يوجد اليوم أكثر من 10000 مادة مضافة معتمدة الهدف منها الحفاظ على الطعم أو المظهر أو الملمس أو العناصر الغذائية في الأطعمة أو عند تعبئتها أو تعديلها، وإلى جانب ذلك توجد أدلة متزايدة تشير إلى أنه ينبغي تجنب بعض المواد الكيميائية المستخدمة كإضافات غذائية خاصة بالنسبة للأطفال، لما لها من آثار على صحة الأطفال.
آثار المواد الحافظة على الأطفال
أشارت الأبحاث التي بحثت العلاقة بين المواد الحافظة وصحة الأطفال إلى وجود مجموعة متنوعة من الاستجابات، حيث لاحظ العديد منها زيادة في فرط النشاط، وهو ما أبلغ عنه الآباء، ولكن حتى الآن لا توجد أدلة موضوعية لإثبات هذه العلاقة، وقد خلص تقرير صادر عن المعهد الدولي لعلوم الحياة في أوروبا، إلى أن السلامة المتعلقة بالكمية اليومية المقبولة لكل مادة ADI لا يشترط الالتزام بها بالنسبة للأطفال.
ومع ذلك، ونظراً لارتفاع التعرض الغذائي للمواد الحافظة، يجب مراقبة التعرض لهذه الفئة العمرية، فقد وجد الباحثون أن المواد الحافظة قد تعيق عمليات نمو أعضاء وأنسجة الجسم الرئيسية في مرحلة الطفولة بسبب التعرض للمواد الكيميائية بجرعات عالية.
من ناحيةٍ أخرى، توضح الأكاديمية الأميركية لطب الأطفالAAP أن عدداً متزايداً من الدراسات يشير إلى أن بعض المواد الحافظة قد تتداخل مع الهرمونات والنمو، وقد يزيد البعض أيضاً من خطر إصابة الطفل بالسمنة، فالأطفال يكونون معرضين بشكل خاص لآثار هذه المضافات، بسبب حجم وكمية الطعام التي يتناولونها.
كيف يمكننا التقليل من تعريض أسرتنا ككل للمواد الحافظة؟
شراء الأطعمة الطازجة أو المجمدة
من الأفضل شراء الفواكه والخضروات الطازجة أو المجمدة، وتقديمها عند الإمكان.
الابتعاد عن اللحوم المصنّعة
حاول تجنب اللحوم المصنّعة قدر الإمكان، مثل (الهوت دوغ) أو النقانق (وهو نوع من النقانق الذي يتكون من الكبد والكلى والفشة مضاف إليه بعض اللحم والتوابل والبهارات)، ولحم الخنزير واللحوم في الوجبات الجاهزة، خاصة أثناء الحمل.
غسل أوعية وأواني الطعام البلاستيكية باليد وليس في غسالة الصحون
يمكن أن تتسبب الحرارة في تسريب المواد البلاستيكية من مادة BPA، والفثالات إلى الطعام، وكذلك تجنب استخدام تسخين الطعام بالميكروويف – بما في ذلك حليب الأطفال وحليب الأم – أو بالبلاستيك، إن أمكن.
استخدام أوعية الزجاج والفولاذ المقاوم للصدأ (الستانلس ستيل)
خاصة عند الطهي أو تقديم الأطعمة الساخنة، واحرص على استخدم بدائل البلاستيك، مثل الزجاج أو الفولاذ المقاوم للصدأ، عندما يكون ذلك ممكناً.
خذ فكرة عن رموز إعادة تدوير البلاستيك
انظر إلى رمز إعادة التدوير الموجود أسفل المنتجات للعثور على نوع البلاستيك، وحاول تجنب المواد البلاستيكية التي تحتوي على رموز إعادة التدوير الآتية: 3 (الفثالات) و6 (الستايرين) و7 (الثنائيات)، وعندما يتم تصنيف المواد البلاستيكية على أنها ذات أساس حيوي أي مكتوب عليهاbiobased أوgreenware، فإن هذا يعني أنها مصنوعة من الذرة ولا تحتوي على البيسفينولاتbisphenols.
اغسل يديك
نظراً لأن المواد الكيميائية المصنوعة من البلاستيك شائعة جداً في العناصر التي نلمسها طوال اليوم، وتأكد من غسل يديك جيداً قبل وبعد تناول الطعام.
عبّر عن رأيك
انضم إلى إحدى الجمعيات، وغيرها من المنظمات التي تهتم بالصحة والتغذية في بلدك، والتي تطالب بإجراء المزيد من الأبحاث حول سلامة المواد الحافظة، بما في ذلك إدخال تحسينات على البرنامج التنظيمي للمواد الحافظة في بلدك، وإعادة اختبار بعض المضافات المعتمدة مسبقاً.. فقد أظهرت مراجعة حديثة لما يقرب من 4000 من المواد الحافظة أن 64% منها لم يكن هناك أي أبحاث قائمة عنها، بحيث تبين أنها آمنة للناس لتناولها كطعام أو شراب، ولكن الحديث عنها، أو التساؤل عن أضرارها الصحية على الأطفال وجه الباحثين للبحث عن إجابات شافية حاسمة.
أسئلة شائعة من الآباء والأمهات حول المواد الحافظة
كيف يمكنني معرفة المواد الحافظة الموجودة في الأطعمة؟
يتم إدراج المواد المضافة التي يتم وضعها مباشرة في الأطعمة ضمن ملصقات المكونات، ولكن غالباً ما تكون بأسمائها الكيميائية، وعلى سبيل المثال، قد يتم إدراج الملح باسم كلوريد الصوديوم، والسكر على أنه سكروز، وفيتامين Cكحمض الأسكوربيك، وفيتامين E باسم توكوفيرول، وعادة ما يتم سرد الألوان الاصطناعية بأرقامها، مثل Blue#2 أوYellow#5، ومع ذلك، هناك أيضاً إضافات غير مباشرة من مواد المعالجة أو التعبئة غير مدرجة في ملصقات المكونات، ويمكن أن تشمل هذه المواد الكيميائية المصنّعة من البلاستيك والمواد اللاصقة والأصباغ والورق والكرتون وأنواع الطلاء المختلفة.
هل تشكل المواد الحافظة مشكلة في أي من منتجات الأطفال؟
لقد حظرت إدارة الأغذية والعقاقير في بعض الدول الغربية مؤخراً استخدام مركبات BPA من زجاجات الأطفال وأكوابهم ولكن لا تزال المادة الكيميائية تستخدم في بعض حاويات المواد الغذائية والمشروبات، إلا أنه قامت العديد من الشركات بإزالة BPAطواعية من منتجاتها، وفي كثير من الحالات استبدلت به مواد كيميائية مثل BPS التي قد يكون لها آثار صحية مماثلة، وفي عام 2017، حظرت هيئة سلامة المنتجات الاستهلاكية الأميركية استخدام بعض الفثالات في منتجات رعاية الأطفال مثل حلقات التسنين (العضّاضات)، بسبب ضررها على صحتهم.
هل تسبب ألوان الطعام الصناعية فرط النشاط في الطفولة؟
هناك حاجة إلى مزيد من البحث لفهم أفضل لآلية عمل ألوان الأطعمة الصناعيةAFCs التي قد تؤثر أو لا تؤثر على سلوك الطفل، وذلك لأن الكثير من الأبحاث الأصيلة حول هذه المضافات كانت عبارة عن دراسات على الحيوانات ولم تتضمن التأثيرات السلوكية، وبالنسبة لبعض الأطفال الذين يعانون من اضطراب نقص الانتباه أو فرط النشاط ADHDوغيرها من سلوكيات المشكلات، وتقول أكاديمية الأطفال أنه حتى نعرف المزيد، قد يكون من المفيد التخلص من AFCsمن نظام الأطفال الغذائي إذا تبيّن أن الأعراض تتفاقم.
خلاصة القول
يتم البحث حالياً عن العديد من التقنيات الجديدة التي من شأنها تحسين كيفية إنتاج المواد الحافظة للأغذية، ويلوح في الأفق نهج واحد هو استخدام التكنولوجيا الحيوية، والتي يمكن أن تستخدم الكائنات الحية البسيطة لإنتاج المواد الحافظة، بحيث تكون هذه المواد هي نفس المكونات الغذائية الموجودة في الطبيعة.
وعلى الرغم من وجود طرق للحد من كمية المواد الحافظة التي يحتمل أن تكون ضارة في النظام الغذائي لأفراد عائلتك، فإنه بلا شك ستساعد متطلبات سلامة الأغذية الحكومية في الحفاظ على صحة جميع الأطفال.