ايقونة الفن الاوبرا و غنائيات البحر الأبيض المتوسط الفنانة “سميرة القادري” نحو تالق مستمر

"سامية دالي يوسف"

المتالقة الطيبوبة والغالية “سميرة القادري” باحثة وأستاذة في علم الموسيقى ومغنية أوبرا، سوبرانو، مغربية من مدينة تطوان شمال المغرب. هي أيضا ضليعة في الشعر الصوفي الأندلسي خصوصا القصائد التي كتبت في القرن السادس عشر من طرف الموريسكيين. وهي من أبرز الفنانين والباحثين المختصين في الغنائيات التراثية لمنطقة البحر الأبيض المتوسط…

ولدت الفنانة السوبرانو سميرة القادري بمدينة الصويرة بالمغرب في كنف أسرة تنتمي إلى شرفاء الزاوية الشرقاوية الذين اشتهروا بقصائدهم الصوفية . وقد برزت لها عدة مواهب في المسرح والتمثيل والغناء منذ الطفولة، وبعد نيل شهادة الباكالوريا إلتحقت بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بمدينة الرباط لصقل موهبتها، وهناك درست الأدب والفن والتدبير الثقافي بشكل احترافي وعلمي بعد تعرفها على كتاب وأدباء ومؤرخين ومسرحيين كبار…

لقد كانت إنطلاقة سميرة القادري في الغناء مع السوبرانو صفية التيجاني التي درست عليها قواعد الغناء الكلاسيكي.


 

ففي البداية تخصصت سميرة القادري في الغناء والموسيقى العريقة Musique antique وخاصة الغناء السيريالي الخاص بالكنائس الشرقية والموسيقى المدجنة musique mudejar. وبعد ذلك إختارت غناء البحر الأبيض المتوسط (غناء الأندلسيات) Chant des Andalousie حيث إستفادت من دروس مكثفة Master-class في تقنيات الأداء والارتجال و اللغات القديمة لأداء القطع القروسطوية الأندلسية بين الشرق والغرب المادريجال Madrigal – – التروبادور أوالشعراء المتجولون كما يطلق عليهم جنوب فرنسا (les troubadours) والمنسنجير الألماني وقصائد القديسة مريم cantigas de santa maria المعروفة بالبرتغال وإسبانيا، بالإضافة إلى القصائد الصوفية المورسكية التي تؤديها بلغة الالخميادو….

وتعتبر السوبرانو سميرة القادري أول من غنى الشعر العربي في قالب الليد والرومانسا والكانطاطا حيث إنفردت بهذه التجربة في المغرب والوطن العربي هذا وبالإضافة إلى تجربتها في أداء الأوبرا باللغة العربية وإيمانا منها بأهمية اللغة العربية وبسلاستها في خلق مدرسة ليريكية عربية, نجحت سميرة في ركوب صهوة المغامرة من خلال تطويع الكلمة العربية في قوالب موسيقى عالمية في مجتمعات تكاد تنعدم فيها تقاليد الموسيقى الأوبرالية، أو فيما شابه ذلك مع المؤلف الموسيقي مصطفى عائشة الذي كرس منذ 1968 كل مساره التأليفي الموسيقي في ملائمة اللغة العربية في قوالب أكاديمية عربية وخاصة الليد. تعتبر سميرة القادري أول سوبرانو تبدع في هذه التجربة حيث واصلت في غياب أي مراجع أو تجربة سابقة غناء كل أعمال الراحل مصطفى عائشة، فراكمت تجربة تضم قصائد ليريكية لخيرة من الشعراء العرب تتوزع بين الليد والرومانسا والمونودراما والكانطاطا وغيرها من القوالب في الموسيقى العالمية نذكر الأهم منها التي غنتها السوبرانو سميرة رفقة العازفين – كارمن ألفريس- محسن الرهوني _ سوزان مانوف…

مما لها الكثير من التجاريب والمشاراكات في دور الموسيقى الأندلسية في تشكيل بناء الموسيقى الأوربية و وضع صورة المرأة في الثقافات المتوسطية والعالم لما لا

فسميرة بصوتها الحنين الجميل  تقاوم وتناضل لأنه بالنسبة لها الموسيقى الأندلسية حرقت ودمرت تعصبا وبدلت بلالات غربية أي عرفت نفس المصير المأساوي الذي عرفه المورسكي الذي طرد. و الصوت الراقي بامتياز مصر على النبش في ذاكرة الماضي والعمل على إيصال رسائل إنسانية تحمل مواضيع رد الاعتبار للقيمة الحضارية الإنسانية لتجربة إسبانيا المسلمة الناتجة عن التحاور الحضاري العميق بين كل مكونات المجتمع الأندلسي.

وقد ساهم نجاحها الباهر في أبحاثها العلمية وعروضها الأوبرالية عالميا، في تبوئها مكانة في العديد من أعمالها المصورة والمسجلة، وتعتبر الفنانة سميرة القادري من المدافعين عن قضية الأندلس المهجرين ولهذا سخرت صوتها وأبحاثها لإحياء مجد الحضارة الأندلسية العربيةالتي يسعى البعض من الضفة الأخرى طمس معالمهاولهذا سميت بسفيرة الثقافة المجانية والتي نالت من خلالهاعدة جوائز جائزة ناجي نعمان وجائزة الفارابي من منطمة اليونيسكو، وكذلك جائزة الأكاديمية العالمية للفنون.

           وغير “الفن” فهي ممثلة بامتياز وتالق كما لها عديد من المشاركات التمثيلية والفنية  منها:

  • 1998 شريط “حلم ” للسوبرانو والصوت من تأليف مصطفى عائشة الرحماني.
  • 2001 غراميات في حدائق الأندلس ” للسوبرانو واوركسترا الحجرة بإسبانيا.
  • 2008: ” Senda de la vida ” للسويرانو والبيانو من أعمال المؤلفين المغاربة مصطفى عائشة الرحماني– موريس أوحنا.
  • 2009 _ أندلسيات من ضفة إلى أخرى.
  • 2011- قصائد النساء Cantigas de mujeres من إنتاج وتوزيع شركة Pneuma.
  1. الفيلم الوثائقي : ” الأشرعة السوداء ” إنتاج قناة الجزيرة الوثائقية.
  2. الفيلم القصير : ” امرأة اسمها رشيد ” للمخرج رشيد القاسمي، إنتاح قناة الجزيرة.
  3. الفيلم القصير : ” Terminus des anges ” لمخرجه هشام العسري
  4. الفيلم الوثائقي : ” من روح المدينة ” لمخرجه Thierry Tijeras
  5. شريط حول ” مهرجان أصوات نسائية “. ” السيدة الحرة ” لمخرجه جمال السويسي.
  6. شريط تلفزي من إخراج نرجس النجار بعنوان ” عاشقة الريف “.
  7. وفيلم صمت الفراشات فيلم مغربي من إخراج حميد باسكيط سنة 2018

الى غير دلك فهناك مجموعة من اعمالها الراقية ومشركاتها داخل وخارج الوطن …

فايقونة الفن الاوبرا و غنائيات البحر الأبيض المتوسط الذي استمد روحها من الموسيقى الأندلسية الايبيريةالفنانة الراقية “سميرة القادري” فراشة الحب والمحبة للوطن ككل والعشق لثراث المغربي…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.