تعليم القرآن للأبناء من ضروريات التربية الدينية، التي تعود على الفرد والمجتمع بالخير والسعادة.
في هذا الصدد، فالطفل المتعلم للقرآن يكتسب أخلاقا بممارسته و اختلاط أنواره بدمه ولحمه وقلبه وقالبه ويحتاج الآباء عادة إلى معرفة الطريقة السلمية لتعليم الأبناء القرآن، وهذه بعض التوجيهات المختصرة، التي يتعين على المربين تحقيق مبتغاهم في أبنائهم:
– أول الطريق أن تتعاهد الأم الحامل قراءة القرآن الكريم وتكثر منه، فإن ذلك يسري إلى جنينها ويسهل عليه -عند بلوغه سن التمييز- استحضارَه، لكون دماغه قد نقشت فيه كلمات القرآن أثناء أول مراحل التكوين، فقد أثبت الطب الحديث السمع من الجنين، بل أثبت التفاعل منه مع محيطه قبل أن يخرج إلى الدنيا، ويؤكد على ذلك الواقع والتجربة.
– قبل أن يبلغ الطفل سن التمييز الذي يمكِّنه من تحمل العلم والمعرفة، ينبغي على الآباء والأمهات أن يعتنوا بجانب الاستماع منه، فهو أول مراحل التعليم، فيقرأ القرآن عنده كثيرا ويردد على سمعه لكي يعتاده ويألفه
– إذا بلغ الطفل سن التعليم ينبغي أن يتعهد إلى شيخ مقرئ يشافهه القرآن، كما هي السنة النبوية
– إذا كان الطفل يقرأ من مصحف في البيت، فلا ينبغي أن يغيره، بل يقرأ في مصحف واحد جميل الخط عريض الحروف، برواية أهل البلد التي يعيش فيها (ورش عند المغاربة)، فقد أثبتت التجارب أن ذلك من أهم ما يساعد على الحفظ
– لا بد من ترغيب الطفل في التمسك بالقرآن وتشجيعه عليه وتحفيزه بالهدايا المتواصلة
– ينبغي أن يألف الطفل سماع القرآن من قارئ حسن الصوت جميل الأداء متقن القواعد
– يستحسن تعريف الطفل بحفَظة القرآن من الأطفال والغلمان كي يقتدي بهم وينافسهم في الخير
– وأرى أنه لا ينبغي الضغط على الطفل في الحفظ والتعليم بل يسلك معه الوالدان مسلك اللين والرفق والتحبيب والترغيب
وينبغي على الوالدين الاهتمام ببيان أخلاق القرآن للطفل وحثه على التسمك بها، فهو أفضل من الحفظ الأجوف
وينبغي أخيرا على الآباء مراعاة ظروف الطفل، من حيث رعاية برنامج يومه وليلته، وتوقيت دراسته، وزمن لهوه ولعبه، ويعتدل في تنظيم حياته، فلا يجنح إلى التشديد ولا إلى التفريط.