أميركا: لا علاقة لنا بقصف القنصلية الإيرانية في دمشق

أعلن البيت الأبيض الثلاثاء أن الولايات المتحدة غير ضالعة في الضربة الجوية التي استهدفت القنصلية الإيرانية في دمشق الاثنين ونسبتها طهران إلى إسرائيل.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي في تصريحات لصحافيين: “لا علاقة لنا بالضربة في دمشق، لم نكن ضالعين فيها بأي شكل من الأشكال”، وفق فرانس برس.

فيما وصف بالـ”هراء” تصريحات لوزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، حمّل فيها الولايات المتحدة، مسؤولية الهجوم الذي أسفر عن مقتل 11 شخصاً بينهم قياديون ومستشارون مهمون من الحرس الثوري.

لم تؤد أي دور في الضربة

 

بدورها قالت نائبة المتحدث باسم البنتاغون سابرينا سينغ إن القوات الأميركية لم تؤد أي دور في الضربة وإن الولايات المتحدة أبلغت طهران بذلك عبر قنوات خاصة.

كما تابعت: “لم يتم إخطارنا من قبل الإسرائيليين بشأن ضربتهم أو الهدف المقصود من ضربتهم في دمشق”، مضيفة: “لقد أوضحنا لإيران عبر قنوات خاصة أننا لسنا مسؤولين عن الضربة”.

كذلك أردفت أن تقييم واشنطن يفيد بمقتل قياديين في الحرس الثوري، لكن يتعذر تأكيد هوياتهم من مصادر مستقلة.

“أبلغنا عند تحليق الطائرات”

 

تأتي تلك التصريحات بعدما كشف مسؤولان أميركيان بوقت سابق الثلاثاء أن إدارة الرئيس جو بايدن أبلغت طهران مباشرة بأنها لم تكن على علم بالضربة على قنصليتها في دمشق وليست لها صلة بها.

كما أكد مسؤولان أميركيان آخران أنه تم إبلاغ الإدارة الأميركية بالهجوم على القنصلية بينما كانت الطائرات الإسرائيلية تحلق بالفعل في الجو ولم تعلم بالهدف، حسب ما نقلت شبكة “إن بي سي”.

من موقع القنصلية الإيرانية في دمشق الاثنين (رويترز)
من موقع القنصلية الإيرانية في دمشق الاثنين (رويترز)

وأضافا أن واشنطن لم تحصل على تأكيد من مصدر مستقل حتى الآن بأن القائد بفيلق القدس التابع للحرس الثوري محمد رضا زاهدي بين القتلى في القصف الجوي.

لم تطلب “الضوء الأخضر”

 

إلى ذلك، كشف مسؤول إسرائيلي لموقع “أكسيوس” أن المخابرات الإسرائيلية كانت تتعقب زاهدي منذ فترة لكن لم تتح الفرصة لاغتياله إلا في الأيام الأخيرة.

كما أشار إلى أن إسرائيل لم تطلب “الضوء الأخضر” من أميركا لتنفيذ الضربة، بل أبلغتها بها قبل تنفيذها بدقائق قليلة. وشدد على أن الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى تحسباً لهجمات انتقامية من الفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران في سوريا.

“ليست قنصلية ولا سفارة”

 

يذكر أن الحرس الثوري كان أعلن مساء الاثنين مقتل زاهدي، قائد فيلق القدس في سوريا ولبنان، ونائبه محمد هادي رحيمي و5 من الضباط المرافقين لهما فيما قال إنه هجوم إسرائيلي على قنصلية بلاده في دمشق.

في حين أعلنت وزارة الدفاع السورية أن إسرائيل شنت هجوماً جوياً استهدف مبنى القنصلية ما أدى إلى مقتل وإصابة كل من كان بداخله وتدميره بالكامل.

أما إسرائيل فقد امتنعت عن التعليق على الغارة حتى الآن. واكتفى المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانييل هاغاري، بالقول: “هذه ليست قنصلية ولا سفارة بل مبنى عسكري لقوات فيلق القدس تحت غطاء مبنى مدني”.

توعد بالرد

بينما توعد مسؤولون إيرانيون برد حازم في الزمان والمكان المناسبين، وفق تعبيرهم، ما يعزز المخاوف من تصعيد أكبر في العنف بين إسرائيل وحلفاء إيران والذي أثارته منذ أكتوبر الماضي حرب غزة.

وأعلنت إيران أنها وجهت “رسالة مهمة” إلى الولايات المتحدة إثر استهداف قنصليتها في دمشق. ونُقلت هذه الرسالة، التي لم يتم الكشف عن مضمونها، إلى “مسؤول في السفارة السويسرية”، التي تمثل المصالح الأميركية في إيران، وذلك خلال استدعائه إلى وزارة الخارجية، حسب ما أشار حسين أمير عبد اللهيان.

كما أضاف عبد اللهيان عبر منصة “إكس” الثلاثاء إن “رسالة مهمة” أُرسلت إلى الحكومة الأميركية باعتبارها “شريكة” لإسرائيل، مشدداً على أن “أميركا يجب أن تتحمل المسؤولية”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.