ليلى العلمي تقدم روايتها حول مسألة الهوية والانتماء “الأمريكيون الأخرون”

قدمت الكاتبة المغربية الأمريكية ليلى العلمي ، يوم أمس الاثنين بالرباط، روايتها “الأمريكيون الآخرون”، وهي عمل يسترجع المصير المرير لعائلة من أصل مغربي تعيش في الولايات المتحدة بحثا عن الحلم الأمريكي.

 هذه الرواية، التي ترجمت إلى الفرنسية من قبل “منشورات بوركوا” ثم أعيد إصدارها ونشرها من طرف دار النشر (الفنك) في عام 2020، تم تقديمها في لقاء أدبي نظمته مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج بحضور مؤلفة هذا العمل الأدبي.

  وتروي “الأمريكيون الآخرون” قصة عائلة من أصل مغربي تعيش في كاليفورنيا مفجوعة بوفاة رب الأسرة إدريس الغراوي، بعد أن دهسته سيارة بوحشية ولاذت بالفرار، وتؤدي هذه المأساة إلى فتح تحقيق من طرف الشرطة مما يفتح الطريق أمام أسئلة حول مواضيع مثل الهجرة والهوية والانتماء.

 وفي مداخلة لها خلال اللقاء، أعربت العلمي عن سعادتها بتقديم هذه الرواية التي تعطي “نظرة شاملة للمجتمع الأمريكي”، مع “ربطها بحياة مغاربة المهجر”.

  وقالت إن “الصفحة الأولى من هذا الكتاب تطرح مسألة ما إذا كانت هذه الوفاة نتيجة حادث أو جريمة قتل”، موضحة تفاصيل المراحل الرئيسية في كتابة هذا العمل الذي بدأ في عام 2014 ورأى النور في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2019.

   وأضافت أن “الأمريكيون الآخرون” يفكرون “في” البعد الشخصي والبعد السياسي ويقومون بدمج الاثنين في حوار”، مشيرة إلى مختلف أبطال الرواية الذين يتناوبون على الحديث لحكي قصصهم. وتتحد هذه الأصوات وتتناقض مع بعضها البعض لتروي تفاصيل حياتها اليومية في أمريكا الحالية، وتجعل مدينة كاليفورنيا، حيث تجري الأحداث، مسرحا لتوترات هويتها الأكثر دفنا.

 وأشارت العلمي إلى أنه “في كل إبداع يوجد جزء من المؤلف وجزء من الخيال”، وهو ما يعكس الإلهام في روايتها.

 من جهتها، سلطت الناشرة ليلى الشاوني (دار النشر الفنك)، التي أدارت اللقاء، الضوء على خصوصية الرواية التي تتحدى وتعالج بطريقة مختلفة مسألة الهجرة، من خلال تبادل وجهات النظر والمشاعر والشهادات والآراء.

  وأوضحت أنها رواية مثيرة للاهتمام للغاية من وجهة نظر أدبية لأنها تستكشف عالم عائلة اختارت الاستقرار في الولايات المتحدة وتقدم رؤية متعددة الأصوات للمجتمع الأمريكي.

   من جهتها أبرزت فتيحة أملوك، الملكفة بقطب الفن والثقافة والاتصال بمؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، الهوية الأدبية لليلى العلمي، الكاتبة التي تميزت بتجربة الهجرة.

 وقالت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن رواق “ضفاف” المخصص للمبدعين المغاربة والأجانب، يستضيف اليوم لقاء أدبيا مع ليلى العلمي حول روايتها “الأمريكيون الآخرون”، مبرزة أن هذه الكاتبة “تتميز بتجربتها كمهاجرة وهو ما يظهر جليا في رواياتها الأخرى”.

 وتميز هذا اللقاء الأدبي بجلسة أسئلة وأجوبة حول الرواية تلتها جلسة توقيع الكتاب.

  وازدادت ليلى العلمي سنة 1968، في حي المحيط بالرباط، ودرست في مدرسة سانت مارغريت ماري، ثم في ثانوية دار السلام. وفي سنة 1991 حصلت على شهادة الإجازة في الأدب الإنجليزي بميزة مشرفة، خولت لها الحصول على منحة للدراسة في إنجلترا، حيث حصلت على شهادة التبريز في لسانيات اللغة الإنجليزية.

 وبدأت الروائية المغربية الكتابة باللغة الإنجليزية، فعليا، سنة 1996، حينما باشرت كتابة مقالات أدبية، وسياسية، وقصص لاقت تنويها وجوائز مهمة.

 ومن أعمالها مجموعة قصصية بعنوان “الأمل وأبحاث خطرة أخرى”، نشرت سنة 2005 وتمت ترجمتها إلى ستة لغات، ورواية،” طفل سري” (2009)، التي رشحت للفوز بجائزة اورانج ثم رواية “مارواه المغربي” 2015.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.