كشفت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، رسمياً، أن عام 2023 هو العام الأحر على الإطلاق منذ بدء تسجيل درجات الحرارة، متفوقاً على الأعوام الأخرى بهامش كبير.
وقالت المنظمة العالمية إن المتوسط السنوي لدرجة الحرارة العالمية في عام 2023، كان 1.45، وهو ما يمثل ارتفاعا بـ0.12 درجة مئوية أعلى من معدلات ما قبل الثورة الصناعية.
وقالت منظمة الأمم المتحدة، إن العالم يقترب أكثر من أي وقت مضى من الحدود المنصوص عليها في اتفاق باريس، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن يكون عام 2024 أعلى حرارة.
الأمينة العامة للمنظمة العالمية للأرصاد الجوية، سيليستى ساولو، قالت إن “تغير المناخ هو التحدي الأكبر الذي تواجهه البشرية. فهو يؤثر علينا جميعاً، ولا سيما الفئات الأضعف”.
وأضافت: “لا يمكننا الانتظار أكثر من ذلك. ونتخذ إجراءات بالفعل، ولكن علينا أن نفعل المزيد، وعلينا أن نفعله بسرعة ونحقق تخفيضات جذرية في انبعاثات غازات الاحتباس الحراري وأن نسرِّع وتيرة التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة”.
واعتبرت أن “التحول من ظاهرة النينيا التي تؤدي إلى برودة درجة الحرارة إلى ظاهرة النينيو التي تؤدي إلى ارتفاعها بحلول منتصف عام 2023 يتجلى بوضوح في ارتفاع درجة الحرارة عن العام الماضي”.
ومع الأخذ في الاعتبار أن ظاهرة النينيو عادة ما يكون لها التأثير الأكبر على درجات الحرارة العالمية بعد أن تصل إلى ذروتها، تضيف المتحدثة، فإن عام 2024 قد يكون أعلى حرارة.
ومنذ ثمانينيات القرن العشرين، كان كل عقد أحر من العقد الذي سبقه، وكانت الأعوام التسعة الماضية هي الأحر على الإطلاق منذ بدء تسجيل درجات الحرارة.
ومن قبل صُنِّف عاما 2016 (الذي شهد ظاهرة النينيو القوية) و2020 على أنهما العامان الأحر على الإطلاق، فكانت درجة الحرارة فيهما 1.29 ± 0.12 و1.27 ± 0.12 درجة مئوية أعلى منها قبل الثورة الصناعية.
واستناداً إلى مجموعات البيانات الست، كان متوسط السنوات العشر 2014-2023 أعلى بمقدار 1.20 ± 0.12 درجة مئوية من متوسط الفترة 1850-1900، مع الأخذ في الاعتبار هامشاً من عدم اليقين.
وفي تعليقه على الموضوع، قال أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة: “إن أفعال البشر تحرق الأرض. وما كان عام 2023 سوى لمحة من المستقبل الكارثي الذي ينتظرنا إن لم نتحرك الآن. وعلينا أن نتخذ إجراءات رائدة نتصدى بها للارتفاعات غير المسبوقة في درجات الحرارة”.
وأضاف غوتيريش: “لا يزال بوسعنا أن نتجنب أسوأ كارثة مناخية. ولن يتسنى لنا ذلك إلا بالعمل الآن يدفعنا الطموح اللازم للحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية عند 1.5 درجة مئوية وتحقيق العدالة المناخية”.
إواعتبر أن مراقبة درجات الحرارة العالمية على المدى الطويل لا تعدو كونها مؤشراً واحداً من مؤشرات المناخ وكيف يتغير.
وتشمل المؤشرات الرئيسية الأخرى تركيزات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي، وحرارة المحيطات وتحمُّضها، ومستوى سطح البحر، ومساحة الجليد البحري، وتوازن كتلة الأنهار الجليدية.
وأظهر تقرير المنظمة المؤقت عن حالة المناخ العالمي لعام 2023، الذي نُشِر في 30 نونبر، أن الأرقام القياسية قد تحطمت على جميع الأصعدة.
فدرجات حرارة سطح البحر زادت زيادة استثنائية في أكثر أوقات العام، واقترنت هذه الزيادة بموجات حر بحرية شديدة ومدمرة.
وكانت مساحة الجليد البحري في المنطقة القطبية الجنوبية “أنتاركتيكا” هي الأقل على الإطلاق، سواء بالنسبة للحد الأدنى في نهاية الصيف في فبراير، أو الحد الأقصى في نهاية الشتاء في شتنبر.
وهذه التغيرات الطويلة الأجل في مناخنا نلمسها بوضوح في طقسنا يوماً بعد يوم. ففي عام 2023، أثرت الحرارة الشديدة على الصحة وأجَّجت حرائق الغابات المدمرة. وخلَّفت الأمطار الغزيرة والفيضانات والأعاصير المدارية، التي تزيد شدتها بسرعة، دماراً وخسائر اقتصادية فادحة، وحصدت الأرواح.
وستُصدِر المنظمة تقريرها النهائي عن حالة المناخ العالمي لعام 2023 في مارس 2024، وسيشمل هذا التقرير تفاصيل عن الآثار الاجتماعية والاقتصادية على الأمن الغذائي والنزوح والصحة.