تطوان: رئيس جامعة عبد المالك السعدي يشرح أجواء الدخول الجامعي للموسم 2022/2023

تطوان-خولاني عبد القادر

مع بداية شهر شتنبر الجاري انطلق الموسم الجامعي الجديد 2022_2023 فعليا بجامعة عبد المالك السعدي التي يترأسها السيد بوشتى المومني رئيس جامعة عبد المالك السعدي، الذي أكد أن الدخول الجامعي لهذا الموسم مر في ظروف جد عادية وإيجابية عقب سلسلة من الإجراءات المتخذة على مستوى الوزارة الوصية وعلى مستوى الجامعة بجميع مؤسساتها الست عشرة المنتشرة بعمالات وأقاليم جهة طنجة تطوان الحسيمة، على أن تنطلق الدراسة والدخول الجامعي ابتداء مِنْ فاتح شهر أكتوبر 2022، مَعَ إعطاء الإمكانية للطلبة، لاختيار بَيْنَ التَّعْلِيم عن بعد، أَو الحضوري فِي مجموعات صغيرة.

 

مشيرا إلى أن جميع مؤسسات الجامعة شهدت تعبئة شاملة منذ شهر يوليوز 2022 وعقدت اجتماعات مكثفة ومنتظمة مع الشعب والفرق البيداغوجية والإدارية لضمان الجاهزية لاستقبال الطلاب، خاصة الجدد منهم في فاتح شتنبر 2022 ، كما تم الشروع فِي التسجيل القبلي للطلبة الجدد عَنْ بُعْدْ عبر المنصات الإِلِكْترُونِيَّة الخَاصَّة فِي الجامعات ابتداء مِنْ فاتح شهر شتنبر 2022 ، عَلَى أن يتم استكمال التسجيل تدريجيا مَعَ تبسيط المساطر المعمول بِهَا، وَذَلِكَ حَسَبَ جدولة زمنية محدد.

 

مؤكدا بأن جامعة عبد المالك السعدي التزمت بالتواصل والتنسيق مع السلطات المحلية والشركاء القطاعيين الآخرين لخلق ظروف مواتية تسمح بانطلاقة ناجحة للموسم الجامعي باعتماد استراتيجية الاستباقية للتغلب على كل ما يمكن أن يعترض الطالب الجامعي الوافد من مختلف العمالات والأقاليم من صعوبات خاصة على مستوى النقل أو السكن، حيث نظمت مجموعة من مؤسسات الجامعة أيام استقبال مفتوحة تعرف بمرافق المؤسسات وتعين الطلاب الوافدين على استكمال إجراءات التسجيل والاطلاع على الخدمات المؤسساتية والاجتماعية والإدارية المتاحة لهم.

 

وقد عملت جامعة عبد المالك السعدي في أفق الموسم الجامعي الحالي، على تنزيل عدد من التوصيات التي واكبت مختلف المحطات التي رافقت اللقاءات التشاورية المنظمة على صعيد المملكة وعلى مستوى الجامعة الخاصة بالمخطط الوطني لتسريع تحول منظومة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار.

 

كما باشرت جميع مؤسسات الجامعة عملية تسجيل وإعادة تسجيل الطلبة في ظروف يطبعها التعاون بين مختلف المكونات وتتسم بروح المسؤولية والجدية والتجديد والعزم على إعطاء انطلاقة قوية للموسم الجامعي؛ كما أن الهيئة التربوية والأكاديمية كانت في أتم الاستعداد لتشغيل المختبرات وإلقاء المحاضرات وإرشاد الطلاب.

وقد تميز الدخول الجامعي الحالي بتوفير جامعة عبد المالك السعدي ما يفوق 49.843 مقعدا لاستقبال أكثر من 126.000 طالبة وطالب من ضمنهم 27.000 طالب جديد حامل للبكالوريا مسجل في مختلف التكوينات المعتمدة والمتاحة عبر مختلف الأسلاك. وتتوفر جامعة عبد المالك السعدي على بنية استقبال تتكون من مجموعة من الأحياء الجامعية وتوفر حوالي 7657 سرير على مستوى جهة طنجة تطوان الحسيمة.

 

فضلا عن توفر جامعة عبد المالك السعدي لحد الآن، باعتبار أن بعض التكوينات لازالت قيد الاعتماد على مستوى الوكالة الوطنية لتقييم وضمان جودة التعليم العالي والبحث العلمي، على 222 مسلكا في التكوين الأساسي و74 مسلكا في التكوين المستمر.

كما أضيف لسلة التكوينات الأساسية المتاحة بمؤسسات الجامعة هذه السنة 14 مسلكا جديدا يوسع العرض البيداغوجي لأول مرة بنسبة تفوق %5 على مستوى سلك الإجازة بفضل إحداث مسالك جديدة في العلوم القانونية باللغة الفرنسية وعلى مستوى الإجازات المهنية.

 

كما أضيفت إلى العرض البيداغوجي الحالي تكوينات نوعية في مجال الصيدلة وعلوم الصحة إضافة إلى تكوينات أخرى في علوم المهندس وفي مجال العلوم والتقنيات وفي اللغات الحية واللغات التطبيقية وفي علوم التربية.

ويواكب هذه التكوينات على مستوى التأطير 1318 أستاذا جامعيا دائما و588 إداريا موزعين على مختلف مؤسسات الجامعة. وتتوزع المسالك المعتمدة في التكوينات الأساسية على الحقول المعرفية وفق الآتي:

101 مسلك في العلوم والتقنيات؛

67 مسلكا في القانون والاقتصاد والتدبير؛

51 مسلكا في الآداب والعلوم الإنسانية والفنون وأصول الدين؛

3 مسالك في الصيدلة وعلوم الصحة.

 

وموضحا في تدخله أن من مميزات الدخول الجامعي الراهن، استمرار مؤسسات جامعة عبد المالك السعدي في تطوير منظوماتها الرقمية والاعتماد على التطبيقات الإلكترونية والمسطحات الرقمية لمعالجة بيانات الطلبة والمسجلين ولتدبير عملية التسجيل في مختلف مراحلها.

كما أن المنصات الإلكترونية المستحدثة تساهم عمليا وبشكل مباشر في تمكين الطلبة من ولوج مختلف قواعد المعطيات التي تتيح تنزيل الدروس والمحاضرات المسجلة أو ولوج المكتبات الرقمية وتحيين المعطيات الشخصية باستعمال البريد المؤسساتي المخول لكل طالب مسجل بإحدى مؤسسات جامعة عبد المالك السعدي.

 

وتعتزم جامعة عبد المالك السعدي أن تجعل من النظام الرقمي الموحد والمندمج على مستوى الجامعة آلية للنجاعة والتواصل والإبداع والتكوين الأكاديمي والتمكين الذاتي للطالب الجامعي.

وتحتضن أغلب مؤسسات الجامعة أستوديوهات مجهزة لتسجيل الدروس وتوضيب المحاضرات لتكون متوفرة وموازية للتكوينات الحضورية. كما أن جامعة عبد المالك السعدي بصدد تهيئ مركز جامعة عبد المالك السعدي للغات والابتكار البيداغوجي لدعم مهارات الطلاب الذاتية وتمكينهم من اللغات وتشجيع الابتكار البيداغوجي.

 

مضيفا بأن الدروس والمحاضرات انطلقت بشكل حضوري في مجموعة من مؤسسات الجامعة يوم الإثنين 12 شتنبر 2022 خاصة بالنسبة للطلبة القدامى وفي بعض مؤسسات الاستقطاب المحدود، وسيتسنى للطلبة الجدد ولوج الأقسام والمختبرات والمدرجات من أجل الدروس والمحاضرات انطلاقا من يوم الإثنين 26 شتنبر 2022.

 

وتجدر الإشارة إلى أن هذه الجدولة الزمنية تم اعتمادها بشكل موحد على مستوى مؤسسات التعليم العالي على صعيد المملكة. واعتبارا للأهمية القصوى التي توليها جامعة عبد المالك السعدي لعملية التوجيه، فستتميز هذه السنة الجامعية 2022_2023 بإطلاق قافلة جامعة عبد المالك السعدي للتوجيه بشراكة وتعاون مع مختلف الفاعلين ومن ضمنهم السلطات الإقليمية والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين.

 

وتنطلق أشغال هذه القافلة ابتداء من بداية شهر أكتوبر عبر مختلف عمالات وأقاليم جهة طنجة تطوان الحسيمة، مع العلم أن جامعة عبد المالك السعدي قد خصصت خلال الموسم الجامعي المنصرم أزيد من 32 يوما للتوجيه استفاد منه بشكل مباشر أزيد من 24.970 تلميذة وتلميذ.

 

معتزا بانتساب جامعة عبد المالك السعدي إلى محيط جهوي حيوي يعد قطبا رئيسيا على مستوى الاقتصاد والخدمات والصناعة على صعيد المملكة بفضل السياسة الرشيدة والإرادة المولوية السديدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.

 

وقد أطلقت جامعة عبد المالك السعدي مجموعة من طلبات العروض الموضوعاتية لتشجيع البحث العلمي في كل الميادين التي تلائم التحولات الهيكلية لجهة طنجة تطوان الحسيمة وتواكب النمو الاقتصادي والتطور الصناعي للمملكة.

ويتميز البحث العلمي بالجامعة بارتكازه على بنية مختبرات موزعة ومنتظمة حسب الحقول العلمية ومحاور البحث الرئيسية خاصة في مجال الهندسة والصناعات الفلاحية والماء والبيئة وصناعة السيارات والبرمجيات وعلوم البحار وعلوم الصحة والعلوم الإنسانية.

وفي هذا الإطار تسعى جامعة عبد المالك السعدي بقوة إلى تنويع الشراكات وتجويد الأبحاث العلمية بتعاون مع مختلف الشركاء والفاعلين في مجال البحث العلمي.

وتجدر الاشارة إلى انه مع كل موسم جامعي على مختلف كل جهات المملكة، تواجه الجامعات تحديات مرتبطة بالاكتظاظ داخل المؤسسات الجامعية ذات الاستقطاب المفتوح في ظل ضعف الموارد البشرية والمناصب المالية، كما  يتم تسجيل عادة تأخر كبير في الانطلاق الفعلي للدروس، لأسباب مختلفة، مما يؤثر على استيفاء المقررات الدراسية الجامعية، وعلى جودة التكوين الجامعي، كما أن استياء أساتذة التعليم العالي يتعاظم من جراء عدم التفاعل مع مطالبهم المشروعة ومشاكلهم العالقة، وخاصة منها إخراج نظام أساسي جديد ومنصف ومحفز ومتشاور بشأنه، علما أن النظام الأساسي الجاري به العمل يعود إلى ربع قرن من الزمن، ولم يعد قادرا بالتالي على مواكبة التطورات، كما أنه لا يتيح استقطاب الكفاءات للجامعات المغربية، ولا يشجع على عودة المشتغلين منهم في الخارج إلى المغرب.

 

هذه المؤشرات السلبية التي يواجهها حوالي 88 بالمئة من الحاصلين على شهادة الباكالوريا على الصعيد الوطني، ينضاف إليها تراجع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عن إحداث عدد من الأنوية الجامعية كما كان مقررا خلال الولايات الحكومية السابقة. ويمكن لهذا التوجه ان يؤزم الوضع أكثر ويضعف البنيات الجامعية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.