المغرب يوقع اتفاق التعويض الصناعي مع شركة “بوينغ” الأمريكية

وقعت إدارة الدفاع الوطني في المغرب يوم الأربعاء، اتفاق التعويض الصناعي مع شركة “بوينغ” الأمريكية المتخصصة في صناعة الطائرات.

 

إن الاتفاق يتعلق على الخصوص بتعزيز استقلالية القوات الملكية الجوية في ميدان القياس (الميترولوجيا) والتصنيع والإصلاح المركب لمختلف قطع الغيار والهياكل الفوقية، وفقا للمعايير الأكثر تقدما في مجال الطيران.

ويأتي التوقيع على اتفاق التعويض الصناعي امتدادا لبرنامج اقتناء طائرات مروحية “أباتشي” يجمع الطرفين منذ سنة 2020، ويسعى المغرب من خلاله إلى الحصول على 25 طائرة مروحية من نوع “بوينغ AH-64 أباتشي”، ستبدأ عمليات تسليمها في العام 2024.

مع توقيعها على اتفاقية دفاعية مع شركة بوينغ الأمريكية، تتحوّل المملكة إلى قوّة إقليمية في المنطقة بتوفّرها على سرب من مقاتلات “F-16” وطائرات “أباتشي”، التي من المرتقب أن تدخل إلى الخدمة في العام المقبل.

وتخضع طائرات “F-16 بلوك” المغربية للتحديث في شركة لوكهيد الأمريكية، حيث سيتم تزويدها بأحدث التكنولوجيات ورادارات متقدّمة، بالإضافة إلى صواريخ جو أرض، كما أن طائرات “أباتشي” هي الأخرى تخضع لتعديلات تتوافق مع مهامها الهجومية.

وأشارت صحيفة “INFODEFENSA” المتخصصة في الشّأن العسكري إلى أن توقيع اتفاقية شراكة مع “بوينغ” يجعل من المغرب قوة إقليمية “قاهرة” تتفوّق على جميع دول الجوار، حيث من المقرّر إنشاء قاعدة صناعية وتكنولوجية دفاعية في المملكة.

وتخضع طائرات “أباتشي” الأمريكية، التي طلبتها القوات الملكية الجوية، لتعديلات فنية، حيث أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية عن فوز شركة إنتر-كوستال إلكترونيك بعقد توريد نظام محاكاة تكتيكي لمروحيات “أباتشي” بقيمة 11,3 مليون دولار.

وكانت المملكة تستعد لاستقبال الدفعة الأولى من طائرات أباتشي “AH 64 E” الأميركية خلال العام الجاري، وذلك في إطار تنزيل مضامين العقد الموقع بين شركة بوينغ لصناعة الطائرات والقوات المسلحة الملكية، الذي بموجبه ستحصل الأخيرة على 24 مروحية “أباتشي”.

وهذه المرة الأولى التي يحصل فيها المغرب على الطائرات الحربية من طراز أباتشي “AH 64 E”، ومعروف أن لها قدرة كبيرة على الملاحة في مجموعة من البيئات المختلفة، وتحتوي على منظومة استهداف دقيقة قادرة على توفير معلومات حول الأهداف، سواء ليلية أو نهارية أو بحرية.

ومازالت “أباتشي” أفضل طائرة هليكوبتر هجومية منذ إطلاقها أول مرة عام 1989. وتستخدم مروحيات الجيش ذات المحركين، التي طورتها شركة ماكدونيل دوغلاس (بوينغ الآن) من قبل مصر واليونان وإسرائيل وهولندا واليابان والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة والمملكة المتحدة.

وفي شأن تفاصيل الاتفاقية التي نقلها المنبر سالف الذكر، من المرتقب أن تشمل مشتريات عسكرية تقدرها الولايات المتحدة بحد أقصى 4 مليارات دولار، بما في ذلك 12 جهازًا آخر مع خيارات وأسلحة وقطع غيار ومواد وخدمات أخرى ذات صلة.

كما يعتزم المغرب زيادة الاستفادة من التعويضات الصناعية لتضخيم عمليات نقل التكنولوجيا وخلق فرص العمل وتنشيط القطاعات الصناعية لتحسين المهارات والمعرفة الوطنية، وزيادة قيمة قطاعه الصناعي.

كما تشهد الاتفاقية على رغبة الطرفين في تعزيز الشراكة القائمة من خلال تنفيذ مشاريع استراتيجية مشتركة، مع تعزيز ظهور قاعدة صناعية وتكنولوجية دفاعية.

وتشمل الاتفاقية الموقعة، من بين أمور أخرى، قيام الشركات المصنعة المحلية بتوريد قطع غيار بقيمة 150 مليون دولار، وتهدف إلى المساهمة في خلق فرص عمل في البلاد مصحوبة بتنشيط قطاع الطيران فيها.

كما يأتي توقيع هذا الاتفاق بعد مذكّرة التفاهم الموقّعة عام 2016 بين شركة “بوينغ” والمغرب لإحداث نظام بيئي لموردي معدات الطائرات.

من جهتها، علقت السفارة الأمريكية بالرباط على الاتفاق، معتبرة أنه يمثل التزاما من الولايات المتحدة والمغرب بدعم السلام والأمن الإقليميين، فضلا عن النمو الاقتصادي المستدام في القارة الإفريقية.

وأضافت السفارة في منشور على “فيسبوك”: “نحن فخورون برؤية اتفاقية بوينغ المهمة كرمز للاستثمار الأمريكي في المغرب وشراكتنا طويلة الأمد”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.