مبارك أجروض
يتم إنتاج شمع الأذن بواسطة الغدد الموجودة في قناة الأذن، على الرغم من عدم معرفة سبب وجود شمع في الأذن، إلا أن العلماء يتوقعون أنه يمنع الغبار والجسيمات الصغيرة الأخرى ويمنعهم من الوصول داخل الأذن.
يحدث أحياناً الشعور بفقدان السمع، أو الشعور وكأن الأذنان تحجبان الصوت، أو الشعور حتى بالألم، قد تشير هذه الأعراض لتراكم زائد في شمع الأذن، وهذا لا يستدعي القلق؛ إذْ يمكن علاج شمع الأذن الزائد بسهولة، ولكن إذا كنت تعاني من مشكلات متكررة في شمع الأذن، فمن الضروري اتباع طريقة للوقاية من ذلك..
* شمع الأذن
شمع الأذن أو الصملاخ، الذي يُعرف أيضاً باسم (السيومين)، هو مادة صفراء يتم إنتاجها من غدد في الأذنين لحمايتها من التلف والعدوى، ويساعد الشعر الصغير والشمع في الحفاظ على نظافة قناة الأذن، وذلك من خلال محاصرة الغبار والجزيئات الأخرى. وهذا يعني أن الصوت يمكن أن يمر عبر قناة الأذن بحريّة دون أي عائق. كما يوفر شمع الأذن أيضاً طبقة واقية لقناة الأذن، تعمل بمثابة طارد مؤقت للمياه.
وفي الأحوال الطبيعية لا يتراكم الشمع، إذ تتخلص الأذن منه بشكل تلقائي، ولكن لا تلاحظ حركة شمع الأذن عادة، فهو يتحرك ببطء من الأذنين، ويأخذ معه الأوساخ والغبار المحاصرين بها، وقد يسقط من الأذنين أثناء النوم، أو عند غسل شعر الرأس.
* لماذا يتراكم شمع الأذن ؟
توجد أسباب عدة تجعل شمع الأذن يتراكم في القناة:
ـ يمكن أن يؤدي استخدام سدادات الأذن أو أجهزة السمع إلى دفع شمع الأذن إلى أسفل قناة الأذن؛ مما يؤدي إلى تراكمها.
ـ يمكن لشمع الأذن أيضاً أن يتراكم ويسبب مشكلات إذا كان لديك قنوات ضيقة في الأذن، أو عندما تكون قنوات الأذن بزاوية تبطئ من خروج الشمع الطبيعي.
ـ يمكن أن يصبح شمع الأذن أكثر جفافاً مع تقدم العمر، مما يجعله يؤثر في قنوات الأذن.
ـ يتم إنتاج شمع الأذن – لدى بعض الأشخاص – بشكل طبيعي بمعدل أسرع من المعتاد، وهذا يؤدي إلى تراكم شمع الأذن.
* أعراض تراكم شمع الأذن
في بعض الأحيان لا توجد أعراض مرتبطة بتراكم الشمع في الأذن، ولكن أكثر الأعراض شيوعاً هو الإحساس بفقدان السمع، وهناك أعراض أخرى مثل:
ـ خروج إفرازات شمعية صفراء من الأذنين، وهذا أمر شائع عند الأطفال أكثر من البالغين.
ـ إزعاج الأذن ناجم عن الشعور بوجود امتلاء في الأذن.
ـ سماع طنين في الأذن (ضوضاء أو رنين في الأذن).
ـ الشعور بوجود انسداد في الأذن.
ـ يمكن أن تحدث دوخة.
ـ حكة في الأذن.
ـ ألم في الأذن.
* إزالة شمع الأذن الزائد
توجد عدة طرق لإزالة الشمع الزائد من الأذن نوردها فيما يأتي:
1ـ استخدام قطرات الأذن
يمكن علاج شمع الأذن بسهولة باستخدام قطرات الأذن المتوفرة في الصيدلية، وهي مصممة لتخفيف كمية الشمع، لذلك يصبح من السهل إزالته، ويمكن أن تساعد القطرات التي تحتوي على بيكربونات الصوديوم أو كلوريد الصوديوم أيضاً في تخفيف شمع الأذن.
توجد أيضاً قطرات الأذن التي تحتوي على اليوريا بيروكسيد الهيدروجين، وهي متاحة في الصيدليات، فهي تعمل عن طريق تجزئة شمع الأذن إلى قطع أصغر، مما يسهل إزالته، ويمكن استخدامها مع جهاز حقنة تنظيف الأذن.
تتم عملية الإزالة بوضع قطرات على الأذن المسدودة، والاستلقاء على جانب الأذن غير المصابة لبضع دقائق، فمن شأن ذلك أن يسمح للقطرات أن تبلل الشمع وتلينه، ثم كرر هذه العملية من مرتين إلى ثلاث على مدى ثلاثة إلى خمسة أيام.
مع ملاحظة عدم استخدام قطرات الأذن في حال كان هناك تمزق أو ثقب في طبلة الأذن.
2ـ زيت الزيتون
غالبًا ما تستخدم قطرات زيت الزيتون كعلاج للخط الأول من شمع الأذن المتراكم، وعند وضعه في الأذن، فإنّ زيت الزيتون يبلل الشمع الصلب ويخفف منه، مما يجعل التدفق أسهل في قناة الأذن، وعند وجود تراكم يجب استخدام قطرات أذن زيت الزيتون ثلاث أو أربع مرات في اليوم لمدة خمسة أيام على الأقل لتساعد في إزالة الشمع.
3ـ غسل الأذن
إذا استمرت أعراض تراكم شمع الأذن، فيمكن اعتماد طريقة غسل الأذن، وهي تتضمن الاستعانة بممرضة مدربة تغسل الأذن بالماء الدافئ بنفث ماء خفيف لطيف، ومن شأن هذا أن يخفف ويزيل الشمع في الأذن، ويجب استخدام قطرات الأذن لتليين شمع الأذن لمدة خمسة أيام على الأقل قبل إجراء عملية الغسيل.
مع ضرورة الانتباه إلى عدم القيام بغسل الأذن في الحالات الآتية:
ـ إذا كنت خضعت لعملية جراحية في الأذن سابقاً خلال 12 شهر سابقة.
ـ عند وجود التهاب في الأذن الوسطى في الأسابيع الستة السابقة.
ـ إذا كنت مصاباً بالحنك المشقوق (سواء أصلح أم لا).
ـ وجود جسمٍ غريب داخل الأذن.
ـ وجود ثقب في طبلة الأذن.
ـ وجود ألم أو دوخة قوية.
4ـ حقن الأذن
ينطوي حقن الأذن على استخدام محقنة معدنية ثم حقن الأذنين، ولم يعد هذا مستحسناً لأن نظام غسل الأذن أكثر فعالية، وطريقة أكثر أماناً لإزالة شمع الأذن من حقن الأذن.
5ـ الشفط المكروي
تقوم طريقة الشفط المكروي على شفط شمع الأذن المتراكم بشكل لطيف لتنظيف الأذن، وهي مريحة أكثر من طريقة الغسل والحقن، وتنطوي هذه الطريقة على إدخال مسبار صغير رقيق في قناة الأذن ثم يطبق شفط لطيف لإزالة الانسداد. الميزة في هذه الطريقة أنه ليس هناك حاجة لاستخدام قطرات الأذن لتليين الشمع قبل العلاج.
6ـ شموع الاذن
لا ينصح باستخدام شموع الأذن أو مخاريط الأذن كما تسمى أيضاً) أبداً، لأنه لا يوجد دليل يثبت أن هذه الطريقة فعالة.
وتتم هذه العملية من خلال إشعال طرف شمعة جوفاء، ووضع الطرف الآخر في قناة الأذن، وقد أظهرت الدراسات الطبية أن هذه الممارسة خطيرة وغير فعالة، ولا تساعد في إزالة شمع الأذن، أو المواد السامة من داخل الأذن.
* كيفية منع تراكم شمع الأذن
يقوم شمع الأذن بدورٍ رئيس في الحفاظ على قنوات الأذن نظيفة، لذلك يجب عدم إزالة شمع الأذن باستخدام نكاشات القطن، أو بوضع أي شيء في الأذن.
إن استخدام النكّاشات القطنية أو الأظافر أو أية أدوات حادة أخرى لتنظيف قناة الأذن الحساسة يمكن أن يزيد من خطر تلف الأذن، ودفع الشمع أكثر نحو داخل قناة الأذن.
إذا كنت تعاني من مشاكل متكررة في شمع الأذن، فقد تستفيد من استخدام زيت الزيتون أو بيكربونات الصوديوم بانتظام، ويمكنك أن تقوم بهذا يومياً أو أسبوعياً أو كل أسبوعين، بحسب كمية شمع الأذن التي تنتجها أذنك.
* متى تكون زيارة الطبيب ضرورية
إذا استمرت الأعراض الآتية بالظهور عندك، فحدد موعداً مع الطبيب:
ـ إذا كان لديك وجع مستمر في الأذن، ولا يتحسّن الوضع بعد استخدام قطرات لإزالة شمع الأذن المتراكم.
ـ إذا كان لديك ارتفاع في درجة الحرارة، وألم في الأذن، وهذا يعني أن لديك عدوى في الأذنين.
ـ إذا كانت هناك إفرازات من الأذنين، أو لاحظت أي تورم حول الأذن.
ـ إذا كنت تعاني من الصمم أو الدوار أو الصداع الشديد.
وفي الأخير فإن وجود شمع الأذن لا يعني بالضرورة أن عليك إزالته، وبالتالي وضع نكاشات القطن بيدك طوال الوقت لتنظيف أذنك؛ فهو مفيد بكمياته القليلة كونه منظفاً طبيعياً لقناة الأذن، إذ إنه يأخذ معه خلايا الجلد الميتة والأوساخ والشعر، ويطرحها خارج قناة الأذن.
وقد أثبتت بعض البحوث العلمية أن لهذا الشمع فوائد أخرى في تقديم معلومات شخصية عن الفرد عند تحليله مثل جنسه، أو الجماعة العرقية التي ينتمي لها، أو الطعام الذي تناوله، وكذلك مفيد في تشخيص بعض الأمراض الاستقلابية والسرطانية قبل الكشف عنها عن طريق تحليل الدم أو البول.