قسطرة القلب Cathétérisme Cardiaque

إعداد د. مبارك أجروض

قسطرة القلب Cathétérisme cardiaque

إعداد د. مبارك أجروض

 

قسطرة القلب هي إجراء طبي شائع، نادرًا ما يسبب مضاعفات خطيرة، ويستخدم لفحص وتقييم وظيفة شرايين القلب والصمامات وعضلة القلب وكذلك يستخدم في علاج بعض أمراضها، ويتم ذلك عن طريق إدخال أنبوب رفيع مجوف يسمى (cathéter) ويتم توجيهه عن طريق الأوعية الدموية، إما في الذراعين أو الفخذ، ويتضمن ذلك أخذ radiographies des artères coronaires التي توصل الدم إلى عضلة القلب، وهذه العملية تعتبر واحدة من الوسائل الطبية لعلاج بعض المشاكل القلبية، مثل: artères obstruées، أو مشاكل الأوعية الدموية. وتهدف بشكل رئيسي إلى angioplastie coronaire ouverte المسؤولة عن تزويد عضلة القلب بالدم اللازم ليقوم بوظائفه الحيوية.

* أسباب عمليات قسطرة القلب

يوجد العديد من الأسباب التي تؤدي إلى اللجوء إلى القسطرة القلبية، ومنها occlusion des vaisseaux sanguins، تعرض المريض إلى artères obstruées، تخفيف آلام الصدر الناتجة عن crise cardiaque، وسيلة للكشف عن أمراض الأوعية الدموية المختلفة، تحسين عمل وأداء القلب، وجود عيب خلقي في القلب، الحاجة إلى mesure précise de la pression artérielle dans les services cardiaques، تقييم حالة فشل القلب، تشخيص الأمراض المتعلقة بعضلة القلب وعلاج مشكلة arythmie.

* عملية القسطرة تحل المشاكل المرضية للقلب

عملية القسطرة تحل المشاكل المرضية للقلب باللجوء إلى إغلاق جزء من القلب؛ لمنع تكون caillots de sang، remplacement du ballon ou expansion des valves cardiaques، سد الفتحات القلبية بين جدران القلب، استخدام الاستئصال وسيلة لعلاج مشكلة عدم انتظام نبض القلب والعمل على توسيع الشرايين التاجية عبر ما يعرف بالدعامة.

* أنواع قسطرة القلب

هناك نوعان رئيسان لعملية قسطرة القلب، وهما:

ـ قسطرة القلب العلاجية Cathétérisme cardiaque thérapeutique

يمكن استخدام القسطرة كإجراء علاجي لكثير من المشكلات، منها تقليص حجم عضلة القلب المتضخمة عبر حقنها بالكحول اللازمة، إزالة الصمام المعتل واستبداله بآخر جديد، إصلاح العيوب أو الخلل في صمامات القلب، أو ما يعرف بvalveplastie، علاج فتحات القلب والتشوهات الخلقية وقتل الخلايا الضارة في الأنسجة القلبية عبر تزويد رأس أنبوب القسطرة بمصادر حرارية، مثل: أشعة الليزر، وoxyde de nitrogène.

ـ قسطرة القلب التشخيصية Cathétérisme cardiaque diagnostique

تستخدم القسطرة التشخيصية في العديد من الحالات، كتشخيص مشاكل صمامات القلب، تشخيص العيوب الخلقية في القلب، التأكد من عملية ضخ القلب بصورتها الطبيعية، الحاجة إلى عينة من نسيج القلب، قياس مستوى الضغط والأكسجين في الدم، تحديد مكان انسداد الأوعية الدموية أو ضيقها، التأكد من وجود خلل في الشريان التاجي، إجراء تقييم شامل لوظيفة عضلة القلب وتحديد هل المريض بحاجة إلى عملية جراحية أم لا.

* مدة استغراق عملية قسطرة القلب

ـ القسطرة التشخيصية:

تكون مدة القسطرة التشخيصية في أقصى حالاتها نصف ساعة، إلا أنها تتميز بطول فترة التخدير قبل العملية، وكذلك بعد العملية حيث تصل الفترة إلى تسع ساعات في أقصى حالاتها، أما متوسطها فيكون أربع ساعات حتى يعود إلى وضعه الطبيعي.

ـ القسطرة العلاجية:

يعتمد وقت عملية القسطرة العلاجية على طبيعة الإجراء العلاجي المتبع، فمثلا عند الحاجة إلى استبدال صمامات القلب فإن ذلك يحتاج إلى فترة 2-4 ساعات.

* طريقة عملية القسطرة القلبية

تمر عملية القسطرة في القلب بعدة مراحل، منها ما يكون قبل إجراء العملية، ومنها ما هو في أثناء العملية، ومنها ما يكون بعد إجراء العملية.

ـ مرحلة ما قبل العملية Stade préopératoire

يتم في هذه المرحلة توجيه المريض إلى ضرورة إجراء العديد من الفحوصات؛ numération globulaire complète، fonctions de coagulation، كيمياء الدم، وظائف الكلى والكبد، قياس مستوى الأكسجين في الدم وعمل تخطيط لصدى القلب. كما يلزم في مرحلة التحضير لعملية الصيام عن الطعام قبل ثماني ساعات من إجراء العملية، وينصح المريض بضرورة إعلام الطبيب بالأدوية الأخرى التي يتناولها المريض؛ خشية أن يكون بعضها يؤثر على إجراء العملية فيتم وقف تناوله مؤقتا.

ـ مرحلة أثناء العملية Etape pendant le fonctionnement

يتم في هذه المرحلة تحديد المنطقة التي سيتم من خلالها الدخول إلى الأوعية الدموية، وفي معظم الحالات تكون تلك المنطقة: الشريان الفخذي، أو artère radiale ، وبعد ذلك تتم العملية عبر خطوات تعقيم منطقة الشق بشكل جيد، إدخال أنبوب طويل ورفيع إلى الأوعية الدموية، يتم الاستعانة بتصوير الأوعية الدموية لمراقبة عملية تمرير الأنبوب إلى مكان الأوعية الدموية التاجية، يتم حقن الأوعية الدموية بصبغة معينة من خلالها يتم الكشف عن أماكن artères obstruées، عندما تتكشف الصورة المرضية للشخص، يتم اختيار العلاج المناسب الذي يكون غالبا توسيع الأوعية الدموية بواسطة نفخ بالون صغير، أو من خلال تركيب stent cardiaque، التي تساعد على إبقاء الأوعية الدموية مفتوحة، بعد ذلك يتم إخراج الأنبوب الرفيع من الشق وتتم خياطة مكان إدخال الأنبوب، ووضع ضمادات طبية عليه.

ـ مرحلة ما بعد إجراء الجراحة Phase post-opératoire

يوضع المريض تحت المراقبة الطبية، يوصي بمكوث المريض في المستشفى عدة أيام، وفي حالة كانت عملية القسطرة تشخيصية وليست علاجية فإنه لا داعي لبقائه أكثر من 10 ساعات وبعد مضي بضعة أيام يتم إزالة الضمادات التي تم وضعها فوق مكان إدخال الأنبوب، مع العلم أنه قد يرافق عملية الإزالة تلك وجود نزيف أو ألم، إلا أنه يزول تلقائيا بعد أيام قليلة، كما يمكن استخدام مسكنات الألم العادية عند الضرورة.

* اللجوء إلى الطبيب بعد عملية قسطرة القلب

يتم الإسراع في اللجوء إلى الطبيب في حالة ظهور بعض الأعراض بعد إجراء جراحة القسطرة؛ ارتفاع مفاجئ في درجة حرارة جسم الإنسان، هبوط ضغط الدم دون مستواه الطبيعي، الشعور بضيق في النفس، وجود احتباس في البول، ألم شديد في منطقة العملية ونزيف مستمر من منطقة إدخال الأنبوب.

* عودة المريض إلى حياته الطبيعية بعد عملية القسطرة

في معظم الحالات يعود الشخص الذي تعرض إلى عملية قسطرة القلب إلى ممارسة أنشطة حياته الطبيعية بشكل تدريجي، وذلك في حالة القسطرة العلاجية. أما في حالات القسطرة التشخيصية فإنه يعود إلى وضعه الطبيعي بعد ساعات قليلة.

* قسطرة القلب لكبار السن

تعتبر عملية قسطرة القلب من العمليات الشائعة عند كبار السن، وكما هو معروف فإن التقدم في السن يرافقه غالبا artères obstruées، أو تصلب فيها، مما يستدعي تدخلا علاجيا يتمثل في عملية القسطرة القلبية. وتعتبر جراحة قسطرة القلب من العمليات الآمنة لكبار السن، ولا خوف على صحتهم من إجرائها.

* هل عملية قسطرة القلب خطيرة ؟

في حقيقة الأمر تعتبر قسطرة القلب من أبسط العمليات الجراحية ذات العلاقة بالقلب، وبالتالي فإنها تعتبر آمنة جدا مقارنة بغيرها من العمليات. إلا أنه لا يخلو الأمر من احتمال حدوث خطأ في أثناء تنفيذ العملية، مما يعني الإصابة بمضاعفات خطيرة، تصل إلى تلف الأعصاب الموجودة في مكان إجراء العملية.

* قسطرة القلب من اليد

كما قلنا سابقا فإن إدخال أنبوب القسطرة يكون من الذراع غالبا، ويتم ذلك عبر إدخال الأنبوب في artère radiale الموجود في الذراع.

* متى نلجأ إلى القسطرة من اليد ؟

يتم اللجوء إلى قسطرة القلب من اليد عند الشعور بآلام في منطقة القلب، أو في حالة التشوهات القلبية الطبيعية، أو في حالة وجود جرح في الصدر.

* التحضير لقسطرة القلب من اليد

ضرورة تصوير منطقة الصدر بالأشعة السينية، عمل مخطط كهربية القلب، إجراء فحوصات الدم التي يحددها الطبيب، التوقف عن الطعام قبل يوم كامل من إجراء العملية والتوقف عن تناول الأدوية التي يحددها الطبيب.

* طريقة قسطرة القلب من اليد

يتم الاستلقاء على طاولة الأشعة السينية، تخدير منطقة معصم اليد، إجراء ثقوب صغيرة في منطقة الرسغ وإدخال أنبوب القسطرة من تلك الثقوب الصغيرة وصولا إلى الأوعية الدموية.

* آثار جانبية لقسطرة القلب من اليد

التعرض إلى الدوخة بعد العملية، ألم بسيط. ولتجنب ذلك ينصح بتناول fluides لمنع حدوث caillots sanguins، كما يتم إجراء فحص électrocardiogramme du cœur، وبعد التحقق من صحة المريض يسمح له بمغادرة المستشفى مع التأكيد على عدم قيادته السيارة عقب الانتهاء من العملية.

* هل توجد مخاطر لقسطرة القلب من اليد ؟

تعتبر فرص التعرض إلى المخاطر بعد إجراء قسطرة القلب من اليد قليلة، ويمكن إجمالها في insuffisance rénale، التهابات، تجلط في الدم، تلف في عصب اليد، رد فعل تحسسي، اضطراب في نبضات القلب وألم وانتفاخ مكان القسطرة.

* إرشادات بعد عملية قسطرة القلب

ينصح الأشخاص الذين أجروا عملية قسطرة القلب بعدة توصيات ونصائح، وهي التوقف عن المشاركة في الأنشطة الرياضية الشاقة مدة يومين بعد إجراء العملية، عدم رفع الأشياء التي يزيد وزنها على 4 كيلو جرام، العناية بمنطقة إدخال القسطرة عبر التأكد من وجود الضمادات، إزالة الضمادات بشكل صحيح، ويمكن إزالة تلك الضمادات في صباح اليوم التالي من إجراء العملية، غسل منطقة العملية حتى بعد إزالة الضمادة يوميا بالماء والصابون، الحفاظ على منطقة العملية جافة في حالة توصية الطبيب بعدم ملامسة الماء للمنطقة، الحرص على ارتداء ملابس واسعة، وبخاصة الملابس الداخلية، الحرص على عدم البقاء وقت طويل في أماكن السباحة أو الاستحمام، على أن يعود المريض إلى مزاولة أعماله بشكل طبيعي بعد أسبوع من العملية وبشكل تدريجي، الاعتدال في تناول الطعام وبخاصة الأطعمة الغنية بالدهون، الإكثار من أكل الخضروات والفواكه على مدار اليوم، استبدال التوابل بالأعشاب الطبيعية، أو الاستغناء عن التوابل مؤقتا والحرص على قراءة الملصقات الإرشادية التي توضع على أصناف الطعام؛ وذلك لمعرفة قيمتها الغذائية ونسبة الدهون فيها.

* الأغذية المناسبة بعد عملية قسطرة القلب

تتمثل الأغذية المناسبة بعد عملية قسطرة القلب في الفاكهة والخضروات في الحبوب الكاملة، مثل: الخبز الأسمر، الأرز البني، السمك والدواجن والأطعمة الغنية بالبروتينات، البقوليات، مثل: العدس والفاصولياء، الزيوت غير النباتية، مثل: زيت النخيل، زيت جوز الهند، كما يمكن استبدالها بزيت الزيتون، أو الفول السوداني أو السمسم، أوي نوع من الزيوت الطبيعية ذات الدهون الأحادية أو المتعددة غير المشبعة والمكسرات. لمساعدة عملية القسطرة لحل المشاكل المرضية للقلب.

* الأغذية غير المناسبة بعد عملية القسطرة

تتمثل الأغذية غير المناسبة بعد عملية القسطرة في الأطعمة سريعة التحضير، مثل: رقائق البطاطس، البسكويت، الآيس كريم، اللحوم المصنعة، المعجنات، الطعام المقلي، الزبدة، مرقة اللحم، بعض أنواع اللحوم الحمراء، الأطعمة المصنعة خارج المنزل، الكاتشب والمايونيز والملح.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.