عدم انتظام الدورة الشهري

بقلم : د. مبارك أجروض

 

تجد بعض النساء أن الدورة الشهرية لديهن ليست منتظمة دائما، فقد تكون مبكرة أو متأخرة، وربما تتنوع في مدتها وشدتها، تستمر دورة الحيض 28 يوما، غير أنها يمكن أن تتفاوت بين 24 و35 يوما، وبعد سن البلوغ تصبح دورة الطمث عند معظم النساء طبيعية، ويكون الفاصل بين الدورات متماثلا تقريبا. ويستمر النزف الطمثي لما بين يومين وسبعة عادة، والمتوسط هو خمسة أيام.

ويعد عدم انتظام الدورة الشهرية أمرا شائعا خلال فترة البلوغ أو قبل سن اليأس (انقطاع الطمث). ولا تكون المعالجة خلال هاتين الفترتين ضرورية عادة. ومن المعلوم أن الحيض يختلف من امرأة لأخرى، وأحيانا يحدث اضطراب في الدورة الشهرية، فما هي أسباب هذا الاضطراب ؟ ومتى ينبغي أن تتوجهي للطبيب ؟ وما الذي يمكنك فعله للوقاية من هذا الاضطراب ؟

* أسباب عدم انتظام الدورة الشهري

ـ حمية غذائية سيئة

قد تتسبب الحمية الغذائية السيئة باضطرابات في الدورة الشهرية، خاصة إذا كانت حمية المرأة فقيرة بالمواد الغذائية الهامة ومضادات الأكسدة والبروبيوتيك Antioxydants et probiotiques. إذ أن المرأة في هذه الحالة غالبًا ما تكون تتناول العديد من الأغذية الغنية بالسكر والمواد الحافظة والمضافة، وهي مواد يتسبب الإفراط في تناولها بمشاكل كبيرة خاصة في الغدة الدرقية والغدة الكظرية، ما يؤثر على العديد من العمليات الطبيعية في الجسم، بما في ذلك الدورة الشهرية.

ـ الحمل والرضاعة

إذا ما شعرت المرأة أن دورتها الشهرية تأخرت بشكل غير طبيعي، وكان هذا يحدث لأول مرة في حياتها أو إذا لاحظت وجود تنقيط خفيف فقط عوضًا عن دورة الحيض المعتادة، فقد تكون هذه أحد الأعراض المبكرة لحدوث حمل. ومن أعراض الحمل الأخرى غثيان الصباح، تعب وإرهاق مستمرين، ليونة وطراوة في الثدي، غثيان وتقيؤ. كما أن فترة الرضاعة عادًة ما تشهد غياب أو عدم انتظام الدورة الشهرية لدى المرأة، والسبب يعود لهرمون البرولاكتين prolactine (هرمون الحليب) الذي يعمل على تثبيط إنتاج الهرمونات الأنثوية المسؤولة عن الدورة الشهرية والتبويض.

ـ مشاكل واضطرابات الغدة الدرقية

أحد أسباب عدم انتظام الدورة الشهرية هو اضطرابات ومشاكل الغدة الدرقية العديدة، ومع أن الأمر قد يبدو مستبعدًا، إلا أن العديد من الدراسات بدأت تظهر أن السبب الرئيسي في اضطرابات الدورة الشهرية قد يكون بالفعل مشاكل في الغدة الدرقية. إذ أن الغدة الدرقية مسؤولة عن إنتاج العديد من الهرمونات الهامة لعمليات الأيض، والتي قد تؤثر كذلك على توازن الهرمونات الجنسية المختلفة في الجسم. وهذه بعض الأعراض الأخرى المرافقة لفرط نشاط الغدة الدرقية: خسارة مفاجئة في الوزن، قلق، أرق، عصبية واضطرابات في نبض القلب.

ـ أمراض واضطرابات الجهاز التناسلي

إن إصابة الجهاز التناسلي الأنثوي ببعض الأمراض والاضطرابات هو أحد أسباب عدم انتظام الدورة الشهرية، وهذه أهم الحالات والأمراض التي تؤثر بشكل مباشر على الدورة الشهرية.

ـ الإفراط في ممارسة التمارين الرياضة

وجدت بعض الدراسات أن الإفراط في ممارسة التمارين الرياضية من قبل المرأة هو أحد أسباب عدم انتظام الدورة الشهرية التي يجب الانتباه إليها. إذ أن الإفراط في الرياضة قد يسبب خللًا في بعض هرمونات الجسم المسؤولة عن التبويض والحيض. وتشير العديد من الدراسات إلى أن النساء اللواتي ينخرطن في ممارسة بعض الرياضات القاسية أو تلك التي تحتاج لتمارين مكثفة مثل رقص الباليه، تشيع بينهن ظاهرة انحباس الطمث.

ـ مشاكل الوزن والسمنة

تسهم السمنة في الإصابة بعدم انتظام الدورة الشهرية، إذ أظهرت العديد من الدراسات أن السمنة تؤثر على مستويات الهرمونات والأنسولين في الجسم، ما يؤثر بدوره على الدورة الشهرية. كما أن خسارة الوزن كذلك قد تكون أحد أسباب عدم انتظام الدورة الشهرية، فعدم دخول كميات كافية من السعرات الحرارية للجسم قد يسبب مشاكل في التبويض.

ـ موانع الحمل وبعض الأدوية

قد يتسبب استخدام حبوب منع الحمل أو اللولب الهرموني بعدم انتظام الدورة الشهرية، كما قد تلاحظ المرأة ظهور الاستحاضة (التنقيط في غير وقت الدورة الشهرية). وهناك كذلك أدوية وحبوب أخرى تسهم في هذه الظاهرة وتؤثر على الدورة مثل: الأدوية البديلة للهرمونات، العلاج الكيميائي للسرطان، مضادات الاكتئاب، مميعات الدم وأدوية الغدة الدرقية.

ـ بلوغ سن اليأس أو الاقتراب منه

في السنوات القليلة التي تسبق الوصول لسن انقطاع الطمث، قد يبدأ الجسم بتهيئة نفسه تدريجيًا للمرحلة القادمة، ومن ضمن ما يتوقع حدوثه عدم انتظام الدورة الشهرية. وتبدأ هذه الظاهرة عادًة في سن الأربعينات لدى المرأة وتختلف من واحدة لأخرى.

ـ حالة المرأة النفسية (التوتر)

أشارت العديد من الدراسات إلى أن حالة المرأة النفسية تؤثر بشكل كبير على دورتها الشهرية، إذ أن الدماغ مسؤول كذلك عن إنتاج بعض الهرمونات الهامة للدورة الشهرية. وعند شعور المرأة بالتوتر المستمر في حياتها اليومية، فإن هذا قد يسبب خللًا في قدرة الدماغ على لعب دوره الطبيعي لإنتاج الهرمونات الضرورية.

* لوقاية من عدم انتظام الدورة الشهرية

بالنسبة لبعض النساء، فإن استخدام حبوب منع الحمل قد يساعد على تنظيم الدورات الشهرية، ومع ذلك، فلا يمكن الوقاية من بعض فترات عدم انتظام الدورات الشهرية. وقد تساعد فحوصات الحوض المنتظمة في ضمان أن المشاكل التي تؤثر على أعضائكِ التناسلية يتم تشخيصها بأسرع ما يمكن. بالإضافة إلى ذلك، استشيري الطبيبة إذا:

ـ توقفت الدورات الشهرية فجأةً لمدة أكثر من 90 يومًا وأنتِ غير حامل.

ـ أصبحت دوراتك الشهرية غير منتظمة بعد أن كانت منتظمة.

ـ استمر نزيف دم الحيض عندك أكثر من سبعة أيام.

ـ تعرضت لنزيف دم الحيض بكثافة أكثر من المعتاد أو صار يغمر أكثر من فوطة صحية أو سدادة قطنية كل ساعة أو ساعتين.

ـ كان الفاصل الزمني بين الدورات الشهرية أقل من 21 يومًا أو أكثر من 35 يومًا.

ـ كنتِ تنزفين بين الدورات الشهرية.

ـ كنتِ تعانين من ألم حاد أثناء دورتك الشهرية.

ـ أُصبتِ بالحمى فجأةً وتشعرين بالإعياء بعد استخدام فوط التامبون.

وتذكري أنّ تتبع دورتك الشهرية قد يساعدكِ على اكتشاف ما هو طبيعي وما هو غير طبيعي بالنسبة لكِ.

* علاج عدم انتظام الدورة الشهرية

يكثر اضطراب دورة الطمث في فترة البلوغ أو قبل سن اليأس (انقطاع الطمث)، ولذا لا تكون المعالجة في هذه الحالات ضرورية عادة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.