مرض الساركويد Sarcoïdose

بقلم د. مبارك أجروض

بقلم د. مبارك أجروض
يعتبر مرض الساركويد Sarcoïdose حالة تنطوي على نمو granulomes permanents أو غير متجانسة أو كتل من خلايا الدم البيضاء، ويصيب هذا المرض أي عضو في الجسم، مع العلم أنّ الرئة هي العضو الأكثر إصابةً بنسبة تصل إلى 90% من الحالات، وحتى هذا الوقت، لم يتم اكتشاف أي علاج فعلي لمرض الساركويد، على الرغم من أنّ بعض الحالات قد تشفى بشكل تلقائي ذاتي دونما أي تدخل طبي، ويؤدي تراكم الأورام الحبيبية في الأعضاء إلى تلفها وفشلها الوظيفي بعد فترة، مما يستدعي العلاج الضروري لهذه المضاعفات، وقد يحدث الساركويد بسبب استجابة الجهاز المناعي للجسم للمواد الغريبة، مثل الفيروسات أو البكتيريا أو المواد الكيميائية. وتشمل مناطق الجسم الأكثر تعرضاً للمرض الغدد الليمفاوية، الرئتين، العيون، الجلد، الكبد، القلب، الطحال والمخ.
وتتفاوت علامات الساركويد وأعراضه بحسب العضو المصاب. وتحدث الإصابة بشكل تدريجي أحياناً وتنتج منها أعراض تستمر لأعوام. وفي أحيان أخرى، تظهر الأعراض فجأة ثم تختفي بسرعة. والعديد من الأشخاص المصابين بالساركويد لا تظهر عليهم أي أعراض، وبالتالي قد يُكتشف المرض فقط عند إجراء أشعة سينية على الصدر لأي سبب آخر.
* أعراض الساركويد العامة
في بعض الحالات، لا تظهر أي أعراض على مريض الساركويد، وفي حال ظهور الأعراض فإنها تختلف باختلاف العضو المتضرر، بينما يكون هناك أعراض عامة:
ـ الأعراض العامة: 
تشمل أعراض الساركويد العامة الإعياء والحمى وألم المفاصل وجفاف الفم وفقدان الوزن وانتفاخ البطن
ـ أعراض مرض الساركويد الرئوي:
تشمل أعراض الساركويد في الرئة السعال الجاف وضيق التنفس والصفير وألم الصدر
ـ أعراض الساركويد الجلدي: 
تشمل أعراض الساركويد في الجلد الطفح الجلدي والتقرحات وتساقط الشعر وظهور الندبات.
ـ أعراض الساركويد العصبي: 
تشمل أعراض مرض الساركويد العصبي نوبات من الصرع وفقدان السمع والصداع الشديد.
ـ أعراض الساركويد في العيون: 
من أعراض مرض الساركويد في العيون جفاف العيون والحكة والألم في العين وفقدان البصر والحرقان والإفرازات.
ـ أعراض الساركويد في الجلد: 
طفح على شكل حدبات لونها أحمر أو أحمر أرجواني، ويكون غالباً على قصبة الساق أو الكاحلين، وقد يتميز بالدفء واللين عند اللمس، تقرحات الجلد المشوهة لمظهر الجسم على الأنف والخدين والأذنين، تغيّر لون مناطق من البشرة لتصبح داكنة أو فاتحة أكثر والعقيدات تحت الجلد.
* أسباب الإصابة بمرض الساركويد
لا يُعرَف السبب الدقيق للإصابة بالساركويد، وقد تؤدي الوراثة دوراً بذلك، وعادة، يساعد جهاز المناعة في حماية الجسم من المواد الغريبة والكائنات الدقيقة التي تغزوه، مثل البكتيريا والفيروسات. لكن في حالة الساركويد، تجتمع بعض الخلايا المناعية في un type d’inflammation appelé granulome. وبما أن granulome يتراكم في أحد الأعضاء، فإن وظيفة هذا العضو يمكن أن تتأثر به.
* مضاعفات الإصابة بالساركويد
بالنسبة إلى معظم الأشخاص المصابين بالساركويد، يتحقق الشفاء من المرض من تلقاء نفسه دون عواقب دائمة. لكن الساركويد يمكن أن يكون مزمناً لدى بعض الناس، ويؤدي إلى مضاعفات قد تؤثر في أجزاء مختلفة من الجسم فتُتلف الرئتان، Cataractes, glaucome أو cécité، الفشل الكلوي، اضطراب نظم القلب و Névrite faciale أو paralysie faciale..
* تشخيص مرض الساركويد
يمكن أن يكون من الصعب تشخيص الساركويد، لأن المرض يتميز بقلة العلامات والأعراض في مراحله المبكرة، وعند حدوث الأعراض، فإنها تختلف بحسب نظام الجهاز المتضرر، ويمكن أن تحاكي أعراض الاضطرابات الأخرى. ومن المرجح أن يبدأ الطبيب بالفحص الجسدي، بما في ذلك إجراء فحص دقيق لأيّ آفة من آفات الجلد. وسيستمع أيضاً بعناية إلى القلب والرئتين، وسيتحقق من ganglions lymphatiques، لمعرفة ما إذا كان يوجد gonflement. وكذلك، قد يهتم الطبيب بالاطلاع على أي أشعة سينية على الصدر صُوِّرَت مسبقاً، للتحقق من علامات الساركويد المبكر التي من المحتمل أن يكون قد جرى تجاهلها.
ويمكن أن تساعد الاختبارات التشخيصية في استبعاد الاضطرابات الأخرى وتحديد أجهزة الجسم التي يمكن أن تتأثر بالساركويد وقد يوصي الطبيب بما يأتي:
ـ تصوير الصدر بالأشعة السينية Radiographie pulmonaire، للتحقق مما إذا كانت هناك أدلة على dommages aux poumons أو ganglions lymphatiques élargis dans la poitrine، ويُشخَّص بعض الأشخاص بهذه الحالة بعد تصوير الصدر بالأشعة السينية لأسباب أخرى.
ـ الفحص بالأشعة المقطعية Tomodensitométrie، في حالة الاشتباه في مضاعفات.
ـ التصوير بالرنين المغناطيسي أو التصوير المقطعي بالإصدار البوزيترونيImagerie par résonance magnétique ou tomographie par émission de positons، في حالة تأثير الساركويد في القلب أو الجهاز العصبي المركزي.
ـ إجراء اختبارات الدم Faire des analyses de sang، لتقييم الصحة العامة ومستوى كفاءة عمل الكلى والكبد.
ـ إجراء اختبارات وظائف الرئة Tests de fonction pulmonaire، لقياس حجم الرئة وحجم الأكسجين الذي تنقله الرئتان إلى الدم.
ـ فحص العين Contrôle des yeux، للتحقق من مشاكل الرؤية التي قد تكون ناجمة عن الساركويد.
ـ خزعة من الجزء المتأثر Biopsie de la partie affectée.
* علاج مرض الساركويد
لم يتوصل الطب إلى علاج الساركويد حتى الآن، وقد لا تكون هناك حاجة للعلاج في حالة عدم وجود علامات وأعراض واضحة للحالة، وغالباً ما يشفى من الساركويد من تلقاء نفسه. ولكن يجب مراقبة المريض عن كثب مع تصوير الصدر بالأشعة السينية بانتظام وإجراء اختبارات العين والجلد وأي جهاز آخر مرتبط بهذا المرض. وإذا كانت هناك حاجة للعلاج، فقد يُوصَف corticoïdes، وهي خط العلاج الأول للساركويد. وفي بعض الحالات، يمكن استخدام corticoïdes مباشرة على المنطقة المصابة – من طريق كريم لآفة الجلد أو بالاستنشاق إلى الرئتين باستخدام بخاخة الاستنشاق، الأدوية التي تثبّط الجهاز المناعي، médicaments antipaludiques، لأمراض الجلد والجهاز العصبي وارتفاع مستويات الكالسيوم بالدم، Inhibiteurs du facteur de nécrose tumorale alpha (TNF)، لعلاج الساركويد الذي لا يستجيب لطرق العلاج الأخرى ويمكن التفكير في زرع الأعضاء في حالة إضرار الساركويد بالرئتين أو الكبد إضراراً حاداً.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.