اللباس الأمازيغي للمغربيات.. لباس تاريخي لا يكتمل إلا بالأحجار الكريمة

 

ليس مُجرد لباس وزركشات، إنه تاريخ يمتد لقرون، شهد العديد من الملاحم، في العصر الحديث والقديم أيضاً، وساهمت صاحباته في تحرير الوطن.

يتكون من قطع عديدة، وتلتحفه النساء بأشكال مُختلفة، وألوان زاهية، ولا يكتمل اللباس الأمازيغي، إلا بحُلي من الفضة وأخرى من الأح

جار الكريمة، تزيد المرأة جمالاً وإشراقة.

صاية وقفطان

ويتنشر اللباس الأمازيغي بكثرة في مناطق الأطلس الكبير والأطلس الصغير والمتوسط. بالإضافة إلى الجنوب المغربي. وأيضاً في المدن والمناطق غير الأمازيغية، خاصة وأن المصممين أبدعوا في تجديده وتقديمه بحلل عصرية.

 

القفطان أو “الصاية” التقليدية الأمازيغية التي تعتبر رمزا للحشمة و الذي يزين المرأة الأمازيغية في مختلف مناطق سوس.

وتوارث الآباء عن الأجداد هذا الموروث الثقافي، فطوره الأبناء ليواكب تطور لباس المرأة بالمنطقة دون أن يفقد مميزاته وطابعه وهويته الأمازيغية.

وعندما نذكر “الصاية” الأمازيغية لا بد أن نقف عند “الصاية السملالية”، نسبة إلى منطقة إدا وسملال بتافراوت جنوبي المغرب، ويطلق عليها محليا “نطالب” أو “الصاية ادراز” أو “الصاية نتومغارين”.

ولا يمكن أن نتحدث عن “الصاية” الأمازيغية دون القفطان الأمازيغي، الذي يتميز بألوانه الساحرة وقصته المميزة حيت يتناسب كلاهما مع الآخر في تناغم يسحر عيون الناظرين.

ويتميز الزي السوسي الأمازيغي عند النساء بالإكسسوارات المرافقة له من عقود وأقراط بالألوان المزركشة، ومن بين هذه الإكسسوارات أو الحلي “تسكوين” بمعنى القرون يوضع كتاج فوق الرأس.

حلي مقاومة للاستعمار

 

ولعب هذا الحلي دورا مهما وكبيرا إبان الاستعمار الفرنسي بالبلاد، إذ كانت نساء الجنوب يرتدين هذا الحلي كزينة في حين أنهن ينقلن البارود والرصاص إلى عناصر المقاومة.

وحرصت النسوة آنذاك، على تعبئة هذه الحلي بالبارود، الذي كان يُستخدم في مقاومة المستعمر، الشيء الذي سهل تنقلهن بين المدن دون علم سلطات الاستعمار آنذاك.

كما أن طبيعة هذا اللباس، الذي يمتاز بكونه واسعا وفضفاضا، كانت تسمح بتهريب مختلف الأسلحة تحته، خاصة تلك التي تتميز بحجم صغير، كالمسدسات.

ومن أشهر الحلي التي ترتديها النساء الأمازيغيات، “الخلالة”، وهي عبارة عن “بروش” على شكل مثلث و”المشبوح” وهي حلية فضية مزينة بالأحجار الكريمة توضع على الرأس على شكل عصابة.

ومما كانت ترتديه الأمازيغيات كحلي، وأيضاً وسيلة للدفاع عن أنفسهن، حلي أو مشابك “تزرزيت”، وهي أساور ثقيلة بعضها على شكل قرون حادة. وفي ترجمتها، تعني “تزرزيت” دبابيس الحماية.

 

ألوان وزراكش

 

ولا تكتمل الطلة الأمازيغية، إلا بتشكيلة متنوعة من الأحذية، التي يُصنع أغلبها من الجلد الخالص، وتطرز بخُيوط ملونة.

ويُطلق على الحذاء الأمازيغي اسم “تيرشاسين”، وهو حذاء مصنوع من الجلد، ومُطرز بخيوط صفراء اللون، وأحياناً تكون سوداء وحمراء، مرصعة ببعض بعقيق ملون.

أما الحزام الذي يُطوق خصر المرأة الأمازيغية، فيُدعى اسثاو، وهو حزام تقمن النساء بحياكته بأنفسهن، لونه يكون عادة بالأسود والأحمر، والبني أحيانا، ويتراوح عرضه ما بين 4 و5 سنتيمترات، فيما طوله يتراوح ما بين 4 أو 5 أمتار، تديره المرأة حول خصرها.

للمرأة الأمازيغية في حزامها هذا عدة مآرب غير الزينة، فهو يساعدها على حمل الحطب والسقي، وجمع الحصاد، بالإضافة إلى تسهيل حركتها، ومساعدتها على الانحناء والالتواء، والحركات اللا إرادية أثناء العمل، وبذلك يقي العمود الفقري من الاعوجاج، نظرا لما تقوم به المرأة من أعمال شاقة.

غطاء للرأس

وتحرص الأمازيغية على أن يكون لباسها محتشماً، يُغطي كُل جسدها، ولا يصف شكله، ولهذا تحرص على تغطية شعرها.

ولهذه العملية يستخدمن “تاسبنيث”، وهو عبارة عن منديل، يغطى به الرأس، مزركش بألوان متعددة خاصة الأصفر، وهذا النوع يعم جميع المناطق الامازيغية فقط..

هذا الغطاء، يُرفق بثان يسمى “تعصابت”، تشد به المرأة رأسها فوق الغطاء الأول، والذي تستعمله لتثبيت الغطاء الأول ومنعه من السقوط.

غطاء “تعصابت”، تنسجه النساء الأمازيغيات باستخدام خيوط قطنية رفيعة، يتراوح طولها ما بين متر أو 2، فيما عرضها لا يتجاوز 8 سنتيمترات.

ويُصاحب اللباس الأمازيغي مجموعة من الإكسسوارات الأخرى، كـ”تاميزارت”، وهي عبارة عن رداء من الصوف والحرير، مزينة بزراكش، ولها خيطان تشدهما المرأة عند العنق.

لهذا الرداء قيمة رمزية كبيرة لدى الأمازيغيات، إذ تهديه الام لابنتها العروس، التي تقوم بدورها بتوريثه لبتنها حين زواجها.

وتضع الأمازيغيات قلادة من الفضة، تسمى “تاسديت”، مزينة بالنقود القديمة، فيما تضع على رأسها ” تاونزا”، وهي حلية تشبه التاج، تُصنع من الفضة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.