل الاتفاق الذي أعلن عنه، الخميس، ما لا يقل عن 16 شخصا محتجزا في روسيا، مقابل 8 روس سجناء في الولايات المتحدة وألمانيا والنرويج وبولندا وسلوفينيا.

وتضم قائمة المفرج عنهم 3 أميركيين ورابع يحمل الإقامة الدائمة في الولايات المتحدة، بينهم صحفيون.

ولوضع عملية تبادل السجناء في سياقها وتجنب إثارة التوقعات بشأن محادثات السلام، أشار بعض الأوكرانيين إلى أن كييف وموسكو أيضا قد نفذتا عمليات تبادل متعددة لأسرى الحرب.

ولفتوا إلى أن مثل هذه الصفقات تمثل القاسم المشترك الأدنى للمصلحة الذاتية، ولم تخلق بأي شكل من الأشكال فرصاً لمحادثات السلام.

وقال مسؤول أوكراني، تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن عمليات تبادل السجناء الناجحة لا تعني إجراء محادثات لإنهاء الحرب. لكن المسؤول شدد على أن أوكرانيا لا تزال منفتحة على المحادثات العادلة والتي تلتزم بالقانون الدولي.

وقال المسؤول: “لدينا بعض المحادثات مع الروس أيضاً، عندما يتعلق الأمر بتبادل أسرى الحرب، وآلاف الأشخاص أحرار الآن. لكن هذا لا يدفعنا إلى التفاوض”.

وأشار آخرون إلى أن الغرب، من خلال تبادل المجرمين والجواسيس الروس، بمن فيهم قاتل مدان مقابل صحفي أميركي اتهم بلا أساس بالتجسس، وشخصيات المعارضة السياسية الروسية الذين كانت جريمتهم الوحيدة هي الدعوة إلى الديمقراطية، أو آخرين ارتكبوا جرائم بسيطة – سيخلق حافز إضافيا لموسكو للقبض على المزيد من الأبرياء.

وفي حين أن عملية التبادل مثلت انتصارا دبلوماسياً للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يصر الأوكرانيون على أنه لن ينجح في إجبار بلادهم على التخلي عن طموحاتها لمستقبل حر وديمقراطي في الاتحاد الأوروبي.

وبالنسبة لبعض المسؤولين الأوكرانيين، مثلت الصفقة عودة إلى الماضي. قال أحد كبار المسؤولين الأوكرانيين، متحدثاً شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة المسائل الأمنية الحساسة: “يتم إحياء أفضل ممارسات الحرب الباردة لتبادل المنشقين والجواسيس”.

ولم يعرب كبير المسؤولين عن أي قلق من أن المسؤولين الغربيين المشاركين في التبادل ربما قدموا أي تنازلات فيما يتعلق بدعم الدفاع عن أوكرانيا كشرط للتبادل.

وقال كبير المسؤولين: “المفاوضات تجري طوال الوقت، في أسوأ اللحظات. والشكر لله أنها تحدث. سيكون الأمر أسوأ لو لم تكن جارية وكانت الحكومات تقفز فقط إلى الضربات النووية”.

وكالات 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.