“سنّ اليأس عند الذكور”.. كيف تتعامل معه وهل يلعب نمط الحياة دورًا؟

يخضع الرجال لتغيرات هرمونية كبيرة مع تقدمهم في السن إسوة بالنساء، خصوصًا أنّ الأمر يتّصل بمستويات هرمون التستوستيرون لديهم. 

ولذا يُعد فهم “سن اليأس عند الذكور” مفتاحيًا للحفاظ على صحتهم وحيويتهم في السنوات اللاحقة من عمرهم.

دور التستوستيرون 

يقوم هرمون التستوستيرون، وهو هرمون مهم لتطوير الخصائص الجنسية الذكرية، بالتزايد ثم التناقص بشكلٍ طبيعي مع التقدّم يالعمر. 

ويرتفع إنتاج هرمون التستوستيرون خلال فترة البلوغ، ويمكن أن يرتفع تدريجًيا حتى بلوغ سن الثلاثين. 

وقد تبدأ المستويات في الانخفاض بمعدل 1% سنويًا بعد سن الثلاثين. وبحلول سن السبعين، قد يعاني بعض الرجال من انخفاض يصل إلى 50% في مستويات هرمون التستوستيرون مقارنةً بفترة وصول الأرقام مستويات ذروتها.

ويؤثر التستوستيرون على الرجال والنساء بشكلٍ مختلف بسبب تنوّع مستوياته وأدواره بين الجنسين.

وعند الرجال، يؤثر انخفاضه المرتبط بالعمر بشكلٍ كبير على الوظيفة الجنسية والصفات الجسدية لأنّه هرمون أساسي.

وأمّا النساء اللواتي يتمتّعن بمستوى منخفض من هرمون التستوستيرون بشكل طبيعي، فسيتأثّرن بشكلٍ أكثر اعتدالًا عند انخفاضه، إذ تتكيّف أجسادهنّ مع التغيرات الهرمونية خلال الحيض وانقطاع الطمث على سبيل المثال لا الحصر.

مواجهة واقع سن اليأس عند الرجال

بحسب الجمعية الأمريكية للمسالك البولية، سن اليأس لدى الذكور ليس مجرد أسطورة. إذ فيعاني حوالي 2 من كل 10 رجال فوق سن الـ60، من انخفاض مستويات هرمون التستوستيرون. 

ويرتفع هذا العدد إلى 3 من كل 10 رجال عند بلوغ الـ70 أو الـ80 من العمر. ويمكن لأعراض مثل انخفاض الرغبة الجنسية، والتعب، وتغيرات المزاج، وعدم القدرة على بلوغ الانتصاب، والتغيرات الجسدية التأثير على نوعية الحياة بشكلٍ كبير.

قائمة من الفحوص الصحية

 

العام الجديد هو الوقت المثالي لإجراء الفحوص الصحية.

وفي حال تجاوز عمرك الـ40، وكنت تعاني من أعراض مثل انخفاض مستوى الطاقة، أو الرغبة الجنسية، ففكر بفحص مستويات هرمون التستوستيرون لديك. 

ويتلقّى حوالي 5% فقط من الرجال الذين يعانون من انخفاض هرمون التستوستيرون العلاج، وفقًا لدراسة أجرتها معاهد أبحاث نيو إنغلاند، عام 2018.

ويرجع هذا الرقم المنخفض غالبًا إلى عدم خضوع معظم الرجال لفحوص سنوية، ما يؤدي إلى النقص في العلاج وتشخيص الحالات الصحية الأساسية.

ويهدف علاج انخفاض هرمون التستوستيرون، المعروف أيضًا باسم

العلاج ببدائل التستوستيرون (TRT) إلى تحسين أعراض مثل انخفاض الرغبة الجنسية، والتعب، وانخفاض كتلة العضلات. 

ويمكن استخدام الكريمات الموضعية على الجلد لضمان  ثبات مستويات الهرمون، كما تُعتَبر حقن التستوستيرون التي تُستخدم كل بضعة أسابيع، فعّالة لكنها قد تسبّب تقلّبات في مستوى الهرمونات. 

وتوفر اللاصقات جرعة يومية ثابتة، وهي بديل لأولئك الذين يفضلون عدم استخدام الكريمات أو الحِقَن، بينما توفر كريات التستوستيرون المزروعة تحت الجلد حلاً طويل الأمد، فهي تطلق جرعات ثابتة على مدار  أشهر عدة. 

ودخلت أدوية التستوستيرون الجديدة التي تؤخذ عبر الفم إلى السوق كخيار آخر، في الآونة الأخيرة.

ولاختيار النوع الصحيح من العلاج، يجب مراعاة التفضيلات الفردية، والتاريخ الطبي، ونمط الحياة، ويجب مناقشتها مع مقدم الرعاية الصحية.

ما الذي يمكن القيام به أيضًا

 

 

علاج انخفاض هرمون التستوستيرون لا يقتصر على العلاج الهرموني فحسب، فيلعب نمط الحياة دورًا حاسمًا. 

ورُبِطَت السمنة بانخفاض مستويات هرمون التستوستيرون، فوجدت مراجعة أُجريت عام 2015، أنّ الرجال الذين يعانون من زيادة الوزن أكثر عرضة للمعاناة من انخفاض هرمون التستوستيرون، ويمكن لفقدان الوزن أن يزيد من مستويات هرمون التستوستيرون.

وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، واتباع نظام غذائي متوازن، والنوم بشكلٍ جيّد ليست مفيدًا لجسمك فقط. 

وتساعد هذه العادات أيضًا في الحفاظ على مستويات هرمون التستوستيرون الصحية. 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.