الحسد أضراره و علاجه

فاتن صالحي

إن النفس البشرية مطبوعة على الخصال الحميدة والخصال الذميمة، ومفطورة على المحاسن وعلى المساوئ.

أما من ترك نفسه وهواها دون تقويم فإنها ستقوده إلى كل هلاك، ومن زمّها وصقلها حتى أشرقت بالفعل الجميل علت به على كواكب العز والنجاح في الدنيا والآخرة.

إن الحسد صفة ذميمة لا تتخلق بها إلا النفوس المريضة التي لا تحب إلا العيش منفردة والاستئثار على غيرها بما تهواه.

الحسد بوابة الآثام، وبضاعة اللئام، يبدأ بالقريب قبل البعيد، والصديق قبل العدو، فهو أكثر ما يكون بين الأقارب، وبين الجيران، وبين الزملاء.

وبرأي شاراش فإن الشعور بالغيرة كثيرا ما يرافقه الشعور بالحسد، أما العكس فليس دائما صحيحا، أي أنك قد تحسد شخصا ولكن دون أن تغار منه.

أما الأضرار التي تنتجها هذه المشاعر فتشمل:

– الألم، فالحسد هو وجع عاطفي، وكثيرا ما يتحول إلى ألم بدني يقض مضجع الحاسد، وعندما يكون الألم حادا يكون الحاسد مستعدا لفعل أي شيء لتقليل شعوره بالألم النفسي والجسمي عبر نشر الشائعات حول المحسود لتدميره مثلا.
– الرغبة بالإيذاء، وذلك لحماية ما تملكه أو إلحاق الضرر أو تقليل مستوى الشخص الذي تحسده حتى تصبحا متساويين.
– السلوك العدواني الذي يترجم الرغبة السابقة.

و ترتبط الغيرة بمفهوم الذات لدى الشخص، وهذا وفقا للدكتور بيركارلو فالديسولو -الأستاذ المساعد في قسم علم النفس في كلية كليرماونت ماكينا- يعني أن الشخص الذي لديه تقدير منخفض لنفسه من السهل أن يشعر بالغيرة، أما من لديه العكس فتعرضه لهذا الشعور أقل، والتفسير أنه عندما يكون الشخص واثقا بنفسه فهو لا يخشى أن يسلب شيء من أي أحد ولا يرى في أي طرف آخر تهديدا حقيقيا له.
ولعلاج هذا المرض باستبعاد الحقد والحسد بالنظر في أعمال الشخص الطيبة، وأن الله سبحانه هو الذي تفضل عليه بالتوفيق، وأن هذا من الله، فيتوب الإنسان من حقده وحسده، ويعلم أن هذا من فضل الله وجوده وكرمه، حتى يزول ما في قلبه، يتأمل يتبصر وأن هذه الأشياء التي رزقها الله العبد من صحة واستقامة أو جاه طيب، أو أعمال صالحة، أو ما أشبهه هذا كله من الله، فليعلم أن الله هو مقسم الأرزاق، وهو الذي بيده كل شيء، فيسأله جل وعلا التوفيق والهداية، وأن يزيل ما في قلبه من الكراهية لأخيه أو الحسد لأخيه، كل شيء بيد الله .

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.