العلاقات البيداغوجية بالمدرسة المغربيّة وتحدّياتها.

سعيا إلى تجديد المدرسة بما يوافق العصر الراهن، عبر تتبّع صيرورة تطوّر التربية ومقاربة مختلف حيثيّاتها لتجديد منظومتها، يضمّ كتاب جماعيّ جديد آراء مجموعة من الباحثين والأكاديميّين المغاربة، في العلاقات البيداغوجية بالمدرسة المغربيّة وتحدّياتها.

وصدر هذا الكتاب الجديد، الذي نسّقه كلّ من عادل ضباغ، الباحث في علوم التربية والديداكتيك، وأحمد الفراك، أستاذ الفلسفة بجامعة عبد المالك السعدي، عن منشورات مركز فاطمة الفهريّة للأبحاث والدّراسات (مفاد)، بعنوان: “العلاقات البيداغوجيّة في المنظومة التربويّة المغربيّة – نحو مقاربات جديدة”.

ويضمّ هذا المؤلّف الجماعيّ أعمال الندوة التربوية الوطنية التي نظمها المركز في شهر يوليوز من السنة الجارية 2020، ويقدّم أبحاثا لكلّ من فاطمة بولحوش، نور الدين أرطيع، عبد الباسط المستعين، عبد الرزاق الفراوزي، يحيى الطوبي عبد الصمد العماري، عادل ضباغ، أشرف اقريطب، جمال الدين ناسك، محمد الريفي، إخلف وسعيد، عبد الواحد بوعرفاوي، شفيق اكريكر، وعبد الرحيم فاطمي.

ويقدّم هذا الكتاب، الذي من المتاح الاطلاع على مضامينه إلكترونيا، قراءات ومقاربات في مسارات تأسيس العلاقات البيداغوجية، وفي أولوية تحسين العلاقة التربويّة بين المُدرّس والمتعلّم بالمدارس المغربيّة؛ كما تقف أبحاثه عند العلاقات البيداغوجيّة، مسائلة إيّاها في ضوء النموذج البيداغوجيّ الجديد، أو مبرزة دور أنشطة الحياة المدرسيّة في تجويدها، ومبرزة محاذيرها خلال زمن التعليم عن بعد، ومع تحديات التعلم الذاتي.

وينبّه هذا العمل إلى أنّ للعلاقات البيداغوجية أثر مباشر في جودة التحصيل الدراسي، وفعالية الاكتساب، ودرجة التحكّم في التّعلّمات، ويذكّر بوظيفتها الرئيسَة في تحديد طبيعة الاتجاهات والقيم والكفايات، ونموذج المتعلّم المرغوب فيه، وبيان القيمة الاعتباريّة والمعالم الوظيفيّة والرّساليّة للمدرّس، وتوفير بيئة التّعلّم للخروج بالمنظومة التربوية برمّتها من قيود التّقليد وعوائد الاستهلاك إلى فضاء الإنتاج البنّاء والإبداع الخلّاق لدى المدرّسين والمتعلّمين على السّواء.

ويسجّل الكتاب ألّا خيار للمدرسة اليوم إلا المسارعة إلى تجديد نفسها، بما يوافق متطلّبات العصر الراهن، دون التخلي عن غايات التربية ومبادئها، في ظل التحولات التي طالت قضايا على رأسها التربية، وتطوّر وسائلها ومضامينها، حتى تواكب تغيرات المجتمع وتحافظ على هويّته وكيانه، وهو ما تطمح الأبحاث التي يضمّها إلى الإسهام في فهمه والسّير في طريقه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.