العنف ضد المرأة العربية سيناريو كل العصور

ريم التازي

العنف ضد المرأة أو العنف ضد النساء، هو مصطلح يستخدم بشكل عام للإشارة إلى أي أفعال عنيفة تمارس بشكل متعمد أو بشكل استثنائي تجاه النساء.

 فإن هذا النوع من العنف يستند إلى جنس الضحية كدافع رئيسي وقد يكون جسمي أو نفسي، ويُعدّ تهديد المرأة بأيّ شكل من الأشكال، وحرمانها، والحدّ من حريتها في حياتها الخاصّة أو العامة من ممارسات العنف، ويشكّل العنف ضدّ المرأة انتهاكاً واضحاً وصريحاً لحقوق الإنسان، فهو يمنعها من التمتّع بحقوقها الكاملة، ويجدر بالذكر أنّ عواقب العنف ليس على المرأة فقط، بل تؤثّر أيضاً على الأسرة والمجتمع بأكمله، وذلك لما يترتّب عليه من آثار سلبية اجتماعيّة، واقتصاديّة، وصحية وغيرها، والعنف ضدّ المرأة لا يرتبط بثقافة، أو عرف، أو طبقة اجتماعيّة بعَينِها، بل هو ظاهرة عامة.

 

أنواع العنف:

و من الممكن أن تتنوع أشكال العنف ضد المرأة  وتشمل هذه الأنواع ما يقوم به “الأفراد” وكذلك “الدول”. ومن  بين أشكال العنف أيضا  التي يرتكبها الأفراد ما يلي: الاغتصاب، العنف الأسري، التحرش الجنسي، الإجهاض الانتقائي بسبب الجنس، اختيار جنس ما قبل الولادة، الإساءة أثناء الولادة، فضلا عن الممارسات العرفية أو التقليدية الضارة مثل جرائم الشرف والقتل بسبب التهور، وختان الاناث، واختطاف العروس، والزواج بالإكراه.

 

 العنف ضد المرأة يتخذ أشكالا وأنواعا مختلفة تتعدد بحسب المجتمعات فالظاهرة واحدة ولكن أساليبها متنوعة ومختلفة منها:

العنف الجسدي: يُعدّ من أكثر أنواع العنف وضوحاً، ويشمل ممارسة القوة الجسدية ضدّ المرأة، وذلك باستخدام الأيدي، أو الأرجل، أو أي أداة تلحق الأذى بجسدها، ويتّخذ عدّة أشكال، فقد يكون على شكل ضرب، أو صفع، أو غيرها.

العنف النفسي: يرتبط العنف النفسي بالعنف الجسدي، إذ إنّ المرأة التي تتعرّض للعنف الجسدي تعاني من آثار نفسية كبيرة، وقد يُمارس هذا الشكل من العنف من خلال عدّة طرق، منها إضعاف ثقة المرأة بنفسها، والتقليل من قدراتها وإمكانياتها، وتهديدها، وقد يظهر أثره على المرأة عن طريق شعورها بالخوف، أو الاكتئاب، أو فقدان السيطرة على الأمور من حولها، أو القلق، أو انخفاض مستوى تقديرها لذاتها.

العنف اللفظي: يعدّ من أكثر أشكال العنف تأثيراً على الصحة النفسية للمرأة، وهو النوع الأكثر انتشاراً في المجتمعات، وقد يكون من خلال شتم المرأة بألفاظ بذيئة، أو إحراجها أمام الآخرين، أو السخرية منها، أو الصراخ عليها.

العنف الاقتصادي: يشمل محدودية وصول المرأة إلى الأموال، والتحكّم في مستوى حصولها على الرعاية الصحية، والعمل، والتعليم، بالإضافة إلى عدم مشاركتها في اتّخاذ القرارات المالية، وغيرها الكثير.

أسباب العنف ضد المرأة:

تعود أسباب العنف ضد المرأة إلى دوافع اجتماعية، ونفسيّة، واقتصاديّة موضّحة كما يأتي:

الدوافع الاجتماعيّة: تتمثّل في الأعراف الاجتماعية التي تستثني وتقلّل من فرص المرأة في الحصول على التعليم، والعمل، بالإضافة إلى المعايير الثقافية المجتمعية التي تشمل تقبّل العنف ضد المرأة كوسيلة لحلّ وتسوية الخلافات بين الأشخاص.

الدوافع النفسية: تشمل تعرّض الشخص أثناء طفولته للإيذاء، ومشاهدته العنف بين والديه، بالإضافة إلى غياب الأب عن الأسرة.

الدوافع الاقتصادية: تُعدّ من أهمّ دوافع وأسباب العنف ضدّ المرأة، ويعود السبب في ذلك إلى ضغوطات الحياة، والظروف الاقتصادية الصعبة، وإسراف المرأة في الاستهلاك أحياناً.

آثار العنف ضد المرأة:

يبيّن ما يأتي أبرز الآثار المترتّبة على المرأة، والأسرة، والمجتمع نتيجة ممارسة العنف ضد المرأة:

الآثار الصحية والنفسية: يمكن أن ينجم عن العنف ضدّ المرأة العديد من الإصابات، بالإضافة إلى الصداع، وآلام في الظهر والبطن، واضطرابات في الألياف العضلية والجهاز الهضمي، ومحدودية الحركة، واعتلال الصحة بشكل عام، ويمكن أن تشمل الآثار النفسية للعنف ضد المرأة الإصابة بالاكتئاب، والشعور بالإجهاد، ومشاكل في النوم، واضطرابات في الأكل، كما يمكن أن يقود المرأة أحياناً إلى محاولات الانتحار.

الآثار الاجتماعية والاقتصادية: يُشكّل العنف ضد المرأة عائقاً أمام مشاركتها في الأنشطة المنتظمة، فقد تعاني النساء نتيجة العنف من العزلة، وعدم القدرة على العمل، وبالتالي فقدان الأجر، كما يمكن أن ينتج عن العنف عدم تمكّن المرأة من الاعتناء بنفسها وأطفالها بالشكل الصحيح.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.