أكثر من 33 قتيلا وعشرات المفقودين إثر اجتياح الإعصار “راي” الفلبين

قتل 33 شخصًا على الأقل ويتواصل البحث عن عشرات المفقودين إثر اجتياح إعصار “راي” الفلبين حسب حصيلة رسمية أعلنتها السلطات يوم السبت 18 ديسمبر.

ويضرب الفلبين التي تعتبر من أضعف الدول في مواجهة التغير المناخي، سنويا حوالي 20 إعصارًا يخلف دمارًا في المساكن ويقضي على محاصيل وبنى تحتية في مناطق تعاني من الفقر.

لقي 33 شخصا على الأقل حتفهم وفقد عشرات آخرون في أعنف إعصار يضرب الفلبين بحسب حصيلة جديدة نشرتها السلطات يوم السبت 18 ديسمبر، مشيرة إلى أنّ الكارثة خلّفت “أضراراً جسيمة” في المناطق الأشدّ تضررا في وسط الأرخبيل وجنوبه.

وأتت الأرقام الأخيرة بعدما أكد مسؤول في هيئة الطوارئ في محافظة نيجروس الغربية مقتل 13 شخصا غرقا بغالبيتهم فيما فقد خمسون آخرون في منطقة غمرتها الفيضانات. وقال سلفادور ميسا لوكالة الأنباء الفرنسية “بدأنا مناشدة السكان إخلاء المنطقة منذ الأربعاء لكن الكثير منهم تحفظ على المغادرة”.

واضطر أكثر من 300 ألف شخص إلى ترك منازلهم والمنتجعات السياحية منذ الخميس بسبب الإعصار “راي” الذي أدّى إلى انقطاعات في التيار الكهربائي والاتصالات في الكثير من المناطق بعدما دمّر أبراج اتصالات وأسقط أعمدة كهرباء واقتلع أشجاراً وهدم مساكن.

وحين ضرب “راي” جزيرة سيارجاو السياحية الشهيرة الخميس كان إعصاراً فائق القوة إذ بلغت سرعة الرياح المصاحبة له 195 كيلومتراً في الساعة.

وتراجعت سرعة هذه الرياح إلى 155 كيلومتراً في الساعة الجمعة مع تقدّم الإعصار في الأرخبيل حيث خلّف أضراراً جسيمة على ما ذكرت هيئة الأرصاد الجوية الفلبينية.

الإعصار “سوى الجزيرة بالأرض”

وقد ضرب عصر الجمعة 17 ديسمبر، شمال جزيرة بالأوان الوجهة السياحية الشهيرة قبل أن يبتعد باتجاه بحر الصين الجنوبي نحو فيتنام.

وأظهرت صور التقطها الجيش من الجو أضرارا جسيمة في مدينة جنرال لونا إى حيث توافد الكثير من هواة ركوب الأمواج والسياح قبل عيد الميلاد، مع أبنية فقدت أسطحها والركام الذي يغطي الأرض.

وقال حاكم جزيرة ديناجات المجاورة أرلين باجاو على فيس بوك إن الإعصار “سوى الجزيرة بالأرض” موضحا أن منازل ومراكب وحقولا دمرت بالكامل.

وأضاف باجاو “اقتلعت العاصفة الجدران والأسطح” مشيرا إلى أن “مخزوننا من الأغذية والمياه يتراجع. الكهرباء والاتصالات معطلة”.

وقال ألبرتو بوكانيجرا مسؤول الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في الفلبين “إنها واحدة من أعتى العواصف التي تضرب الفلبين في شهر ديسمبر خلال العقد الأخير” مضيفا “المعلومات التي تردنا والمشاهد التي تصلنا مقلقة للغاية”.

وقال الناطق باسم وكالة الكوارث الوطنية مارك تيمبال لوكالة الأنباء الفرنسية إنّ أكثر من 18 ألف عسكري وشرطي وعنصر من خفر السواحل وفرق الإطفاء سينضمون إلى جهود البحث والإنقاذ في أكثر المناطق تضرّراً.

وأضاف أنّ “الأضرار جسيمة” في سوريجاو وسيارجاو، وهما منطقتان ضربهما الإعصار بأقصى قوته.

10 أعاصير سنويًا

أتى الإعصار “راي” في وقت متأخر في الموسم. فغالبية العواصف المدارية في المحيط الهادئ تتشكل بين يوليو وأكتوبر.

ويحذر علماء منذ فترة من أن الأعاصير تزداد عنفًا مع تزايد الاحترار المناخي الناجم عن نشاط الإنسان.

ويضرب الفلبين التي تعتبر من أضعف الدول في مواجهة التغير المناخي، سنويا حوالي عشرين إعصارا تزرع الدمار في المساكن وتقضي على محاصيل وبنى تحتية في مناطق تعاني أصلا من الفقر.

وكان الإعصار الفائق القوة “هايان” أكثر الأعاصير فتكا في الفلبين مع تسببه بمقتل أو فقدان 7300 شخص في عام 2013.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.