أيقونة في الفن التشكيلي صفاء الجويدي ريشة شقت طريق لها في عالم الرسم بثبات…

أنيس بنلعربي

صفاء الجويدي فنانة تشكيلية من مواليد 1984 بمدينة الدار البيضاء .
إكتسبت منذ طفولتها الهدوء من أم قصراوية تنتمي للقرى الصغيرة في شمال المملكة و من عائلة الأب الكازوي الضليع في الدين و الروحانية و تشبعت تربيتها بقيم و مبادئ من خلال تعلقها بالأصول المغربية لعائلتها المحافظة لكن شغفها الأولى للرسم جاء كموهبة فطرية طورتها على مر السنين ، في عام 2005 ستقوم الفنانة بإجراء أول تغيير كبير في حياتها من خلال إلتحاقها للعمل كمدرسة بمنطقة شفشاون المدينة الزرقاء . هذه التجربة سمحت لها لنقل معرفتها الفنية و زرع اول بذرات الشعور بالجمال و الألوان و الأشكال التعبيرية في قلوب الشباب المتدربين و يستمر المسار عام 2010 بالإنتقال الى المدينة الحالمة العرائش المدينة التي أحبتها فنانتنا بشكل خاص بتطوير ذاتها و التصالح مع نفسها و تقوية شخصيتها الفنية ليستمر عام 2015 بالرحلة الكبرى و هي العودة إلى مسقط الرأس للعمل بالدار البيضاء و استعادة الذكريات و الأصول وجمع شظايا الروح المنتشرة المتعطشة للحياة بنظرة جديدة متجددة من رحلة طويلة إكتسبت خلالها الحكمة و المعرفة لتطور نفسها و تجدد أسلوبها الإبداعي و تعانق الحياة الفنية برؤية متطورة متجددة.

عندما نتحدث عن الفنانة المميزة صفاء الجويدي فاننا نتكلم عن وجود ثقافة ذات صلة بالعالم المحيط بها ثقافة تتسم بالانطباعية و المعرفة و تشخيصها في لوحاتها التي تعتبر كتحف فنية داخل الساحة التشكيلية…إشتغالها بالمرموز والتدقيق في خفايا اللون والمادة الخام كأسس وقواعد تبني لمنهجية واضحة برؤى فكرية و أحاسيس مرهفة ، ألوانها متناسقة البنيان تعطي صورة واضحة الأركان لمغزى و و ذوق و إحساس مفيد لقراءة لوحاتها المرئية والبارزة لنستنتج مفهوما بينا في مجمل أعمالها يجمع بين الكلاسيكي و البسيط ليرقى الى الجمالية المثالية..
المتتبع لمسار صفاء الجويدي يقتنع بما يلاحظ اي يستلهم بتحديدات مفهوماتية لوصفها عن طريق الايحاء المنطقي والذاتي autosuggestion
هنا يمكن أن نلمس في كل أعمال المبدعة المتألقة في شتى الملتقيات و المعارض الوطنية و الدولية تقنية متجددة للواقع الممتد و الراسخ و السريالي الممنهج كمبدأ في التجريد لدراسة بينة و طبيعية التأثير الأصيل داخل الحقل الفني بأبعاد معبرة عن تحديات


الفنانة صفاء الجويدي تعبر في لوحاتها عن الهام ابستمولوجي منشود بإحساس عميف يظهر جليا في معظم أعمالها .
فتوجه الفنانة في اسلوبها يخضع الى المدرسة التجريدية المتمكنة لترسم لها طريق الى التألق عن جدارة و استحقاق يتسم بالجودة و العطاء الوافر ..
من كلامها المأثور تقول :
تأملت و تأملت لساعات ثم تحسرت على زماني المنكوب الذي كثر فيه العنف والفضائح والحروب العشوائية، أنام فيه خائفة منزعجة من يومي ومتحسرة على ما هو آتٍ….
تمنيت حقاً الهروب الى كوكب أنام فيه بسلام وطمأنينة لا مكان فيه لحاقد او مزيف او دجال، كوكب العدل والصدق والسلام.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.