مع حلول شهر رمضان الكريم: جزائريون في حيرة من أمرهم مع استمرار “طوابير العار”!!

مع حلول اليوم الأول من شهر رمضان الكريم تداول نشطاء في منصات مواقع التواصل الاجتماعي، ظاهرة الطوابير التي أصبحت ماركة مسجلة عالميا في بلاد القوة الضاربة الاقليمية، في ظل تساؤلات عديدة عن الأسباب الحقيقية التي تقف خلف الظاهرة، والتي أضحت علامة جزائرية مميزة للمستهلكين في هذا الشهر الفضيل…

 

طوابير العار هذه، تحولت إلى مادة دسمة للنقاش بأسلوب ساخر ” انظروا للقوة الضاربة أو الكابرنات بدون حليب”، وعلق آخرون بالقول ” تهافت غير مسبوق للحصول على البصل الذي تحول من صنف الخضروات الى الفواكه بسبب سعره…” وأشار آخر في تدوينة ساخرة ” الى متى استمرار طوابير بوصبع في بلد يصدر الغاز الى اوربا ” فيما خلص احد المدونين لنتيجة حتمية مفادها ” ان وزير التجارة المحترم يرى ظاهرة الطوابير بالسلوك الحضاري …وهذه هي استراتيجية نظام العسكر ”

ويرى محللون للشأن الاقتصادي، انه بالرغم من تطمينات المسؤولين قبل حلول شهر رمضان بتوفير المواد الأساسية، وعلى رأسها الحليب والزيت والطحين وغيرها…ومع ذلك لم تمنع وقوف مئات الجزائريين – رجال ونساء وهم يتدافعون – في طوابير طويلة ومملة، خلقت الحدث عالميا، ويبدو ان هذا المشهد المقزز في بلاد القوة الضاربة، ذكر الجميع، بالمآسي التي مرت منها البشرية خلال فترة الازمة الاقتصادية العالمية لعام 1929، وما خلفته الحرب العالمية الأولى والثانية من اضرار اقتصادية مريرة على شعوب العالم….

وحسب تقارير محلية فالسبب الرئيسي لهذه الظاهرة التي ميزت شعب الجزائر المقهور، يتمثل في السياسة التي نهجتها وزارة التجارة، بفتحها للأسواق الجوارية المسماة في الجزائر بـ “أسواق الرحمة” وهي واحدة من الحلول التي لجأت إليها وزارة التجارة، بغرض توفير المواد الأكثر استهلاكا بأثمان تنافسية بحلول شهر رمضان، في ظل موجة الغلاء التي تعيشها البلاد منذ عدة سنوات، الا ان الحسابات الضيقة – لعصابة السوء- اصطدمت بواقع الشح الحاصل بالمواد الغذائية الاستهلاكية، حيث المواطن، لم يجد ما يقتاته في الأسواق، وبالتالي لم تتمكن سلطات العصابة من كبحها رغم الإجراءات المتخذة بدون فائدة…

وفي موضوع ذي صلة، كشفت صحيفة ” أتلايار” الإسبانية عن تلاعب النظام الجزائري ببيانات الإنتاج الزراعي في ظل الأزمة الغذائية التي يعاني منها البلد، قصد طمأنة المواطنين قبل حلول شهر رمضان الذي يتضاعف فيه الطلب على المواد الاستهلاكية الأساسية…ليتأكد بالملموس أن مقاطع الفيديو المنتشرة في أنحاء البلاد، تعاكس تطمينات السلطات، فالطوابير في ازدياد سواء في شهر رمضان او باقي الشهور الأخرى.

كما ان الواقع المعاش، ينافي طموحات السلطات لتحقيق الاكتفاء الذاتي، ليبقى كلام ال “طبون” الذي أعلن في مؤتمر زراعي “نحن على وشك الوصول إلى الاستقلال الغذائي، ولم يبق إلا زيادة الإنتاج في بعض الخضراوات لنصل إلى الاكتفاء الذاتي”، مجرد أوهام، الغرض منه امتصاص غضب الرأي العام الداخلي في ظل الاحتقان الاجتماعي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.