اعتقال عهد التميمي.. 22 عاما من مقاومة الاحتلال

عهد التميمي.. أحد رموز الصمود والمقاومة للشعب الفلسطيني

يعود اسم الناشطة الفلسطينية عهد التميمي إلى الصدارة عقب قيام الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الإثنين، باعتقالها بزعم الاشتباه على التحريض على «العنف والأنشطة الإرهابية»، بحسب مزاعم الناطق باسم جيش الاحتلال  لوكالة فرانس برس.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

وأضاف إن اعتقال عهد التميمي تم ضمن عملية «هدفت إلى توقيف أشخاص يشتبه بضلوعهم في نشاطات إرهابية والتحريض على الكراهية» في شمال الضفة الغربية المحتلة- بحد زعمه.

 

ورغم أن ليلة أمس شهدت موجة اعتقالات واسعة في مدن الضفة الغربية والقدس المحتلة، إلا أن الإعلام العبري ومسؤولي دولة الاحتلال ركزوا بشكل خاص على عهد التميمي، البالغة من العمر 22 عاما.

 

حيث سارعت وسائل الإعلام بنشر مقطع مصور لها أثناء اقتيادها من منزلها، وعلى رأسها هيئة البث الإسرائيلية (كان)، وعدد من المنصات الإعلامية ذات التوجه اليميني المتطرف على رأسها القناة السابعة.

 

 

 

 

كذلك سارع وزير الأمن القومي الإسرائيلي، المتطرف ايتمار بن غفير، بنشر صورة لعهد بعد اعتقالها، مبديا فرحته وواصفا إياها بـ«الإرهابية»، وذلك كونها أعربت عن دعمها وتعاطفها مع من وصفهم بـ «حيوانات بشرية نازية» عبر وسائل التواصل الاجتماعي – قاصداً حركة حماس ، وفقا لتصريحاته.

 

 

 

رمز للمقاومة

وأصبحت عهد التميمي وجها معروفا عندما كانت في الرابعة عشرة من العمر عندما صوِّرت وهي تصفع جنديا إسرائيليا لمنعه من توقيف شقيقها الصغير الذي ثبّت على الأرض.

 

وهذا ما جعلها رمزا للمقاومة الفلسطينية، ويعتبرها الفلسطينيون مثالا للشجاعة في مواجهة القمع الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

 

كذلك رُسمت صورة عملاقة لها على الجدار الفاصل الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة، في بيت لحم.

وأوقفت عهد التميمي في العام 2017 بعدما صفعت جنديين إسرائيليين في باحة منزل العائلة في النبي صالح في الضفة الغربية المحتلة وطلبت منهما مغادرة المكان.

 

ومددت محكمة عسكرية إسرائيلية اعتقالها لثمانية أشهر، وطالبت النيابة العسكرية آنذاك بتوجيه 12 تهمة لها- بحسب محاميتها، لتحظى وقتها بدعم وتعاطف عربي وغربي، واعتبرها العديدون «رمزا جديدا للمقاومة الفلسطينية»، وفقا لفرانس برس.

 

قلق أوروبي وغطرسة إسرائيلية

 

وأبدت العديد من الدول الأوروبية، مثل بريطانيا والاتحاد كذلك، قلقها إزاء اعتقال عهد، ففي مارس/آذار 2018 أدانت وزارة الخارجية البريطانية الحكم على التميمي بالحبس 8 أشهر، واعتبرت أن الحكم عليها رمز لكيفية تقويض الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لحياة جيل جديد من أطفال فلسطين، بحسب رويترز.

 

وفي تصريح أثار استياء بالغا، خرج وقتها عضو الكنيست، بتسلئيل سموتريش – وزير المالية الحالي، بتصريح قال فيه «كان يجب إطلاق النار عليها بدلا من سجنها».

 

وفي يوليو/تموز 2018 تم الإفراج عن عهد التميمي من سجون الاحتلال بعد اعتقال 8 أشهر، لتجد استقبالا حافلا في انتظارها من أهلها والمتضامنين والنشطاء ووسائل الإعلام.

واستقبلها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في مقر الرئاسة برام الله وأشاد بها وبنضالها ووطنيتها.

 

النضال مستمر

 

لم يمنع السجن عهد من مواصلة نضالها، وفور الإفراج عنها تعهدت بمحاربة إسرائيل عبر القانون الدولي، وقالت في لقاء لها مع صحيفة «الغارديان» البريطانية إنها استغلت فترة اعتقالها كفرصة لدراسة القانون الدولي على أمل أن تقود يوما قضايا ضد الاحتلال أمام المحاكم الدولية.

 

وأكدت أنها ستقدم كل انتهاكات الاحتلال بحق الفلسطينيين أمام المحكمة الجنائية الدولية، قائلة: «سأقدم الانتهاكات بحق الفلسطينيين إلى الجنائية الدولية، وستحاكم إسرائيل على ذلك، وسأكون محامية وأعيد الحقوق إلى بلدي».

 

بعدها بأشهر قليلة، عاد اسم عهد إلى صدارة المشهد مع دعواتها للتضامن مع سكان حي الخان الأحمر بالقدس المحتلة ضد دعوات التهجير والإخلاء.

 

ويواصل الاحتلال هجمته الشرسة على الأراضي الفلسطينية، ففي الضفة الغربية استشهد 150 فلسطينيا بنيران جنود الاحتلال أو المستوطنين، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية.

 

ولليوم الـ 31 على التوالي، يواصل الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، منذ أن بدأ في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، بعد قيام المقاومة الفلسطينية بتنفيذ عملية طوفان الأقصى، بمنطقة غلاف غزة داخل العمق الإسرائيلي.

 

وتتواصل الغارات التي تشنها مقاتلات الاحتلال ضد منازل المدنيين العزل، بجانب استهداف المستشفيات والمساجد والكنائس، ما أدى إلى ارتقاء آلاف الشهداء والجرحى.

 

وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة قد أعلنت في آخر إحصاء لها ارتفاع حصيلة الشهداء منذ بدء العدوان إلى أكثر من 9770 شهيدا، منهم 4008 أطفال و2550 امرأة، إضافة إلى أكثر من 25 ألف إصابة.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.