تجدد موعد معرض للوحات التشكيلية في الهواء الطلق بالمدينة العتيقة بالرباط، احتفاء باختيارها عاصمة للثقافة الإفريقية في السنة الراهنة 2022.
و هذه الدورة الثانية من “معرض الأزقة” بدرب مولاي عبد الله، الذي من المرتقب أن تستمر فعالياته إلى اليوم الثالث من شهر نونبر المقبل.
و في هذا المعرض ستطرح أعمال فنانين من سبع دول، موضوعة على مرأى المتجولين في المدينة العتيقة.
و قد استقبل هذا الموعد لوحات تهتم بمطبات السعي الإنساني، وبالجمال المجرّد المتعالي عن خصّه بملامح تميِّزُه عن آخرٍ. كما تحضر التجربة الجماعية في الحياة وظلالها الممتدة إلى العيش، وتقاليد الجوار، وتصورات الحياة ومقدساتها.
كما يعرف “معرض الأزقة” حضور لوحات تحتفي بالإبداع الموسيقي الكناوي، أو بآثار الأجداد، وبعض مناحي عيش لم يتسلل إليه “استعباد” زمن معاصر بوسوسات تسلب راحة الحياة بقلق اليومي؛ ولو أن هذه اللوحة بالذات لا يغيب عنها قلق باد على مُفتَرِشِ الحصير، غير بعيد عن “صينية” شاي بكؤوس أربعة غير مملوءة، ليكون بالتالي في انتظارٍ لا يتطلع إليه.
و يحضر في عدد من الأعمال الرمز أمام الناظر، دالا على مسير جمعي للفهم والتفسير تنقله الذاكرة، وتعبر عنه الأنامل هنا، كما تعبر عنه الكلمات في حوامل أخرى.
وتوجد في المعرض أيضا بورتريهات متقنة، هي أقرب لعمل المصوّر، كما يجد أعمالا أقرب إلى العفوية والرسم.
و كما العادة تبدو الحمامة رمزا لخلاص منتظر، وعلامة سلامٍ ممتنع.
كما لا تغيب رموز جنوب الصحراء، وأقنعتها، وملامح ساكنتها، عن المعرض، المحتفي بـ”عاصمة الثقافة الإفريقية”.
و تحضر جذارية ( مثل النسخة السابقة لـ”معرض الأزقة”)، تبدو منسجمة في هذا الجو المحتفي بالتشكيل والرسم، هي وفَتاتُها المتطلّعة خلف زهور عباد الشمس، في أمل، توحي به حمامات تواكبُ تحليقها.