عدوى Covid-19 تنتقل عن طريق الأيروسول

إعداد مبارك أجروض

ظل انتشار Covid-19 لغزا يحير العلماء لما له من آثار دمار باتت معالمها واضحة على الصحة والحياة العامة وشكلت تحديا للعالم برمته. الآن علماء أمريكيون يؤكدون أن Covid-19 ينتقل عبر الهباء الجوي “الإيروسول”. بعد أسابيع قليلة من تفشي Covid-19 في أوروبا، توصل العلماء إلى أن الفيروس ينتشر، ليس فقط من خلال عدوى منقولة بالقطيرات والاتصال المباشر، ولكن أيضا يمكنه أن ينتشر عن طريق جزيئات صغيرة عبر مسافات طويلة في الهواء.

ومع ذلك، لم يتمكن العلماء من حسم هذه النظرية في الواقع وكل ما تم إثباته هو أن أجزاء من الحمض النووي الفيروسي مرتبط بهذه الجسيمات الصغيرة. موقع “شبيغل أونلاين” الألماني نشر أن فريقا من الباحثين من جامعة فلوريدا توصل إلى نتيجة مفادها أن الفيروسات الحية الكاملة لCovid-19 يمكن أن تلتصق بالهباء الجوي “الإيروسول” ما يجعل الهواء أيضا مُعديا، فلقد خلص تقرير إسباني في هذا الصدد حول Covid-19 إلى أن هناك “دليلاً مهماً” على انتقال العدوى عبر الهباء الجوي.

وتشير الدراسة المدعومة من قبل وزارة العلوم والابتكار الإسبانية إلى وجود “تأييد كبير” من المجتمع العلمي لاحتمال أن يكون الهباء الجوي هو الطريقة السائدة لانتقال Covid-19، ولا يستبعد القائمون على الدراسة أن انتقال العدوى عن طريق القطيرات قد تم المبالغة فيه.

ولهذه الأسباب، يقترح الخبراء القيام بجميع الأنشطة الممكنة في الهواء الطلق والاهتمام بالتهوية، وذلك بغرض تقليل انتقال العدوى، بالإضافة إلى التدابير المتعارف عليها، والمتمثلة في ارتداء الكمامات والنظافة والتباعد والعمل عن بعد وتجنب الفعاليات أو الأنشطة ذات الكثافة العالية، وخاصة في الأماكن المغلقة.

ويحلل التقرير موقف منظمة الصحة العالمية (WHO) والدراسات المختلفة حول طرق الانتقال، ويلخص الأدلة المؤيدة والمعارضة للعدوى بواسطة الهباء الجوي، ويخلص إلى أن هناك “تأييداً كبيراً من المجتمع العلمي لاحتمال أن يكون هذا هو الشكل السائد للانتقال وأنه الشكل الأكثر شيوعا لنقل العدوى”.

ويشرح التقرير أنه عند التنفس والكلام والصراخ والسعال والعطس، تنبعث “جزيئات كثيرة” من القطيرات والرذاذ. وبينما تصيب القطيرات العينين أو الأنف أو الفم بالاصطدام، وتسقط على الأرض لمسافة تصل إلى متر أو مترين من الشخص الذي يصدرها، يصيب الرذاذ بالعدوى عن طريق الاستنشاق وينتقل لمسافة تزيد عن متر وقد تصل إلى مترين قبل أن يسقط على الأرض.

* العمل والتعليم عن بعد

وبالنسبة للأنشطة الداخلية، يدعو معدو الدراسة إلى تقليل مدة وعدد الأشخاص قدر الإمكان، وتسهيل العمل عن بُعد لجميع الوظائف حيثما كان ذلك ممكناً، والاعتماد على التعليم عبر الإنترنت. كما يوصون بخفض الصوت في الأماكن المغلقة، بالنظر إلى “انبعاث الرذاذ التنفسي عند التحدث بشكل أكبر منه عند التنفس (10 مرات أكثر) وخاصة عند الصراخ أو الغناء بصوت عال”.

* الحدائق والشواطئ الأفضل

ويؤكدون أن العدوى في الأماكن المفتوحة أقل احتمالاً 20 مرة من الأماكن المغلقة؛ وفي ظروف مماثلة للتباعد الاجتماعي، يفضلون إبقاء الحدائق والشواطئ مفتوحة وتسهيل ممارسة التمرينات البدنية.

* تهوية طبيعية كافية

ويذكرون أنه من الأفضل تحقيق تهوية طبيعية كافية عن طريق فتح الأبواب والنوافذ، والتأكيد على أنه إذا لم يكن ذلك ممكناً، يتم اتخاذ تدابير إضافية لتجنب إعادة تدوير الهواء.

* توصية بعدم الكلام والغناء والصراخ

أما بخصوص المواصلات العامة في المدن، فيوصون بعدم الكلام، وخاصة الغناء والصراخ، بالإضافة إلى الحفاظ على مسافة أمان (1.5 متر) بين الركاب، وتركيب أنظمة فلترة هواء الطائرات في القطارات والحافلات التي تقوم برحلات طويلة.

وفي الختام نشير إلى أن منظمة الصحة العالمية اعترفت مؤخرا وبشكل رسمي، بكون القطرات التي تحمل Covid-19 قد تكون محمولة في الهواء، وأن الأشخاص الذين يقضون فترات طويلة في أماكن مزدحمة مع تهوية غير كافية قد يكونون عرضة لخطر الإصابة بالعدوى، وهو اعتراف يرى علماء أنه جاء متأخرا، وقالت منظمة الصحة إن انتقال Covid-19 عن طريق الهباء الجوي، أو القطرات الصغيرة المتناثرة، ربما يكون مسؤولا عن “تفشي Covid-19 بين الناس، ولا سيما في بعض الأماكن المغلقة، مثل المطاعم والنوادي الليلية وأماكن العبادة أو أماكن العمل التي تتطلب الحديث بصوت مرتفع”.

وجاء اعتراف المنظمة بعد أن وجهت إليها رسالة موقعة من أكثر من 200 خبير في الصحة عبر العالم، طالبوها بتعديل تقاريرها بخصوص طرق انتقال Covid-19، والسبت الماضي ذكرت وسائل إعلام أن أكثر من 200 عالم من جميع أنحاء العالم تحدوا المنظمة فيما ذهبت إليه بخصوص كيفية انتشار Covid-19، ووقع ما مجموعه 239 باحثا من 32 دولة على الرسالة، التي يبدو أنها وجدت آذانا صاغية في المنظمة ولو بشكل متأخر.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.