طفرات Omicron الكثيرة تسمح له بالالتحام بالخلايا البشرية

إعداد د. مبارك أجروض

 

رجح خبير ألماني بارز في علم المناعة أن العدد المفاجئ من الطفرات في متغير Omicron، يمكن أن يشير إلى أنه نشأ في مريض مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية أو بأي نقص مناعي آخر. وقال كارستن فاتسل الأمين العام للجمعية الألمانية لعلم المناعة، في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) “إن هذا ليس ممكن الحدوث فحسب، بل مرجحا أيضا”، مستشهدا بنتائج مماثلة تم نشرها في حالات أخرى.

 

وذكر فاتسل أن الفيروس يمكن أن يتناسخ على مدى عدة أسابيع لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة، وقال “خلال هذه العملية، يمكن أن تنشأ بعض الطفرات التي قد لا تقدم للفايروس أي منفعة، لكنها يمكن رغم ذلك أن تستمر في التناسخ بسبب فشل جهاز المناعة في السيطرة عليها”، موضحا أن هذا قد يؤدي إلى طفرات إضافية، والتي يمكن أن تصبح مجتمعة ذات منفعة للفيروس.

 

ولقد خلصت دراسة جديدة إلى أن الطفرات المتعددة في متحور Omicron تتيح له S’arrimer plus efficacement aux cellules humaines من المتحورات الأخرى لـCovid-19. وذكرت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أن باحثين من جامعة بريتش كولومبيا في كندا قاموا بدراسة المتحور باستخدام Microscope électronique ultrafroid، وهو أسلوب يقدم صوراً للفيروس بدقة عالية للغاية.

 

وقال الدكتور سريرام سوبرامانيام، كبير واضعي الدراسة، وأستاذ الكيمياء الحيوية في جامعة بريتش كولومبيا، إنهم وجدوا أن “متحور Omicron لديه قدرة التحام أعلى من الفيروس الأصلي” وذلك بسبب الصلات الجديدة التي وجدت بين الفيروس وrécepteurs cellulaires humains.

 

وبالإضافة لذلك، قام الباحثون باختبار قوة متحور Omicron أمام Anticorps humains et monoclonaux، وخلصوا إلى أن المتحور لديه قدرة أكبر على مقاومة جزيئات النظام المناعي مقارنة بالمتحورات الأخرى. ومازال يتعين أن تخضع الدراسة لمراجعة الأقران، ولكنها متوافقة مع بحث آخر حديث بشأن خصائص Omicron شديدة العدوى.

 

ويشار إلى أنه تم اكتشاف متحور Omicron في جنوب إفريقيا في أواخر نونبر الماضي، ومنذ ذلك الحين ينتشر سريعاً حول العالم. وقال سوبرامانيما ” متحور Omicron غير مسبوق لكونه يحوي 37 طفرة Protéine de pointe، وهو أعلى بواقع ثلاثة إلى خمس مرات مقارنة بأي متحور أخر”.

 

وأضاف “زيادة الطفرات في Protéine de pointe أمر مهم لسببين الأول، لأن Protéine de pointe يحدد كيفية ارتباط الفيروس بالخلايا البشرية وإصابتها بالعدوى”. وأوضح “ثانياً، لأن الأجسام المضادة تتعلق بـ Protéine de pointe من أجل تحييد الفيروس”.

 

ونتيجة لذلك، يمكن لطفرات Protéine de pointe القليلة أن تعدل بصورة كبيرة من كيفية انتقال Covid-19 وكيفية مكافحة النظام المناعي له. وخلصت الدراسة إلى أن قدرة Omicron على الالتحام أعلى من متحور Delta وأعلى بكثير من Covid-19 الأصلي.

 

كما فحصت الدراسة أيضاً قدرة Protéine de pointe لـ Omicronعلى تجاوز الأجسام المضادة البشرية والأجسام المضادة من Thérapies par anticorps monoclonaux. وأكدت الدراسة البيانات على أرض الواقع، التي تظهر أن متحور Omicron لديه قدرة أكبر على التهرب من الأجسام المضادة مقارنة بالمتحورات الأخرى، مما يعني أن العلاجات تصبح أقل نجاحا في مواجهته.

 

وأوضح سوبرامانيما أن كل من قدرة متحور Omicron المتزايدة للإلتحام وقدرته على التهرب من الأجسام المضادة” تعد من العوامل المرجحة لسرعة انتشاره”. وأكدت طبيبة من جنوب أفريقيا قامت بمعالجة نحو ثلاثين مصابا بالمتحور الجديد Omicron، أنها لاحظت “أعراضا خفيفة” لدى المرضى الذين التزموا بفترة نقاهة دون أن يضطروا إلى دخول المستشفى في الوقت الحالي.

 

وعلى مدى الأيام العشرة الماضية، استقبلت أنجيليك كوتزي، التي ترأس كذلك الجمعية الطبية في جنوب أفريقيا، هؤلاء المصابين الذين تبين أن اختباراتهم بـ Covid-19إيجابية ولكن مع أعراض غير اعتيادية. وقالت لوكالة فرانس برس “ما دفعهم للمجيء إلى عيادتي” في بريتوريا “هو الإرهاق الشديد”.

 

وكان معظمهم رجالا تقل أعمارهم عن 40 عاما، تلقى أقل من نصفهم بقليل اللقاح، وبدت أعراض حمى منخفضة على بعضهم. ونبهت كوتزي السلطات الصحية في الثامن عشر من نونبر إلى أن هذه الحالة السريرية لا تتوافق مع Delta، المتحوّرة التي كانت سائدة في جنوب أفريقيا.

 

وأعلن باحثون من جنوب أفريقيا في 25 نونبر أنهم رصدوا المتحورة B.1.1.529، والتي أطلقت عليها منظمة الصحة العالمية في اليوم التالي اسم Omicron، مع طفرات متعددة وربما شديدة العدوى. وأكد التحالف العالمي للقاحات Javi أن ظهور السلالة الجديدة من فيروس كورونا Omicron، يعد مؤشرا على نقص اللقاحات في أنحاء كثيرة من العالم.

 

وقال سيث بيركلي رئيس Javi في جنيف “طالما بقيت أجزاء كبيرة من سكان العالم غير ملقحة، يمكن للفيروس أن يتحور، ويطيل مدة بقاء الجائحة”. وأضاف أنهم لن يتمكنوا من منع ظهور السلالات إلا إذا قاموا بحماية الجميع في العالم، لا الأثرياء فحسب.

 

وتم اكتشاف Omicron لأول مرة في الشهر الجاري في جنوب أفريقيا، حيث يقل معدل البالغين الذين تم تلقيحهم بالكامل عن 36%. وفي الاتحاد الأوروبي، على سبيل المقارنة، تم تطعيم 77% من البالغين بالكامل ضد Covid-19.

 

ويسعى تحالف Javi، وهو شراكة بين المانحين من القطاعين العام والخاص، إلى حماية الأشخاص في البلدان الفقيرة من الأمراض التي يمكن الوقاية منها، كما يقود مبادرة كوفاكس الدولية لتوزيع اللقاحات المضادة لـ Covid-19على الدول الفقيرة. وكانت مبادرة كوفاكس تأمل في تقديم ملياري جرعة هذا العام، لكنها لم تحقق سوى ربع هدفها حتى الآن. ولقد صنفت منظمة الصحة العالمية Omicron باعتبارها سلالة مثيرة للقلق.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.