أمريكا بين مجزرتي تكساس وكونيتيكت.. ذاكرة تحت الصدمة

كانت الساعة قرابة التاسعة والنصف صباحا عندما ركن شاب سيارة والدته بموقف المدرسة وباشر بتنفيذ مجزرة صدمت العالم ببشاعتها.

حدث ذلك أواخر عام 2012 حين قتل آدم لانزا (20 عاما)، في أقل من عشرين دقيقة، 20 طفلا و6 بالغين في مدرسة ابتدائية بمدينة نيوتاون في ولاية كونيتيكت، لتشهد المدينة الصغيرة الهادئة إحدى أبشع المجازر الجماعية في تاريخ الولايات المتحدة.

وبعد 10 سنوات، يتكرر السيناريو البشع بتفاصيل وملابسات مشابهة حيث قُتل 19 تلميذا صغيرا وبالغين اثنين، أمس الثلاثاء، عندما أطلق مراهق يبلغ 18 عاماً النار في مدرسة ابتدائية بتكساس.

وما بين المجزرتين تغرق الولايات المتحدة مجددا في كابوس تتوالى فصوله فيما حض الرئيس جو بايدن على وضع ضوابط لقطاع الأسلحة نارية.

مجزرة بشعة ارتكبها مراهق في الثامنة عشرة من عمره، يدعى سالفادور راموس وقد قتل بدوره في الحادثة، حيث قال مسؤولون في دائرة الأمن العام بتكساس إن الشرطة أردته قتيلا.

 

 

وبحسب تقارير إعلامية، كان مطلق النار يحمل بندقية على الأقل، ويبدو أنه استهدف جدته أولا فيما لم يتضح وضعها الصحي بعد، قبل أن يتوجه إلى المدرسة في سيارة لارتكاب مجزرته.

ووقع إطلاق النار في مدرسة روب الابتدائية التي تستقبل أطفالا دون العاشرة في يوفالدي.

ووفق بيانات سلطات تكساس، فقد ارتاد المدرسة خلال العام الدراسي 2020-2021 أكثر من 500 طفل، 90 % منهم تقريبا من أصول أمريكية لاتينية.

 

 

وأظهرت أشرطة فيديو عرضت عبر وسائل التواصل الاجتماعي أطفالا يتم إجلاؤهم على عجل وهم يركضون ضمن مجموعات صغيرة إلى حافلات مدرسية صفراء أمام المدرسة.

ولم تعرف بعد دوافع الهجوم الذي يعتبر واحداً من الأكثر دموية الذي تشهده مدرسة في الولايات المتّحدة منذ عقد من الزمن.

ويُغرق هذا الهجوم الولايات المتحدة مجددا في مآسي عمليات إطلاق النار بالأوساط التعليمية مع ما يرافق ذلك من مشاهد مروّعة لتلامذة تحت تأثير الصدمة، حيث تعمل قوات الأمن على إجلائهم ولأهالٍ مذعورين يسألون عن أبنائهم.

وتعليقا على المجزرة، شدد الرئيس الأمريكي، الذي بدا عليه التأثر في كلمة رسمية بالبيت الأبيض، على أنه “حان الوقت لتحويل الألم إلى تحرك”.

وتساءل: “متى، حبّاً بالله، سنقف بوجه لوبي الأسلحة؟”، مضيفا: “أنا مشمئز من حوادث إطلاق النار المتكررة في الأوساط المدرسية. وحصدت هذه المأساة الأخيرة حياة لأطفال في العاشرة تقريبا”.

 

حادثة إطلاق النار في مدرسة تكساس تعيد إلى الأذهان مأساة مدرسة ساندي هوك الابتدائية في كونيتيكت حين قتل مختل عقليا في العشرين من العمر، 26 شخصا من بينهم أطفال تتراوح أعمارهم بين 6 و7 سنوات قبل أن يقدم على الانتحار.

وحينها، استخدم الشاب آدم لانزا مسدسين وبندقية لتنفيذ جريمته وصب جام غضبه على صفين ابتدائيين حيث سقط غالبية العشرين طفلا.

ودعا كريس مورفي السيناتور الديمقراطي عن تلك الولاية الواقعة في شمال شرق الولايات المتحدة زملاءه إلى التحرك مؤكدا أنه “يمكن تجنب” هذه المآسي.

وتابع: “هذه الحوادث تقع فقط في هذا البلد وليس في أي مكان آخر. فما من بلد آخر يفكر فيه الأطفال عندما يتوجهون إلى المدرسة أنهم قد يتعرضون لإطلاق نار”.

 

 

وصدمت الولايات المتحدة أيضا بعملية إطلاق نار وقعت داخل مدرسة ثانوية في باركلاند بولاية فلوريدا في 2018 حين قُتل 17 شخصاً غالبيتهم من المراهقين برصاص طالب سابق.

ومن شأن عملية إطلاق النار الجديدة أن تثير صدمة مضاعفة خصوصا أن الضحايا من الأطفال، وأن تجدد الانتقادات حول الانتشار الواسع للأسلحة النارية في الولايات المتحدة مع غياب الأمل في إقرار الكونجرس لقانون وطني طموح حول هذه المسألة.

وتشهد الولايات المتحدة عمليات إطلاق نار شبه يومية في الأماكن العامة وتسجّل المدن الكبرى على غرار نيويورك وشيكاغو وميامي وسان فرانسيسكو، ارتفاعاً لمعدل الجرائم التي ترتكب بواسطة أسلحة نارية، خصوصاً منذ بدء جائحة كورونا في 2020.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.