الشعور بالقلق والتوتر

إعداد مبارك أجروض

من منا لم يمر بلحظة من القلق والتوتر ؟ هو إحساس طبيعي يمر به الإنسان نتيجة لتفكير في أمر ما او حتى التفكير في حجم المهام المطلوبة أو الخضوع لموقف معين فتختلف المواقف والأسباب ولكن النتيجة هي الشعور بالقلق والتوتر.

أحيانا يكون الإحساس بالتوتر والقلق أمر هام وضروري للدفاع عن النفس أو القيام بمهمة أو تحدي النفس لأداء مهام صعبة ولكن إذا زاد الامر عن ذلك فإن الإنسان وقتها يحتاج إلي طبيب نفسي للخضوع لعلاج نفسي مكثف وشديد، ولكما زادت الفترة التي يشعر في الإنسان بانه قلق ومتوتر كثيرا زاد الخطر عليه وعلى صحته لذلك ينصح بذهاب لطبيب مختص على الفور.

أعراض القلق والتوتر

يمكن معرفة ما إذا كان الإنسان يشعر بالقلق والتوتر من خلال بعض الظواهر والاعراض التي تظهر عليه من خلال:

ـ الناحية الجسدية

حيث يعاني المريض من الصداع، والعصبيّة، وصعوبة في التركيز، والتعب، والارتباك، والتعرّق، وضيق النفس، وآلام في البطن، وغصّة في الحلق والأرق، وهناك بعض الاعراض الاخرى مثل صعوبة في تكملة الجملة أثناء الكلام وكثرة التفكير والصمت لوقت طويلة وتختلف الاعراض من شخص لآخر علي حسب الحالة التي وصل إليها.

ـ الإصابة بالأمراض

يمكن ان يصاب المرض بعدة من الأمراض العضوية الخطيرة للغاية والتي تؤثر على حياته نتيجة لتعرضه لفترة من التوتر والقلق الشديد والمكثف، مثل امراض المعدة والقولون والتهاب المرارة وارتفاع ضغط الدم وامراض القلب والشرايين وغيرها كما يمكن أن يتطور الأمر ويصل غلي حد الجهاز التنفسي والعصبي.

ـ أعراض نفسية

يمتلك المريض بعض من المشاعر المختلطة والكئيبة كالإحساس باقتراب الموت وانه أصبح وشيكا، والعصبيّة الزائدة عن الحد، والغضب غير المبرّر ومن دون سبب واضح، وصعوبة في التركيز وعدم القدرة على الكلام، والتعب ومشاكل النوم ليصل الامر إلى الإصابة بالأرق، والارتباك في الأوساط الاجتماعيّة والبعد عن الأصحاب وتفضيل البقاء وحيدا للتفكير.

أسباب الإصابة بالقلق والتوتر

ليس هناك أسباب معينة للإصابة بالقلق والتوتر، حيث أثبت الباحثون في مجال علم النفس ان الإصابة بالقلق والتوتر يمكن ان يصاب به المرء نتيجة لتعرضه لظروف معينة في البيئة المحيطة بجانب بعض الأسباب الهرمونية ولكن هناك بعض الأسباب التي يمكن اعتبارها سبب رئيسي في الإصابة بالخوف والتوتر والقلق وبعض الأمراض النفسية:

ـ الطفولة القاسية والسيئة التي يمر بها الإنسان فتظل محفورة في أسلوبه وشخصيته ويمكنها ان تؤثر عليه ليكون دائما قلق ومتوتر وخائف، فكل المواقف التي يمر بها الطفل والحوادث تؤثر عليه بشكل أساسي ومباشر في حياته إلى الأبد.

ـ الإصابة بالأمراض الخطيرة يمكنها ان تصيب الإنسان بالقلق والتوتر الشديد خوفا على حياتهم وعلي العبء الاقتصادي والنفسي والصحي.

ـ المرور بمواقف تضغط الإنسان وترغمه على الإحساس بالقلق والتوتر طوال الوفت مثل تدني مستوى الدخل، او توقف العمل او تعرض شخص عزيز عليه للخطر أو إصابته بمرض.

ـ العامل الوراثي يلعب دورا هاما حيث أثبتت الدراسات البيولوجية ان الآباء والامهات المصابون بتوتر الدائم والقلق يمكن ان تصاب الاطفال فيما بعد بتلك الاعراض أيضا.

ـ الشخصية وقوتها تجعل هناك اختلافات بين درجة التوتر والقلق والخوف بين إنسان والآخر، فهناك أشخاص يتحملون الضغط والتعب والمشقة والعمل لفترات طويلة والمهام المتعددة ويمتلكون قدرة علي تخطي الصعاب والتفكير بهدوء في المستقبل وحل المواقف الصعبة بأسلوب تكتيكي مدروس، ولكن هناك مجموعة أخرى لا تملك المقدرة على فعل كل تلك الأشياء يمكنها أن تمر بالأزمان ولكن بعد المرور بحالة نفسية سيئة والشعور المستمر بالقلق والتوتر والخوف.

علاج التوتر النفسي

ينبغي أن يخضع المريض لجلسات نفسية مكثفة من قبل طبيب نفسي مختص إذا كانت الحالة شديدة ومستمرة منذ فترة طويلة، ولكن إذا كان التوتر ناتج عن ضغوطات أو مهام فسوف يزول التوتر من تلقاء نفسه بعد تخطي الموقف أو الانتهاء من أداء المهمة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.