أهمية الفيتامين D للأشخاص ما بعد سن الـ50

بقلم د. مبارك أجروض

تعتبر الفيتامينات مواد عضوية أساسية للحفاظ على جميع وظائف الجسم المهمة، وهي قاعدة تسري على جميع الفئات العمرية. ولكن بعضا منها يحظى بأهمية قصوى مع تقدم العمر، والسبب يكمن في أنه وكلّما تقدمنا في العمر، كلّما أصبح النظام الاستقلابي والتمثيل الغذائي في الجسم بطيئا.

إن الفيتامينات B بجميع أنواعها، على سبيل المثال، تدعم عملية التمثيل الغذائي خاصة للكربوهيدرات والدهون والبروتين، وأيضًا التمثيل الغذائي للدماغ والعضلات والأعصاب – وبالتالي فلا غنى عنها. وتعتبر كذلك مهمة أيضًا لتكوين الدم والجهاز المناعي ومكافحة التهابات الجسم. ويمكن أن يؤدي نقص هذه الفيتامينات إلى تعزيز الاكتئاب.

ومع تقدم الإنسان في العمر، تزداد المشكلات المترافقة مع الكهولة، وتزداد مخاطر الإصابة بحالات صحية معينة مثل هشاشة العظام والسرطان وارتفاع ضغط الدم، حيث تتناقص نسب الفيتامينات في الجسم، الأمر الذي يسبب مشكلات صحية كبيرة. وتناول بعض المكملات الغذائية قد يقدم أثارا مدهشة بمجرد وصول الفرد إلى سن معينة مثل سن الـ50، وهذه الآثار الجانبية هي في الواقع مدهشة للإنسان الذي يتناول مكملات الفيتامين D بعد الـ50، ولقد قدم خبراء التغذية بعض الآثار الجانبية الجيدة الأخرى التي يحصل عليها الأشخاص فوق سن الـ50 بسبب دعم أجسامهم بالفيتامين D، الذي قد يجنبهم الكثير من المشاكل الصحية الخطيرة.

* الفيتامين D يضمن القوة للعظام ويبعد الهشاشة عنها

من المعلوم أن أغلب الأشخاص من ذوي الأعمار الكبيرة يعانون من هشاشة العظام، ومن المعروف أيضا في الأوساط العلمية وحتى بين الناس، أن الكسور التي تحدث في سن متأخرة جدا، قد تسبب الوفاة، لذلك يطلق عليها “كسرة الموت”.

وتشير الإحصاءات في هذا الصدد إلى أن نحو 10 ملايين إنسان في أمريكا فقط فوق سن الـ50 يعانون من هشاشة العظام، و34 مليونا يعانون من انخفاض كتلة العظام بشكل عام، لكن الدراسات أكدت أن تناول مكملات الفيتامين D، تزيد كثافة المعادن في العظام وتقليل خطر الإصابة بهشاشة العظام (ضعف العظام) الذي يتسبب بحدوث الكسور.

* الفيتامين D يحمي من الاكتئاب ويبني دماغا جيدا وفعالا في سن متأخرة

توجد أبحاث الأبحاث أشارت إلى أن أغلب حالات الاكتئاب تظهر في سن الكهولة أو سن متأخرة بعد الـ50، ويعتبر الاكتئاب المتأخر من الحالات المرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالأمراض وحالات الانتحار بالإضافة إلى انخفاض الأداء البدني والمعرفي والاجتماعي وزيادة إهمال الذات التي تظهر في الشيخوخة.

وحدد العلماء عددا من مستقبلات الفيتامين D في الدماغ التي تؤثر على الحالة المزاجية والدماغية للإنسان، حيث أكدت أغلب الأبحاث أن انخفاض مستويات الفيتامين D مرتبط بالتدهور المعرفي وأعراض الاكتئاب.

* الفيتامين D يبعد شبح مرض السرطان

يعتبر التقدم في العمر من أهم العوامل المسببة لحدوث بعض أنواع السرطان، وترتفع معدلات الإصابة بالسرطان عموما بشكل مطرد مع تقدم الإنسان في العمر، مما يعني ضرورة إيجاد طرق لتقليل هذه المخاطر.

تشير نتائج دراسة نُشرت في مجلة “BMJ” إلى أن المستويات العالية من الفيتامين D مرتبطة بانخفاض خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان بنسبة 20% لدى كل من الرجال والنساء مقارنةً بأولئك الذين لديهم مستويات منخفضة من هذا الفيتامين.

* ضغط دم صحي لدى كبار السن

ربطت العديد من الدراسات والأبحاث بين انخفاض مستويات الفيتامين D والعديد من الأمراض المرتبطة بالشيخوخة، على رأسها المرض الأكثر شيوعا وهو ارتفاع ضغط الدم، حيث يرتفع الضغط مع تقدم الإنسان بالعمر.

وأظهرت نتائج الأبحاث وجود ارتباط بين انخفاض مستويات الفيتامين D وزيادة الإصابة بارتفاع ضغط الدم ومشاكل الضغط بشكل عام.

وبحسب المقال، فإن أحد الآثار الجانبية المفاجئة التي قد يواجهها الإنسان إذا كان يتناول مكملات الفيتامين D بانتظام هو حصوله على ضغط دم صحي ومثالي في سن الشيخوخة.

* جهاز مناعة قوي يحمي الجسم في المراحل المتأخرة في العمر

يتدهور جهاز المناعة تدريجيا مع تقدمه في العمر، حيث لوحظ وجود ارتباط بين انخفاض مستويات الفيتامين D في الدم وزيادة خطر الإصابة بالعديد من الأمراض والاضطرابات المرتبطة بالمناعة، خصوصا في فترة انتشار وباء Covid-19.

وشددت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية في أمريكا على ضرورة فحص مستويات الفيتامين D لدى الإنسان للوقاية من الوباء وتجنب العدوى بالإضافة إلى التوصيات العامة بشأن Covid-19 كلبس الكمامة والتباعد الاجتماعي وغسل الأيدي وغيرها.

* نقص الفيتامين D

تعدُّ الإصابة بنقص الفيتامين D من الحالات الشائعة، حيث يحدث هذا النقص الأكثر شيوعًا عندما لا يتعرَّض الجلد بشكلٍ كافٍ إلى أشعة الشمس، ونادرًا ما تستطيع الأطعمة الطبيعية (غير المُدعَّمة) لوحدها توفير ما يكفي من الفيتامين D للوقاية من حدوث النقص. وقد تساعد الأطعمة المُدعَّمة بالفيتامين D ومُكملات الفيتامين D على الوقاية من حدوث النقص عندما تكون فترة التعرُّض لأشعة الشمس غير كافية.

يقوم الجسم بامتصاص كميةٍ أقل من الكالسيوم والفوسفور عند وجود نقصٍ في الفيتامين D. ونتيجةً لعدم توافر ما يكفي من الكالسيوم والفوسفات للحفاظ على صحَّة العظام، فقد يؤدي نقص الفيتامين D إلى حدوث اضطرابٍ في العظام يسمى الكُساح عند الأطفال أو تليُّن العظام عند البالغين، فعند الإصابة بتليُّن العظام، لا يقوم الجسم بمزج ما يكفي من الكالسيوم والمعادن الأخرى مع العظام، ممَّا يؤدِّي إلى ضَعف العظام. أمَّا عند المرأة الحامل، فيؤدي وجود نقص الفيتامين D إلى حدوث النقص عند الجنين، مع وجود خطرٍ كبير لإصابة المولود الجديد بالكُساح. وتكون شدَّة النقص كافيةً في بعض الأحيان لتسبِّبَ تلين العظام عند المرأة.، ومن المؤكد أن نقص الفيتامين D يؤدي إلى تفاقم هشاشة العظام .

للإشارة فإن نقص الفيتامين D يؤدي كذلك إلى انخفاض مستوى الكالسيوم في الدم. قد يُنتجُ الجسمُ كميةً أكبر من هرمون جارات الغُدَّة الدرقية parathyroïdienne، في محاولةٍ لزيادة مستوى الكالسيوم المنخفض. إلَّا أنَّه ومع ارتفاع مستوى هرمون جارات الغُدَّة الدرقية (تُسمَّى الحالة فرط الدُريقات) يقوم الهرمون بسحب الكالسيوم من العظام لزيادة مستواه في الدم. وبالتالي، تَضعفُ العظام.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.