إعداد مبارك أجروض
توجد فئات فرضت معرضة أكثر من غيرها لخطر الإصابة بCovid-19، وزاد تسليط الضوء على هؤلاء الأشخاص، بالكشف على عدد الوفيات بالآلاف، بالإضافة إلى الحديث عن نية بعض الحكومة (إن لم تكن أغلبيتها) فرض الحجر الصحي على هذه الفئة إلى تاريخ غير محدد، ولقد حاول عدد من مراكز التسوق في بعض الدول فك العزلة عن هذه الفئات عبر إعطائهم الأولوية في خدمات توصيل الأغذية، لكن يبقى الإشكال الذي من الواجب علينا ألا نقفز عليه هو أن من بين هؤلاء من يعيش لوحده، ولا يتواصل معه أحد حتى هاتفيا.
فلا تزال العاصفة التي أحدثها Covid-19 في العالم، تحصد مزيداً من الضحايا، بالرغم من كل الجهود المبذولة عالمياً، من أجل الحد من رقعة انتشاره. والأدهى والأمر هو أن هناك مخاوف من الموجة الثانية لCovid-19 الأكثر انتشارا وشراسة باتت تطفو في الأفق. اللافت للانتباه في Covid-19 هو أنه يستهدف الجهاز التنفسي، ويتّسم بسرعة تكاثره، أنه لا يُحدث الأثر نفسه لدى الجميع. فبحسب “منظمة الصحة العالمية”، وحتى كتابة هذه السطور، تجاوز عدد الضحايا 9.440.535 مصابا، أما الذين تمكنوا من تجاوز هذه المحنة والشفاء من المرض المشؤوم، فقد بلغوا 4.764.577، وهذه الحصيلة مرشّحة للارتفاع، بما أن نسبة كبيرة من الذين يشغلون أسِرّة المستشفيات، مصابون أيضاً بأمراض مزمنة أو سرطانية، ما يضع احتمالات الشفاء على المحك. وبحسب متابعتنا للموضوع، فإن حالات الموت التاي بلغت 483 207 وفاة في العالم، تقع بعد نحو 18 يوماً من بدء المضاعفات الجانبية لدى المصاب بCovid-19.
ورغم كل التحذيرات والأرقام المشؤومة المكشوف عنها، تبقى هناك دوماً فسحة أمل. فلقد أطل البروفسور الفرنسي ديديه راوول، من مدينة مرسيليا في جنوب فرنسا، ليعلن للعالم أن أبحاثه العلمية، أثبتت فاعلية استخدام دواءي “هيدروكسي كلوروكين” و”الأزومايتريسين” في علاج مرضى Covid-19. ثم عاد في منتصف أبريل الفائت، ليبثّ أملاً جديداً بإعلانه أن الفايروس المشؤوم، وصل إلى ختام جولته و”سيتلاشى في غضون أسابيع قليلة”، موضحاً في فيديو نُشِر على “يوتيوب” أن هذا “ليس مستغرباً، لأن هذا ما يحدث عند انتشار أي وباء فيروسي تنفسي”.
وبالعودة إلى مسألة تفاوت الأعراض الناتجة عن Covid-19 لدى المرضى المصابين به، تبين أن هناك من يحملون المرض من دون أن تبرز عليهم أية أعراض مقاومة، كالحرارة أو السعال، ومنهم من يتفاقم وضعهم ويصلون إلى مرحلة يحتاجون فيها إلى المساعدة الطبية في وحدات العناية المركزة. وكما بات معلوماً فإن المسنّين، وتحديداً من بلغوا عتبة السبعين، هم عرضة أكثر من سواهم للإصابة بالتهابات رئوية خطيرة، إنما تبقى هناك فئات أخرى معرّضة للإصابة بمضاعفات خطرة، نتيجة الإصابة بCovid-19.
* الفئات المعرضة أكثر من سواها لخطر الإصابة بCovid-19.
بيّنت دراسات جديدة، أن الرجال أكثر عرضة من النساء للوفاة بسبب Covid-19، رغم أن السبب لا يزال غامضاً. إنما تشير الأرقام في إيطاليا، على سبيل المثال، إلى أن 53% من المصابين هم من الرجال، إنما 68% من الوفيات هم من الرجال أيضاً.
كما بيّنت الإحصاءات أن الذين يعانون امراضاً مزمنة، منها السكري، وارتفاع ضغط الدم، والقلب والشرايين، والكبد والكلى، وأنواع من السرطانات، والربو، هم أكثر عرضة للوفاة بCovid-19.
وهنالك ما كشفه الخبراء عن أن من يعانون السمنة، هم أكثر عرضة لخطر الوفاة ب Covid-19أيضاً. فقد بيّنت إحدى الدراسات البريطانية، أن نحو ثلثي المرضى الذين يصابون بمرض خطر ناتج عن Covid-19، يعانون السمنة.
ووفقاً للدراسة نفسها، فإن 63% من مرضى العناية المركزة في مستشفيات المملكة المتحدة، بسبب Covid-19، يعانون من زيادة الوزن.
وفضلاً عن السمنة، أوضحت دراسة أخرى أن الذين يعانون من ضعف في المناعة هم في دائرة الخطر. إذ إن الإصابة بCovid-19 في هذه الحالة، قد يودي بوفاة المرء. وعادة من يصابون بضعف المناعة هم الذين يخضعون لعلاج السرطان، والمدخنون والذين خضعوا لجراحة زرع الأعضاء… إلخ.
* طرق التصدي لCovid-19
لتعزيز استجابة الجسم للتصدي لCovid-19، هناك عدد من الطرق التي يمكن القيام بها:
ـ لا داعي للتذكير بضرورة غسل اليدين مدة عشرين ثانية بالماء والصابون، وعدم لمس الوجه والابتعاد عن العادات السيئة، كشرب الكحول والتدخين. فهذان العنصران الأخيران يفتكان بجهاز المناعة أولاً، وإذا كنتم من هواة النرجيلة، فاليوم من الضروري الابتعاد عن هذه العادة السيئة، لأن التدخين بجميع أنواعه، يرفع احتمال التقاط الفيروسات والالتهابات.
ـ لاتباع نظام غذائي صحي، دور أساس في مدّ الجسم بالفيتامينات والمعادن الضرورية.
ـ ممارسة الرياضة بانتظام في المنزل، حيث يمكن القيام بحركات خفيفة من أجل تنشيط الدورة الدموية ومدّ الجسم بالأوكسيجين.
ـ النوم المتواصل، بما لا يقل عن 7 إلى 8 ساعات خلال الليل، ضروري لتنشيط الجسم، وتعزيز عمل جهاز المناعة، فقد بيّنت إحدى الدراسات أن مَن يعانون من مشكل عدم انتظام النوم أو الأرق، كانت لديهم استجابة مناعية أقل للقاء لقاح الإنفلونزا العادية.
ـ الإكثار من السوائل، شرط أن تكون خالية من السكريات الصناعية، ومن المفضل شرب الماء الفاتر أو الدافئ، والبابونج والأعشاب، ويبقى المهم هو عدم الإفراط في شرب القهوة والشاي، لاحتوائهما على مادة الكافيين المنبّهة.