كلام عن المتحور Omicron (B.11.539)

إعداد د. مبارك أجروض

 

بعد أن أعلنت دولة جنوب إفريقيا عن اكتشاف المتحور الجديد من Covid-19  -والذي أطلقت عليه منظمة الصحة العالمية لاحقا اسم “أوميكرون” (B.11.539) Omicron – انتاب العالم خوف شديد، خاصة مع تأكيد العلماء أنه أكثر نسخ Covid-19 تحوراً، ما قد يؤدي لاحتمال فشل اللقاحات الحالية في مواجهته، أصبح الشغل الشاغل للناس معرفة أعراضه وانتشاره وطرق الوقاية منه، وما إذا كانت اللقاحات المتاحة ضد Covid-19 فعالة للحماية منه أم لا.. توجد أجوبة متوفرة لدى العلماء والمنظمات الصحية الدولية عن العديد من التساؤلات.. إنه متحور جديد من Covid-19،SARS-CoV-2) )، متعدد الطفرات التي قد تكون شديدة العدوى، وهذا المعطى سبب حالة من الهلع في العالم وأدى إلى إلغاء الكثير من الرحلات الجوية الدولية. ووصفت منظمة الصحة العالمية المتحور Omicron بأنه الأخطر بين المتحورات التي تم رصدها من Covid-19 حتى الآن، وأنه يشكل “مصدر قلق”. ويعمل العلماء على مدار الساعة لتحليل هذا المتحور والسعي لفهم سلوكه.

* إحصاءات وحقائق عن بداية المتحور Omicron

اعتبارًا من 26 نوفمبر 2021، صنفت منظمة الصحة العالمية المتحور Omicron على أنه أحد متغيرات أو طفرات Covid-19 المثيرة للقلق، والتي تنتمي إلى سلالة B.1.1.529 ـ بسبب المخاوف المتعلقة بالهروب المناعي واحتمال زيادة قابلية الانتقال والعدوى. مقارنةً بالمتحور Delta، ـ صنفت منظمة الصحة العالمية المتحور Omicron على أنه أكثر خطرا ـ تم اكتشاف المتحور Omicron لأول مرة في العينات التي تم جمعها في 11 نوفمبر 2021 في بوتسوانا، وبعد ذلك في العينات التي تم جمعها اعتبارًا من 14 نوفمبر وما بعده في جنوب أفريقيا ـ تم الكشف عن حالة واحدة في هونغ كونغ مع وجود تاريخ السفر إلى جنوب أفريقيا ـ تم الإبلاغ عن وجود إصابات في المتحور Omicron في عدة دول أخرى مثل هونغ كونغ وبلجيكا ـ ما زالت دول أخرى تسجل حالات إصابة بالمتحور Omicron مثل بريطانيا وأستراليا وهولندا.. ـ أكدت بوتسوانا إصابة أربعة أشخاص على الرغم من تطعيمهم بشكل كامل.

* أعراض الإصابة بالمتحور Omicron

لم يتضح بعد ما إذا كانت الإصابة بالمتحور Omicron تسبب مرضًا أكثر خطورة مقارنة بالعدوى بمتحورات أخرى، بما في ذلك Delta. وتشير البيانات الأولية إلى أن هناك معدلات متزايدة من المصابين بحاجة لدخول المستشفى في جنوب أفريقيا، ولكن قد يكون هذا بسبب زيادة الأعداد الإجمالية للأشخاص الذين يصابون بالعدوى، وليس نتيجة لعدوى محددة بـOmicron، ولا توجد حاليًا معلومات تشير إلى أن الأعراض المرتبطة بـOmicron تختلف عن تلك الموجودة في المتحورات الأخرى. وكانت الإصابات الأولية المبلغ عنها بين طلاب الجامعات، الأفراد الأصغر سنًا الذين يميلون إلى الإصابة بمرض أكثر اعتدالًا. لكن فهم مستوى شدة متحور Omicron سيستغرق أيامًا إلى عدة أسابيع. يمكن لجميع متحولات Covid-19، بما في ذلك متغير دلتا السائد في جميع أنحاء العالم، أن تسبب مرضًا شديدًا أو وفاة، لا سيما للأشخاص الأكثر ضعفاً، وبالتالي فإن الوقاية هي المفتاح دائمًا.

* على الصعيد الآخر ومن جنوب أفريقيا..

أكدت طبيبة من جنوب أفريقيا قامت بمعالجة نحو ثلاثين مصاباً بالمتحور الجديدة Omicron أنها لاحظت “اعراضاً خفيفة” لدى المرضى الذين التزموا فترة نقاهة بدون أن يضطروا إلى دخول المستشفى في الوقت الحالي، وعلى مدى الأيام العشرة الماضية، استقبلت أنجيليك كوتزي، التي ترأس كذلك الجمعية الطبية في جنوب أفريقيا، هؤلاء المصابين الذين تبين أن اختباراتهم بـCovid-19 موجبة ولكن مع أعراض غير اعتيادية، وقالت “ما دفعهم للمجيء الى عيادتي” في بريتوريا “هو الإرهاق الشديد”. وكان معظمهم رجالا تقل أعمارهم عن 40 عاماً، تلقى أقل من نصفهم بقليل اللقاح، وبدت أعراض حمى منخفضة على بعضهم. ونبهت كوتزي السلطات الصحية في 18 نوفمبر إلى أن هذه “الحالة السريرية لا تتوافق مع Delta”، المتحور الذي كان سائدا في جنوب أفريقيا. وذكرت كويتزي أنه لا يُعرف سوى الشيء اليسير عن خطورة هذا المتحور، والذي وصفته منظمة الصحة العالمية بأنه “مثير للقلق”. وأوضحت “أنا لا أقول إنه لن تكون هناك أمراض خطيرة” ولكن “في الوقت الحالي، حتى المرضى الذين شاهدناهم والذين لم يتم تطعيمهم يعانون من أعراض خفيفة”. وأضافت “أنا مقتنعة بأن كثيرين في أوروبا مصابون بهذا الفيروس، لكن لم يتم رصده كثيراً لأننا كنا نترصد أعراض (المتحور) Delta”.

* منشأ المتحور Omicron

لا يزال منشأ المتحور الجديد بالضبط غير معروف، لكن باحثين من جنوب أفريقيا كانوا أول من أعلن عن رصده في 25 نوفمبر.

* الطفرة الجديدة في المتحور Omicron

قال البروفيسور Moussa Mushabella والمسؤول عن البحث والابتكار في جامعة KwaZulu-Natal بأن هذا المتحور يضم “أكبر عدد من الطفرات التي شاهدناها حتى الآن”. وأضاف “سبق أن رصدنا البعض منها في المتحورين Delta وBêta، والبعض الآخر غير معروف بالنسبة لنا، ولا نعرف كيف ستتفاعل هذه المجموعة من الطفرات”. وللأسف، لاحظ الباحثون أكثر من Mutations fourche protéique 30 التي تعد مفتاح دخول الفيروس للجسم. وهو اختلاف ملحوظ عن المتحورات الأخرى المثيرة للقلق.

* سرعة انتقال العدوى بالمتحور الجديد Omicron

تشير السرعة التي تتزايد بها حالات الإصابة اليومية الجديدة بـCovid-19 في جنوب أفريقيا ويرتبط معظمها بـOmicron، إلى أن المتحور الجديد شديد العدوى، حيث ارتفع عدد الحالات الموجبة اليومية بـCovid-19 بشكل سريع هذا الأسبوع من 3,6% إلى 6,5% ثم 9,1% خلال ثلاثة أيام فقط، وفقًا للأرقام الرسمية. يقول البروفيسور Mushabella “لقد أظهرت بعض الطفرات التي سجلت سابقًا أنها تسمح للفيروس بالانتشار بسهولة وبسرعة، لهذا السبب نتوقع أن ينتشر المتحور الجديد بسرعة”.

* هل اللقاحات توفر مناعة ضد المتحور Omicron ؟

بالاستناد إلى حالات إصابة متجددة وهي “أكثر مما كانت عليه خلال الموجات السابقة”، من المحتمل أن يفلت المتحور من المناعة وفقًا للبيانات التمهيدية. وقد يقلل ذلك من فعالية اللقاحات إلى حد لم يحدد بعد. لكن، تظل اللقاحات ضرورية جدا للحد من الأمراض الشديدة والوفاة، بما في ذلك ضد المتحور السائد المنتشر Delta. 

* هل الإصابة السابقة بـ Covid-19توفر مناعة ضد متحور Omicron ؟

تشير الدلائل الأولية إلى أنه قد يكون هناك خطر متزايد للإصابة مرة أخرى بمتحور Omicron. بمعنى، يمكن إعادة إصابة الأشخاص الذين أصيبوا سابقًا بـCovid-19 بسهولة أكبر مع المتحور Omicron، مقارنة بالمتحورات الأخرى المثيرة للقلق، ولكن المعلومات المتوفرة حتى الآن محدودة. وننتظر توفر المزيد من المعلومات حول هذا الأمر في الأيام والأسابيع القليلة القادمة.

* خطورة الإصابة بالمتحور الجديد Omicron

هذا هو السؤال الذي لا نجد له إجابة بعد. لقد تم اكتشاف المتحور الجديد قبل عدة أيام فقط، ما لا يترك وقتًا كافيًا لتحديد مدى خطورة حالات Omicron سريريًا. ومع ذلك فمن المحتمل أن نفس الفئات التي كانت أكثر عرضة للإصابة الشديدة بـCovid-19 مثل كبار السن وضعاف المناعة والمصابين بالأمراض الكامنة الأخرى، لديهم احتمالية أعلى للإصابة بالمتحور Omicron.

* هل العلاجات الحالية ضد Covid-19 فعالة ضد المتحور Omicron ؟

ستظل Corticostéroïdes et bloqueurs des récepteurs IL6 فعالة في إدارة المرضى المصابين بـCovid-19 الجديد بمختلف متحوراته. وسيتم تقييم العلاجات الأخرى لمعرفة ما إذا كانت لا تزال فعالة بالنظر إلى التغيرات التي طرأت على أجزاء من الفيروس في متحور Omicron.

* الدراسات جارية حول المتحور Omicron

في الوقت الحاضر، تقوم منظمة الصحة العالمية بالتنسيق مع عدد كبير من الباحثين والخبراء حول العالم لفهم المتحور Omicron بشكل أفضل. وتشمل الدراسات التي تجري حاليًا أو جارية قريبا تقييمات قابلية الانتقال، وشدة العدوى (بما في ذلك الأعراض)، وأداء اللقاحات والاختبارات التشخيصية، وفعالية العلاجات.

* الإجراءات الموصى بها للبلدان فيما يخص المتحور Omicron

نظرًا لأنه تم تصنيف المتحور Omicron باعتباره متغيرًا مثيرًا للقلق، فهناك العديد من الإجراءات التي توصي منظمة الصحة العالمية البلدان باتخاذها، بما في ذلك تعزيز المراقبة وتسلسل الحالات، إبلاغ منظمة الصحة العالمية بحالات أو مجموعات أولية، إجراء تحقيقات ميدانية وتقييمات معملية من أجل فهم أفضل لما إذا كان لدى المتحورOmicron  خصائص مختلفة للانتقال أو المرض، أو تؤثر على فعالية اللقاحات أو العلاجات أو التشخيص أو الصحة العامة والتدابير الاجتماعية ومن المهم للغاية معالجة أوجه عدم المساواة في الحصول على لقاحات Covid-19 بشكل عاجل لضمان حصول الفئات الضعيفة في كل مكان، بما في ذلك العاملون الصحيون وكبار السن، على جرعاتهم الأولى والثانية، إلى جانب الوصول العادل إلى العلاج والتشخيص.

* الوقاية من متحور Omicron

تتمثل أكثر الخطوات فعالية التي يمكن للأفراد اتخاذها للحد من انتشار Covid-19 بمختلف تحوراته بالتلقيح بأحد اللقاحات التي تم اعتمادها ضد Covid-19، غسل اليدين كثيرًا بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل، استخدام معقم اليدين المعتمد على الكحول والذي يحتوي على 60% على الأقل من الكحول في حالة عدم توفر الصابون والماء، تجنب لمس العينين والأنف والفم بأيد غير مغسولة، تجنب الاتصال الوثيق مع الناس الذين يعانون من المرض، وتجنب الأماكن المزدحمة، تفضيل البقاء في المنزل عندما يكون الشخص مريضا، تغطية البلغم أو رذاذ العطاس بمنديل، والقيام برمي النسيج في القمامة، تنظيف وتطهير الأشياء والأسطح التي يتم لمسها كثيرًا وتجنب السفر وخاصة إلى الأماكن الموبوءة إذا كان ذلك ممكنا.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.