لقاء تواصلي للمكتب الوطني للجامعة الوطنية للصحة مع ممثلي المكاتب الجهوية و الإقليمية والمحلية بجهة طنجة تطوان الحسيمة
تحت شعار: "نضال مستمر ومشاركة فعالة للقواعد من أجل منظومة صحية قوية."
مرتيل-خولاني عبد القادر
انعقد يوم السبت 10 شتنبر الجاري، بالمركز الثقافي بمرتيل، لقاء تواصلي للمكتب الوطني للجامعة الوطنية للصحة المنضوية تحت لواء الاتحاد العام للشغالين بالمغرب وذلك بالمركز الثقافي بمرتيل عمالة المضيق الفنيدق.
ترأس كل من اللقاء ذ. الحݣوني أحمد الكاتب الوطني للجامعة الوطنية للصحة، وتحت شعار: “نضال مستمر ومشاركة فعالة للقواعد من أجل منظومة صحية قوية”، هذا اللقاء التواصلي للمكتب الوطني للجامعة الوطنية للصحة، مع مناضلات ومناضلي الجامعة بجهة طنجة تطوان الحسيمة يأتي تنفيذا لتوجيهات الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب النعم ميارة، وتنزيلا لقرارات المكتب الوطني للجامعة الوطنية للصحة بضرورة عقد الاجتماعات الدورية للمكاتب الوطنية على مستوى مختلف جهات المملكة تماشيا مع التوجهات العامة الجهوية وتقريب منافذ استصدار القرارات من الأطر الصحية وجعلها في صلب المشاركة وصناعة القرارات التي تهم المتغيرات التي تعرفها المنظومة الصحية بصفة خاصة والسياسة العمومية الصحية بشكل عام، كما جاء في إطار الدورات التكوينية و اللقاءات التشاورية و كذا الاستماع لقضايا ومشاغل العاملين في قطاع الصحة ورفع مطالبهم ومقترحاتهم للمكتب التنفيذي للتدخل واتخاذ القرارات الصائبة ورفع الظلم على هذه الفئة التي تعاني من عدة مشاكل..
وبعد الكلمة الترحيبية للمفتش الإقليمي لحزب الاستقلال بعمالة المضيق الفنيدق الكاتب الوطني احمد الحݣوني ومولاي عبد الواحد العلوي عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام، والمنسق الجهوي والوفد المرافق له، وبحضور أعضاء المكتب الوطني والكتاب الجهوي البقالي عبد النور والكاتب الإقليمين للاتحاد العام للشغالين بعمالة المضيق الفنيدق وتطوان.
وقد عبر الكاتب الوطني في هذا اللقاء عن سعادته بتواجده بين ثلة من مناضلي قطاع حيوي الذي يحظى بالأولوية في اهتمام صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وعموم المغاربة، مذكرا بأن حزب الاستقلال كان دائما قطاع الصحة من أكبر اهتماماته وانشغالاته، وقدم الكثير في هذا المجال عندما حظي بشرف تسييره، وآخرها المكسب المهم لياسمينة بادو التي كانت على رأس القطاع، حيث أصبحت الولادة والمتابعة الطبية لصحة الأم والأطفال مجانا …
كما أكد على الدور الريادي الذي يقوم به مناضلات ومناضلو الجامعة الوطنية للصحة بمختلف جهات وأقاليم المملكة في تقديم كل أشكال الدعم والمساندة للعاملين في القطاع، و أن المكتب الجهوي للجامعة الوطنية بجهة طنجة تطوان الحسيمة وكل المكاتب الإقليمية والمحلية كانت دائما مساهمة بشكل فعال في مختلف المذكرات الترافعية خاصة في ما يتعلق في مراجعة قانون الإطار المتعلق بالمنظومة الصحية وعرض العلاجات وكذا الملفات المطلبية للشغيلة الصحية، بقيادة البقالي ع. النور، الكاتب الجهوي والإقليمي للصحة بجهة طنجة تطوان الحسيمة.
كما أوضح الكاتب الوطني و الوفد المرافق له، الإطار العام لهذا اللقاء التنظيمي التواصلي، وعزم المكتب الوطني على خلق تواصل دائم وفعال مع مناضلات ومناضلي النقابات لتخطي هذه المرحلة الحرجة التي تشهد تحولات إقليمية وأزمة اقتصادية واجتماعية، و ذلك من خلال نهج استراتيجية نضال القرب والتواصل الدائم مع مختلف المكاتب النقابية، والقيام بأدوار التأطير والتربية على المواطنة.
ولقد كان العرض الهام للكاتب الوطني مجملا ومذكرا في كلمته من جهة بأهمية هذا اللقاء الذي يأتي في ظروف ومرحلة صعبة يمر به المشهد السياسي والنقابي المغربي الراهن، ومن جهة أخرى بما تحقق من مكتسبات خلال جولات الحوار الاجتماعي، تهم بالأساس تحفيز الأطر العاملة بالقطاع عبر فتح مسارات مهنية وتحفيز معنوي وتعويض عن الاخطار، ومع ذلك هذا غير كافي وسيبقى المكتب الوطني للصحة في نضال مستمر ودعامة أساسية والصدر الواقي لهذه الفئة التي يعتبر مطالبها عادلة …
كما أكد ذ. الحݣوني أحمد، أن المكتب الوطني للصحة واعي بدقة المرحلة الراهنة وبتحدياتها الكبرى، مبرزا أن النقابة عازمة كل العزم على صيانة المكتسبات والدفاع عن مصلح الشغيلة، معتبرا القطاع الصحي مرفقا عموميا ذا أهمية بالغة، إذ من المفروض أن يؤدي دوره في تمكين المواطنين من الخدمات الصحية، حتى يلعب دوره في تنمية المجتمع تنمية صحية وسليمة، وهذا لن يتأتى إلا بعد أن تعمل وزارة الصحة ومصالحها الخارجية على تقريب الخدمات الصحية لجميع المواطنين على مستوى الوقائي والاستشفائي…
ثم بعد ذلك فتح باب النقاش، و أظهرت تدخلات أعضاء المكاتب النقابية أن واقع الحال يثبت بالملموس أن الوضع الصحي يعيش ظروف صعبة، حيث أكد جل المتدخلين أن تحسين الخدمات الصحية وبناء المراكز الطبية والمستشفيات استجابة لمطالب الملحة للمواطنين توجد خارج أجندة وزارة الصحة، و هذا لن يتأتى إلا بتعزيز الموارد البشرية التي هي الوسيلة والأداة الفعالة لإنجاح أي برنامج صحي، حيث نجدها غير كافية لتغطية الخصاص المهول خاصة فئة الممرضين والقابلات و أطباء التخصص و الإداريين.
زد على ذلك البنية التحتية الهزيلة و الهشة لجل المؤسسات الصحية بجهة طنجة تطوان الحسيمة التي أقل ما يمكن القول أنها تكاد لا تصل إلى درجة المتوسط من حيث الخدمات الاستشفائية المقدمة، فنجد انعدام بعض التخصصات الطبية، إضافة إلى عدم تكافؤ التوزيع في ميدان التغطية الاستشفائية و انسداد الافاق…
كم تمت مناقشة الخطوط العريضة لمشروع إصلاح المنظومة الصحية بصفة عامة والملفات المطلبية للشغيلة الصحية على رأسها: نقائص مرسوم رقم 535-17-2 وسبل تعديله انصافا للأطر التمريضية وتقنيي الصحة وكذا مشروع قانون الهيئة الوطنية للممرضين وتقنيي الصحة ومصنف الأعمال والكفاءات.
كما تطرق الاجتماع لملف ترقية التقنيين والإداريين وضرورة حذف الامتحان الشفوي في الترقي، والتسوية الإدارية المساعدين الطبيين َمع ضرورة الإسراع بإخراج مرسوم خاص بالنظام الأساسي الخاص بهذه الفئة، واعتبر في هذا الإطار الكاتب الجهوي والإقليمي للصحة، البقالي ع. النور، أن الوقت حان لمراجعة القانون الأساسي والداخلي لمؤسسة الحسن الثاني للنهوض بالأعمال الاجتماعية لموظفي قطاع الصحة والحماية الاجتماعية، التي أصبحت خارج السياق بسبب سوء التدبير التي تعرفه.
و من كل هذا نستنتج أنه لا يزال قطاع الصحة يعيش على وقع الكثير من المشاكل التي أدى تراكمها إلى تأزم حالة القطاع، منها سوء التدبير و توزيع الأطر الطبية مما انعكس سلبا في كثير من الحالات على المرضى من جهة وعلى الطاقم الطبي والإداري من جهة أخرى، الشيء الذي أدى إلى تدهور خطير في الخدمات الصحية رافقتها احتجاجات منددة و مطالبة بالتدخل الفاعل و العاجل للبحث عن الحلول الممكنة، زد على ذلك ضعف الوسائل والتجهيزات والموارد الضرورية، خاصة بقسم الولادة وطب الأطفال وجناح المستعجلات، هذا الأخير الذي أصبح غير صالح إلا للإسعافات الأولية …
إضافة إلى أن مشكل المداومة ليلا يشكل هاجسا حقيقيا للمرضى و طبيب المداومة بالمركز الاستشفائي الإقليمي المضيق الفنيدق، بسبب توافد الكثير من المرضى على قسم المستعجلات، الذي يعرف نقض في الأدوية و التجهيزات، في حين عدد المكلفين بالمداومة لا يتناسب مع المرضى الوافدين على قسم المستعجلات والخصاص في الأطباء الاختصاصيين.
ويمكن تلخيص الحالة الراهنة بجل أقاليم الجهة في ما يلي / تهميش الكفاءات ودفعها للمغادرة، نقص حاد في الموارد البشرية خاصة فئة أطباء التخصص والممرضين و عدم عقلنة تدبيرها، إضافة إلى عدم تكافؤ في التغطية الصحية بين المجال الحضري و القروي و في برنامج صحة الأم و الطفل، كما يلاحظ التماطل في تجهيز مستشفى النهاري بمرتيل والآخر في استئناف الاستشارات الخارجية رغم استكمال البناء مع تأخر استكمال المستشفى الجهوي بتطوان.
كما سجل المتدخلون قلة و عدم تكافؤ المواربين المستوصفات والمراكز الطبية و قلة الأدوية و الوسائل و التجهيزات الطبية، و بطء في توسيع التغطية الصحية لتذويب الفوارق بين العالم القروي و الحضري …
كما نبه البقالي عبد النور بصفته كاتبا إقليميا للجامعة الوطنية للصحة وكذا أطر الجامعة الوطنية للصحة بعمالة المضيق الفنيدق لمجموعة من التجاوزات الصادرة عن الساهرين عن تدبير قطاع الصحة بتراب عمالة المضيق الفنيدق معززين ذلك بتقارير في الموضوع رفعت للمكتب الوطني قصد مناقشتها على مكتب وزير الصحة والحماية الاجتماعية.