مريم فضيل الملهمة الخاصة للكاتب ابراهيم حريري.

ضيفة هذا الشهر الكاتبة المتميزة مريم فضيل  التي رحبت بطاقم المجلة وفتحت نافذة حوار شيق كشفت من خلاله مجموعة من التفاصيل الحصرية.

هذا اللقاء الذي جاء في اطار اهتمامات مجلة اصوات الغد بشؤون المراة و عطاءها  الفعال داخل المجتمع.

• اولا لنتعرف أكثر على زوجة ابراهيم حريري

o بداية أود أن أشكر مجلة “أصوات” الغراء على هذه الاستضافة وعلى اهتمامها بشؤون المرأة المغربية.
اسمي مريم فضيل، إنسانة بسيطة، أشتغل في القطاع الخاص، موجزة، تكويني أدبي تخصص أدب انجليزي ومهتمة للغاية بالشأن الثقافي في شقه الأدبي.

أكتب الخواطر واعمل على نشر ديواني الشعري الأول. اكتب القصة القصيرة وأرسم أيضا. مؤثرة قوية في حياة وكتابات زوجي الكاتب والأديب ابراهيم حريري بحكم كوني قارءته الأولى وناقدته الشرسة. أناقشه كثيرا في كتاباته بإعطائه رأيي الشخصي الذي يحترمه كثيرا ويثق في حسي الأدبي. ويكون جد مسرور إذا أحس أن مقالا أو رواية نالت إعجابي لأنه يعلم أن رأيي يكون موضوعيا وليس كزوجة وحبيبة، وغالبا ما يتوافق مع بعض الآراء النقدية.

• ما هو الدور الذي قدمته مريم فضيل في مسيرة نجاح زوجها ؟

o مريم فضيل زوجة تتفانى في حب زوجها ويعتبرها ساعده الايمن. دوري أنني أساعده في التنظيم و الرقن والأبحاث. أعرف جيدا طقوس كتاباته وأعمل على توفيرها له من تحضير المكتب والقهوة والموسيقى الهادئة وكل الأشياء التي أعلم أنه يحتاج إليها حتى الصغيرة منها.

أحرص على عدم إزعاجه خلال الكتابة سواء من طرفي أو من طرف الأولاد لكي لا يفقد خيط أفكاره لأنه يغضب كثيرا. أعلم أيضا متى أناقشه ومتى لا أفعل حتى تحين الفرصة المناسبة وذلك تماشيا مع حالاته النفسية والإبداعية. فكل رواية تأخذ منه جهدا نفسيا كبيرا ويتفاعل مع أحداثها وتركبه شخوصها وهذا هو حال الشخص المبدع.

كما أنني أقوم بدور الكاتبة الخاصة في ربط اتصالات مع دور النشر لتتبع مسار طبع الرواية وكذلك توثيق حضوره في بعض الملتقيات الأدبية سواء عبر الصور أو فيديوهات وتدوين أرقام الهواتف والاحتفاظ ببطاقات الزيارات لكي لا يُضيِّعها.

• هل ترين أن حياة الكاتب ويومياته تأخذ حيِّزا كبيرا من علاقته الأسرية ؟

o طبعا خاصة أن زوجي غير متفرغ للكتابة. هو يشتغل بالقطاع الخاص ولا يكتب إلا ليلا أو خلال نهاية الأسبوع.

يقفل على نفسه مكتبه الصغير برفقة قهوته السوداء والموسيقى الهادئة أو أغاني فيروز ويذوب هناك لساعتين أو أكثر، خلالها أقوم أنا بما يلزم من أشغال البيت ومساعدة الأولاد وهنا أوجه شكري الخالص لحماتي لأنها تساعدني كثيرا وهي سبب من أسباب نجاحي في عملي.
o أكون سعيدة جدا  حينما يناديني لأطلع على جزء من رواية أو مقال لكنني أحزن أحيانا حينما أدخل مكتبه خفية وأجد أوراقا ممزقة لأنه لم يقتنع بها وغالبا ما تكون رائعة. عملي يبدأ هنا في لملمة الأجزاء الممزقة وإلصاقها وهذا صعب للغاية وفي بعض الاحيان لا انجح خاصة في الأجزاء الصغيرة جدا، وأرقنها بعد ذلك في ملف وورد حتى أحافظ عليها.

• هل سبق وساعدت إبراهيم حريري في إحدى كتاباته أو كنت ملهمته ؟

o بالتأكيد أنا أساعده كثيرا في الأبحاث والرقن خلال نهاية الاسبوع وهنا أسجل مشكلتي العويصة في خطه غير المفهوم أحيانا حيث أعتمد على المعنى لأعود لتصحيح ما أخطأت فيه في انتظار ان يطلع عليه.
o أما عن الإلهام، فأنا ملهمته في الكثير من الأشعار الرومانسية وأفتخر بكونها كلها عني كما أن شخصيتي تحضر بشدة في عمل روائي رابع مازال قيد العمل رغم أنه يشتغل عليه منذ أوائل 2018 ، فكل عمل يأخذ منه من ثلاث إلى أربع سنوات و نتمنى أن يرى النور خلال السنة الجارية أو السنة المقبلة.

• حدثينا عن أكثر أعمال ابراهيم حريري التي نالت إعجابك.

o كل كتابات الاستاذ ابراهيم حريري تسلب عقلي سواء كانت مقالات أو أشعارا أو قصص أو روايات.

يشرفني جدا أن أكون أول مطلع عليها سواء بعلمه أو خفية عنه. يوميات “مشاهدات عامل مغربي في السعودية” في غاية الروعة لأنها تجسيد للواقع الصادم في السعودية ووصفه له كما عاشه وعايشه خلال عمله هناك لمدة سنة. رواياته تنهل من التاريخ والسياسة وينسجها في قالب روائي جميل بأسلوب سردي سلس بما يمكن أن نسميه السهل الممتنع.

فروايته الأولى “شامة أو شتريت” (إفريقيا الشرق 2013) رواية جميلة وكان لها حظ من العالمية حيث أقيمت لها دراسة وازنة (من بين أربع روايات مغربية) وذلك في كتاب جامعي جماعي من طرف البروفيسور إبراهيم القبلي من جامعة ويليامز بالولايات المتحدة الأمريكية.

روايته الثانية “محجوبة” (إفريقيا الشرق 2016) رائعة جدا وحظيت بقراءات نقدية جيدة على المستوى الوطني والعربي (جمهورية مصر العربية). هناك أيضا نتف رمضانية تحت عنوان “يوميات صائم شيزوفريني” طيلة شهر رمضان على موقع “أنا الخبر” 2016. أما روايته الثالثة التي ستصدر قريبا جدا (يناير 2021)، فأنا أعتبرها قمة في الإبداع والروعة بعدما تأجلت كثيرا بسبب الجائحة. هي مفاجأة كبيرة لعشاق كتاباته الذين يسألون دوما عن جديده وأقول لهم فقط أنها تحفة إبداعية وموضوعها آني ومهم، وأنا هنا لا أبالغ وسيكون الحكم للقراء والنقاد طبعا.

• ما هي نصيحتك لشباب اليوم في موضوع العزوف عن القراءة ؟

o المعضلة اليوم أن شبابنا لا يهتم بالكتاب كما يهتم بالأنترنيت ومواقع التواصل الاجتماعي. جيل اليوم لا يعتبر الكتاب خير صديق كما كنا نحن نعتقد. ليس لديهم عشق لملمس الكتاب أو الرواية. وحتى لو وفرتهما له عن طريقة PDF لن يقرؤوهما بحجة أن شاشة الهاتف متعبة أو حجج أخرى واهية.
أقول لهم أن القراءة ينبوع المعرفة، نماء للعقل، غداء للروح وتحسين للذكاء. يمكن لرواية أن تأخذك لعالم آخر وتخفف توترك وتهدئ أعصابك نهارا وتساعدك على النوم ليلا. اقرؤوا فالكتاب أصبح يتيما. إنه يناديكم فلبوا نداءه، إنه يغازل عيونكم فامتثلوا لسحره. لا تتركوه وحيدا لأنه بدوره يحتاج لصديق وإلا سيندثر.

• كلمة أخيرة لوصف كتابات الاديب “ابراهيم حريري”

o ابراهيم حريري كاتب مقالات سياسية هادفة، شاعر له قصائد رومانسية وأخرى جادة . روائي خارج عن المألوف كما قال عنه الصحفي المقتدر موسى أموراغ Moussa AMOURAG في مجلة Maroc Hebdo واسم إبداعي كما وصفه الناقد المتميز الأستاذ محمد علوط ب”ساكنة الظل”. يكتب رواياته ليقول التاريخ والسياسة والشعر والحب والموسيقى والمسرح في قالب روائي جذاب ومشوق.

وهذا ليس رأيي فقط بل رأي قرائه الذين يبحثون عنه في أروقة المعرض الدولي للكتاب للسؤال عن جديده أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو خلال اللقاءات المباشرة.

نهاية أوجه خالص شكري وامتناني لهذه الاستضافة اللطيفة التي تشرفت بها كثيرا وأود تهنأتكم على جميل اهتمامكم بالمرأة ودورها الرائد في المجتمع والجاد سواء في حياتها أو حياة شريكها. المثل يقول “أن وراء كل عظيم امرأة” وأنا أقول “بجانب كل رجل عظيم امرأة عظيمة ” والعكس أيضا صحيح.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.