شهدت العلاقات الروسية الجورجية خلال العامين الماضيين نوعا من النهوض على المستوى الثنائي، وعلى الأقل على مستوى المواطنين العاديين.
ووفقا لبعض البيانات، فقد أصبحت رحلات عطلة نهاية الأسبوع من روسيا إلى تبليسي أو باتومي الجورجيتين، وجهة شائعة بين الشباب الروس.
وتشير بيانات مراكز حجز تذاكر الطيران الروسية، إلى أن جورجيا أصبحت الوجهة الخارجية الأكثر شعبية لسفر السياح الروس المستقلين (كل عاشر تذكرة تباع خارج الرحلات السياحية المنتظمة).
لكن الوضع قد يتغير بعد المظاهرات المناهضة لروسيا في تبليسي، والهجمات على الوفد البرلماني الروسي، والتصريحات المهينة الصادرة عن رئيسة جورجيا سالومي زورابيشفيلي، ما أنتج حظر الحركة الجوية بين البلدين بدءا من 8 يوليو القادم.
من وماذا سيخسر من هذا الوضع؟
ذكر الاتحاد الروسي لصناعة السياحة أن 1.7 مليون روسي زاروا جورجيا العام الماضي (مصادر غير رسمية تحدثت عن مليوني شخص)، فيما تشير إحصاءات الجانب الجورجي إلى 1.4 مليون زائر روسي (بما في ذلك الزيارات المتكررة من قبل نفس الأشخاص)، ويشمل هذا الرقم جميع المعابر الحدودية، ورحلات العمل أو الزيارة أو المرور عبر جورجيا إلى بلدان أخرى.
ووفقا للبيانات الرسمية الجورجية، ففي العام الماضي فقط كانت 54% من الزيارات إلى البلاد تطول مدتها عن 24 ساعة (أي أنها تعتبر سياحية).
وفي الوقت نفسه، لوحظ في الآونة الأخيرة داخل روسيا، طفرة سياحية جورجية (السياح الروس الذين يقصدون جورجيا)، حيث زاد عدد الزيارات في الفترة من يناير إلى أبريل 2019، بمقدار الثلث وفي شهر مايو بمقدار النصف (مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي). سي المفروض على الرحلات الجوية، ووفقا للاقتصاديين الجورجيين في المتوسط، يبقي كل زائر أجنبي في البلاد مبلغ 324 دولارا.
وهكذا، ستكون خسارة جورجيا حوالي 130 مليون دولار سنويا جراء فقدان المسافرين الروس عبر أجوائها وهذا 0.8% من الناتج المحلي الإجمالي لجورجيا، مع العلم أن الانخفاض في الواقع سيكون أكبر بسبب الصناعات المتداخلة مع السياحة وذات الصلة.