إيران تطلب ملايين المتطوعين من أجل غزة..لكن دون الإعلان عما سيفعلوه تحديدا!

تلميذات إيرانيات محجبات يحملن علمًا فلسطينيًا ضخمًا أثناء مشاركتهن في مسيرة مناهضة للولايات المتحدة. ومظاهرة مناهضة لإسرائيل

إيران تلجأ إلى رسائل الحرب الإيرانية العراقية في دعوات التعبئة لغزة

أطلق فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني حملة تجنيد عبر الإنترنت، لحشد متطوعين للقتال إلى جانب حركة حماس فى غزة، وتشجيع المواطنين على القتال ضد إسرائيل، فى تحرك أثار حفيظة البعض داخل إيران.  

 

فقد تصدرت محركات البحث في إيران عبارة “حريفت منم” الفارسية، وتعني “أنا خصمك”، وهي شعار حملة تطوعية تبناها التلفزيون الرسمي في إيران، ودعمتها مؤسسات أخرى ولاقت الحملة إقبالا كبيرا بين المواطنين الإيرانيين، وأصبح عنوان الحملة شعارا يردده المتظاهرون في الشوارع، وفي المسيرات الداعمة للقضية الفلسطينية.

 

وأطلق النظام الإيرانى عملية دعائية واسعة النطاق أسماها “طوفان الأقصى”، ونشرها عبر عدة مواقع تابعة للحرس الثورى وعبر محطات الإذاعة والتليفزيون الحكوميين.

 

تذكير مخيف بالتعبئة الإيرانية ضد العراق

وطالبت طهران المواطنين الراغبين فى التطوع بإرسال رسائل نصية قصيرة، وعرضت عبر قنواتها، لافتة لعرض عدد من سجلوا أسماءهم في الحملة، وأفاد التلفزيون الإيراني بأن عدد المتطوعين المستعدين للذهاب إلى فلسطين لمحاربة إسرائيل تجاوز 9 ملايين، لكن في واقع الأمر ليس من الواضح على الإطلاق ما الذي سيفعله هؤلاء المتطوعين، فمن الصعب تصديق أن إيران تحشد جيشا للقتال في فلسطين، بينما الأولى أن تحرك حزب الله ذراعها في لبنان، الذي تحدث أمينهم العام نهاية الأسبوع الماضي ليعلن أن حماس وحدها في هذه الحرب!

 

وتعيد حملة التجنيد هذه إلى الأذهان التعبئة الإيرانية خلال الحرب بينها والعراق التي أودت بحياة ما لا يقل عن نصف مليون شخص من الجانب الإيراني، بينهم آلاف المراهقين الشباب الذين تم إرسالهم إلى الجبهة بعدما وعدهم قادتهم بأن الحرب تحمل مفاتيح أبواب الجنة لهم.

 

ويرى خبراء ومختصون بالشأن الإيراني أن الحقيقة من تلك الحملة هي أن تلك الأمور لا تتخطى الدعاية فقد سبق أن روج نظام الملالي داخل إيران إلى تطوع قرابة خمسة ملايين مقاتل من أجل القتال في غزة وتلك أعداد مبالغٌ فيها جدا، بل ولم يتطوع مواطن إيراني واحد من خارج الحرس والبسيج للقتال في هكذا معارك، ولم يذهب أحداً إلى القتال في غزة، واكتفى الملالي بالخديعة والفتنة وبعض استعراضات الموالين لهم هنا وهناك مطالبين بفتح حدود الأردن على افتراض أنه لا توجد قوات لهم في سوريا ولبنان.

 

ويرى مراقبون عراقيون ومسؤولون سابقون أن تحركات المشهد العراقي في الأيام الأخيرة تشير بما لا يدع مجالاً للشك أن استراتيجية إيران بعد حرب غزة هي تعزيز نفوذها داخل العراق بشكل غير مسبوق، والدفع قدماً بمن لا يشوب ولاءهم لإيران أي شائبة.

خدعة من النظام الإيراني

المؤرخ المتخصص في الشؤون الإيرانية لمركز أبحاث إيتوبيا في بروكسل جوناتان بيرون يقول إنه “كثيرا ما يشغل النظام الإيراني الرأي العام الداخلي بالقضية الفلسطينية، لكن المواطنين لا ينخدعون باستخدام النظام لهذه القضية لأنها يستخدمها لخدمة مصالحه الخاصة.”

 

وفي المظاهرات ضد النظام، التي تزايدت في السنوات الأخيرة، لاحظ الباحث أيضا ظهور شعارات تطالب القادة الإيرانيين “بألا تذهب أموال البلاد بعد الآن إلى عمليات خارجية في سوريا أو لبنان أو لحماس، بل تكريسها لرفاهية الشعب”، حيث تعاني إيران من أزمة اقتصادية خطيرة وتحتاج إلى تجديد بنيتها التحتية.

 

ويعتقد جوناتان بيرون أن النظام الإيراني بتشجيعه للحرب ضد إسرائيل، يخوض رهانا كبيرا، ويضيف أن “طهران تحشد دعما قويا لفلسطين، لكنها تخاطر بأن تجد نفسها في مأزق إذا لم تكن تنوي المضي قدما”. ويوضح أنها لعبة خطيرة، خاصة وأن الولايات المتحدة، حليفة إسرائيل، أعلنت في 22 أكتوبر الماضي تعزيز وجودها العسكري في المنطقة وحذرت إيران والتنظيمات المسلحة من أي توسيع للصراع في الشرق الأوسط.

 

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.