مرض الوذمة الرئوية

إعداد مبارك أجروض

الوذمة الرئوية œdème pulmonaire، حالة مرض تتسم بتراكم السوائل داخل الرئتين. تعمل أنسجة الرئتين كموقع لاستبدال الغازات داخل الجسم: يسري الأكسجين في الهواء المستنشق للرئتين عبر الأنابيب القصبية وتشعّباتها، حتى يصل إلى حويصلات الرئة، فيتغلغل في جدرانها وفي الأوعية الدموية الصغيرة المحيطة بها. هكذا يتجمع الأكسجين من ملايين الحويصلات الصغيرة داخل مجرى الدورة الدموية ومنها يصل إلى أنسجة الجسم المختلفة عبر القلب ودورة الدم.

وللحفاظ على الخطوات الاعتيادية المطلوبة لاستبدال الغازات والأكسدة، يجب أن يكون النسيج الضام، الذي يغلف حويصلات الرئة التي تحتوي على الهواء، والتي تفصل بينها وبين الأوعية الدموية، نسيجا رقيقاً بشكل خاص، كي يتيح عبور الأكسجين من الهواء للدم. لكن عندما تحصل الوذمة الرئوية، تتراكم السوائل في النسيج الضام وفي أوعية الدم الرئويّة الأمر الذي يُصعّب عمليه استبدال الغازات.

إن الوذمة الرئوية تعيق عملية التنفس الطبيعية ويؤدي إلى الكثير من الأعراض أولها ضيق التنفس، وبالرغم من كون الوذمة الرئوية غير قابلة للوقاية دائمًا، ولكن يمكن أن تفيد التدابير التالية في تقليل التعرض لخطورة الإصابة بها:

الوقاية من أمراض الأوعية الدموية

تعد أمراض الأوعية الدموية سببًا رئيسيًا للإصابة بالوذمة الرئوية، ويمكن تقليل التعرض لخطر العديد من مشكلات القلب المختلفة عن طريق اتباع الاقتراحات التالية:

ـ ضبط ضغط الدم المرتفع
يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم (ضغط الدم المرتفع) إلى حالات خطيرة مثل السكتة الدماغية وأمراض القلب والأوعية الدموية والفشل الكلوي. وفي العديد من الحالات، يمكن تقليل ضغط الدم أو الحفاظ على مستوى صحي له عن طريق ممارسة الرياضة بانتظام والحفاظ على وزن صحي للجسم واتباع نظام غذائي غني بالفواكه والخضروات ومنتجات الألبان قليلة الدسم وتقليل الملح والكحوليات.

ـ مراقبة مستوى الكوليسترول في الدم
يعد الكوليسترول أحد أنواع الدهون المتعددة الضرورية للتمتع بصحة جيدة. لكن قد تتحول فائدة الكوليسترول إلى تأثير عكسي إذا زاد عن حده. فقد يؤدي ارتفاع مستويات الكوليسترول عن المعتاد إلى ترسب الدهون لتتكون في الشرايين، وهو ما يعوق تدفق الدم ويزيد خطر التعرض لأمراض الأوعية الدموية.

غير أن تغيير أنماط الحياة يمكن أن يحافظ في أغلب الأحوال على انخفاض مستويات الكوليسترول. ويمكن أن يشمل تغيير أنماط الحياة تقليل الدهون (خاصة الدهون المشبعة) وتناول المزيد من الأطعمة ذات الألياف والأسماك والخضروات والفواكه الطازجة وممارسة الرياضة بانتظام والإقلاع عن التدخين والامتناع عن شرب الكحوليات.

ـ الإقلاع عن التدخين
إذا كنت تدخن ولا تستطيع الإقلاع من تلقاء نفسك، فتحدث إلى طبيبك عن الاستراتيجيات والبرامج التي تفيدك في الإقلاع عن عادة التدخين. فالتدخين يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. تجنب كذلك التدخين السلبي.

ـ اتباع نظام غذائي صحي للقلب
اتبع نظامًا غذائيًا صحيًا تقل فيه نسبة الأملاح في الطعام وكذلك تقل السكريات والمواد الدهنية الصلبة، ويكون غنيًا بالفواكه والخضروات والحبوب الكاملة.

ـ تقليل الأملاح
يجب استخدام كميات قليلة من الملح (الصوديوم)، خاصة إذا كنت تعاني من مرض في القلب أو ارتفاع ضغط الدم. وبالنسبة لبعض المصابين بخلل حاد في وظيفة البطين الأيسر، فقد يكون الملح الزائد سببًا كافيًا للإصابة بفشل القلب الاحتقاني.

وإذا كنت تواجه أوقاتًا صعبة في تقليل الأملاح، فقد يفيدك التحدث إلى اختصاصي تغذية، فقد يساعدك في معرفة الأطعمة قليلة الأملاح (الصوديوم) بالإضافة إلى تقديم نصائح تتعلق بإعداد نظام غذائي قليل الأملاح ممتع وشهي.

ـ ممارسة التمارين الرياضية بانتظام
تعد التمارين الرياضية حيوية لصحة القلب. تساعد التمارين الهوائية (الأيروبيك) المنتظمة – لمدة 30 دقيقة يوميًا – في ضبط ضغط الدم وضبط مستويات الكوليسترول والحفاظ على وزن صحي للجسم. وإذا لم تكن معتادًا على ممارسة الرياضة، فابدأ ببطء ثم زود التمارين تدريجيًا. احرص على أخذ الموافقة من طبيبك قبل بدء برنامج التمارين الرياضية.

ـ المحافظة على وزن صحي للجسم
تؤدي زيادة وزن الجسم ولو زيادة طفيفة إلى زيادة خطر التعرض لأمراض القلب والأوعية الدموية. وعلى الجانب الآخر، يمكن أن يقلل فقدان الوزن ولو بكميات قليلة من ضغط الدم والكوليسترول، كما يقلل من خطر الإصابة بالسكري.

ـ معالجة الضغط والتوتر النفسي
لتقليل خطر التعرض لمشكلات القلب، حاول تقليل مستويات الضغوط التي تتعرض لها. ابحث عن طرق صحية لتقليل الأحداث المسببة للضغوط والتوتر في حياتك أو التعامل معها.

الوقاية من الوذمة الرئوية بسبب الارتفاعات العالية HAPE  

إذا كنت تذهب أو تصعد إلى ارتفاعات عالية، فأقلِم نفسك على ذلك تدريجيًا. على الرغم من تفاوت التوصيات، ينصح أغلب الخبراء بالنزول مسافة لا تزيد عن 1000 إلى 1200 قدم (حوالي 305 إلى 366 مترًا) في اليوم بمجرد بلوغ ارتفاع 8200 قدم (حوالي 2500 متر). استرح يومًا إضافيًا كل 600 إلى 1200 قدم (حوالي 183 إلى 366 مترًا) عندما تكون على ارتفاع عالٍ (8200 قدم أو حوالي 2500 متر).

يأخذ بعض المتسلقين الأدوية الموصوفة من الطبيب مثل أسيتازولاميد (تكملات دياموكس) أو نيفيديبين (بروكارديا) للمساعدة في الوقاية من أعراض الوذمة الرئوية بسبب الارتفاعات العالية. وللوقاية من هذه الوذمة، ابدأ تناول الدواء قبل يوم واحد على الأقل من الصعود. استمر في تناول الأدوية لمدة خمسة أيام تقريبًا بعد الوصول إلى وجهتك ذات الارتفاع العالي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.