الحرس الثوري الإيراني عنوان تصعيد أميركي جديد مع طهران

بإعلان تصنيف الحرس الثوري الإيراني جماعة إرهابية تضيف إدارة الرئيس الأميركي دونالد عنصرا جديدا للتأزم إلى سلسلة طويلة من سياسات واشنطن المناهضة لإيران منذ وصول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الحكم.

ومنذ وصوله للحكم قبل عامين عمل ترامب على الوفاء بوعده الانتخابي، وأعلن انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الذي وقعته إدارة سلفه باراك أوباما إضافة إلى الدول الخمس الكبرى مع إيران.

حشد من أفراد الحرس الثوري الإيراني يشارك في تشييع أحد قتلاه بتفجير انتحاري في أصفهان قبل شهر (رويترز)

وتبع ذلك تصنيف وزارة الخزانة الأميركية في يوليو/تموز 2017 الحرس الثوري الإيراني “جهة داعمة للإرهاب العالمي”، وفرضت العديد من العقوبات المالية على قادة في الحرس الثوري وشركات وجهات اقتصادية تابعة له.

وفي تقرير لها بثته قبل إعلان الإجراء الأميركي تجاه الحرس الثوري الإيراني، ذكرت محطة “سي إن إن” الأميركية أن موضوع تصنيف الحرس الثوري جماعة إرهابية يتم بحثه في أروقة البيت الأبيض منذ يوليو/تموز الماضي، وأن الانقسام في الآراء أجل اتخاذ مثل هذه الخطوة حتى الآن.

وطبقا لتقرير “سي إن إن” أشار مسؤولون في وزارة الدفاع الأميركية إلى أن القوات الأميركية الموجودة في سوريا والعراق لا تبتعد كثيرا عن تشكيلات لقوات الحرس الثوري الإيراني.

مخاوف
وفي إفادة صحفية قبل أيام بشأن إيران، قال مبعوث وزارة الخارجية الأميركية براين هوك “إن قوات الحرس الثوري تحاول بناء قواعد عسكرية داخل سوريا بطرق ملتوية الآن كي تتمكن من خلالها من تهديد بعض الجيران كإسرائيل”.

وأضاف هوك “أستطيع التأكيد أن إيران مسؤولة عن مقتل 608 أميركيين بين عامي 2003 و2011 أو ما يقارب 17% من الضحايا الأميركيين في نفس الفترة في العراق عن طريق عملاء للحرس الثوري الإيراني”.

وتقدر المراكز البحثية المتخصصة في الشؤون الإيرانية عدد قوات الحرس الثوري بما لا يقل عن 125 ألف مقاتل، وتسيطر على قطاعات واسعة من الاقتصاد الإيراني.

وأشارت التقارير الأخيرة إلى أنه من المتوقع أن تعلن وزارة الخارجية الأميركية هذا القرار اليوم الاثنين، ويأتي ذلك على الرغم من تحذيرات من أن هذا القرار قد يجعل حكومات “غير صديقة” في الخارج تتخذ إجراءات مماثلة ضد مسؤولي القوات المسلحة والمخابرات الأميركية.

تحذير وتحديات
وكان مدير الاستخبارات الوطنية الأميركية دان كوتس قد حذر إدارة ترامب قبل عام من تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية، نظرا ” للتداعيات الخطرة لتلك الخطوة وتحسبا لرد فعل من جانب الحرس الثوري”.

لكن يبدو أن مثل هذا التحذير لا يحظى بصدى كبير لدى صانع القرار، حيث ذكرت إستراتيجية الأمن القومي الأميركية ثلاثة تحديات رئيسية كشف عنها ترامب في ديسمبر/كانون الأول الماضي، فإضافة إلى التحدي الروسي والصيني وتحدي الجماعات الإرهابية أشار ترامب إلى دولتين “مارقتين”، هما إيران وكوريا الشمالية كمصدر تهديد رئيسي لبلاده.

وذكر ترامب أن “دكتاتورية إيران الإقليمية تنشر الرعب وتهدد جيرانها في المنطقة، إضافة إلى سعيها لامتلاك قدرات نووية”.

وتعهد في إستراتيجية الأمن القومي بالعمل مع “حلفاء واشنطن لتحييد المساعي الإيرانية في الشرق الأوسط”.

وتعمل واشنطن منذ وصول ترامب إلى الحكم على الضغط على طهران، ومحاولة بناء تحالف دولي لمواجهة المخاطر الإيرانية كما تراها واشنطن وحلفاؤها بالمنطقة، خاصة إسرائيل والسعودية.

وترى دراسة صدرت عن وحدة أبحاث الكونغرس قبل شهر أن إدارة دعم حصار إيران تتحقق عن طريق مواجهة برنامجها الصاروخي وتأسيس تحالف عسكري لدول الشرق الأوسط، ومن هنا جاء مؤتمر وارسو الذي عقد في فبراير/شباط الماضي بمشاركة عشرات الدول كخطوة أولى لدعم الموقف الأميركي المعادي للسياسات الإيرانية.

سجال وتهديد
شهدت العلاقات بين طهران وواشنطن من قبل سجالات لفظية عدائية متبادلة، وهدد ترامب في تغريدة له الرئيس الإيراني حسن روحاني، قائلا “لا تهدد أبدا الولايات المتحدة مرة أخرى أو أنك ستعاني عقبات وخيمة لم يرها مثلك من قبل على مر التاريخ، نحن لم نعد البلد الذي سيقف على تهديدك بكلمات العنف والوفاة، كن حذرا”.

وكتب وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في تغريدة له “نحن موجودون منذ آلاف السنين، وشهدنا سقوط إمبراطوريات، من بينها إمبراطوريتنا التي دامت أكثر من عمر بعض الدول”.

ومع الموقف الأخير لواشنطن، حذر قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري الجيش الأميركي من أنه “لن ينعم بالهدوء في غرب آسيا بعد الآن إذا صنفت واشنطن الحرس الثوري منظمة إرهابية”.

من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني “إن المسؤولين الأميركيين الراغبين في تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية يريدون جر أميركا إلى مستنقع بالنيابة عن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.