“منافسة غير عادلة”.. الثمن المتدني للطماطم المغربية يثير غضب مهنيين فرنسيين

حذرت جمعية منتجي الطماطم والخيار الفرنسية مما اعتبرته إغراق الأسواق المحلية بالطماطم المغربية، معتبرة أن ذلك يؤثر على الإنتاج المحلي.

وقالت الجمعية، بحسب ما نقلته وسائل إعلام فرنسية، إن زيادة استيراد الطماطم المغربية، التي تعززها اتفاقية التجارة الحرة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب وعدم وضوح التسمية للمستهلك، يشكل تهديدا للإنتاج المحلي.

 

 

 

 

 

 

وأوضحت أنه وخلال موسم 2022-2023، تم استيراد 424.690 طنا من الطماطم المغربية إلى فرنسا، مقارنة بـ 394.740 طن في 2021-2022، بزيادة قدرها 7.6 بالمئة. وبالنسبة للقيمة المالية، تبلغ هذه الزيادة أكثر من 168 مليون يورو، أي بنسبة 27.5 بالمئة، وفقًا للجمعية.

وأضافت الجمعية أن استيراد الطماطم المغربية يتم تعزيزه بشكل واضح من قبل سلاسل التوزيع الكبيرة التي تفضل العروض “بأسعار منخفضة” على حساب العروض الفرنسية، وبواسطة قنوات توزيع المطاعم خارج المنزل التي لا تخضع لمتطلبات عرض المنشأ.

 

ويشكو المنتجون الفرنسيون من منافسة “غير عادلة”، بسبب “تكلفة منخفضة للعمالة في المغرب وممارسات بيئية مشكوك فيها، بما في ذلك استغلال الموارد المائية بشكل مكثف في سياق جفاف مستمر”.

ودعت الجمعية إلى تشريعات أكثر صرامة بشأن التسمية، بما في ذلك ذكر البلد المنشأ ومكان التعبئة بوضوح، لضمان شفافية كاملة وتعزيز اتخاذ القرارات المستنيرة للمستهلكين.

 

في المقابل، أشارت مصادر مهنية مغربية من الجمعية المغربية للمنتجين والمصدرين للفواكه والخضروات أن الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي والمغرب يخضع للوائح وشروط صارمة، مؤكدة أنها ترفض الاتهامات الموجهة للمنتوج المغربي من الجمعية الفرنسية.

 

وأشارت في تصريحات مقتضبة لجريدة “مدار21” الإلكترونية، إلى أن المغرب يصدر لدول أوروبية مختلفة، وليس فرنسا وحدها، وأن المغرب أضحى بلدا متخصصا في إنتاج الطماطم ومصدرا موثوقا به بسبب الجودة المرتفعة.

 

وخلال الفترة الممتدة ما بين يوليوز 2022 ويونيو 2023، صدر المغرب 716 ألفا و700 طن من الطماطم إلى الأسواق الأجنبية، وهو ما حقق عائدات مالية بلغت 990 مليون دولار (أكثر من 10 ملايير درهم).

وعلى مدى خمس سنوات، ارتفعت صادرات الطماطم المغربية بأكثر من 25 في المئة، وخلال العقد الأخير حققت البلاد أسرع معدلات نمو بين أكبر المصدرين لهذا النوع من الخضر، حيث يتم تصديرها حاليا لـ44 بلدا، مقارنة بـ24 بلدا كانت تصدر إليه قبل ست سنوات.

 

وتظل الطماطم المغربية هي الفئة الأولى ضمن الخضر والفواكه في تجارة المغرب الخارجية، وشكلت حوالي ثلث الصادرات المغربية والخضروات في موسم 2022/2023، إذ يتم تصدير الطماطم على مدار السنة، بينما تكون الذروة في الفترة من نونبر إلى مارس.

 

ورغم إقبال الزبائن الإفريقية على الطماطم المغربية، يركز مزارعو الطماطم المغاربة على المشترين من أوروبا، وهو ما جعل المنتوج المغربي يغزو أسواق القارة العجوز بثقة في الربع الأول من السنة الجارية، حيث إن ثلث الطماطم التي استوردها الاتحاد الأوروبي جاءت من المغرب، وهذه هي المرة الأولى التي يبيع فيها المغرب لدول هذا التكتل الاقتصادي أكثر مما باعته له إسبانيا من الطماطم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.