مرض التهاب الأوعية الدموية

بقلم د. مبارك أجروض

 

مرض بورغر maladie de Buerger، المعروف أيضًا باسم التهاب الأوعية الدموية السادvascularite de la cataracte، هو التهاب يصيب الأوعية الدموية الصغيرة ومتوسطة الحجم. على الرغم من أن أي شريان يمكن أن يتأثر، إلا أنه يظهر عادةً مع انسداد الشرايين في القدمين واليدين، مما يؤدي إلى الألم وتلف الأنسجة.

وينتشر المرض في جميع أنحاء العالم، ويمكن أن يصيب الأشخاص من أي عرق وفئة عمرية. ومع ذلك، فإنه يؤثر بشكل أساسي على الرجال الآسيويين والشرق الأوسطيين الذين تتراوح أعمارهم بين 40 و45 عامًا والذين يستخدمون منتجات التبغ بكثرة أو استخدموها بكثرة، بما في ذلك مضغ التبغ.

* أعراض مرض بورغر

ـ ألم قد يظهر ويختفي في الساقين والقدمين أو في الذراعين واليدين. يحدث هذا الألم عادة عند استخدام اليدين أو القدمين ويخف عند التوقف عن هذا النشاط (العرج).
ـ التهاب على طول الوريد تحت سطح الجلد مباشرة.
ـ تحول أصابع اليدين والقدمين إلى لون شاحب عند التعرض للبرد (Phénomène de raynaud).
ـ تقرحات مفتوحة مؤلمة في أصابع اليدين والقدمين.

* أسباب مرض بورغر

لا يزال السبب المحدد لمرض بورغر غير معروف. يزداد خطر الإصابة به عندما تدخن بكثرة. ولا يعرف العلماء سبب زيادة دخان التبغ من هذا الخطر، لكن العلاقة بين الاثنين موثقة جيدًا.

* مضاعفات مرض بورغر

في حالة تفاقم مرض بورغر، ينخفض تدفق الدم إلى الذراعين والساقين. ويرجع ذلك إلى الانسداد الذي يُصعّب على الدم الوصول إلى أطراف أصابع اليدين والقدمين، فالأنسجة التي لا يصل الدم إليها لا تحصل على الأوكسجين اللازم والعناصر الغذائية التي تحتاجها من أجل البقاء. وقد يسبب هذا موت الجلد والأنسجة في أطراف أصابع اليدين والقدمين (gangrène). وتشتمل علامات الغرغرينا وأعراضها على اسوداد أو ازرقاق الجلد، وفقدان الشعور بالأصابع المصابة في اليدين والقدمين ورائحة كريهة تنبعث من المنطقة المصابة. تعتبر الغرغرينا حالة خطيرة تتطلب عادة بتر الإصبع المصاب في اليد أو القدم.

* طرق تشخيص مرض بورغر

يُعد مرض بورغر “تشخيصًا سريريًا” Diagnostic clinique، مما يعني عدم وجود اختبار محدد لتحديد ما إذا كان المرء مصابًا بالمرض. ومع ذلك، هناك عدد من الحالات الأخرى التي تحاكي مرض بورغر والتي يمكن أن يستبعدها الطبيب عند إجراء اختبارات معينة. وبعد مراجعة الأعراض، قد يطلب الطبيب إجراء اختبارات الدم لاستبعاد مرض الذئبة أو مرض السكري أو اضطرابات تخثر الدم. إذا كانت هذه سلبية، فقد ينتقل الطبيب لطلب بعض التصوير في شكل الموجات فوق الصوتية للأوعية الدموية أو تصوير الأوعية الدموية.

وتصوير الأوعية هو نوع خاص من الأشعة السينية يقوم خلاله الطبيب بحقن صبغة التباين في الشرايين في نفس وقت إجراء الأشعة السينية. يتطلب إدخال إبرة في الشرايين الكبيرة للساقين أو الذراعيين، ويتطلب أحيانًا استخدام القسطرة. وهناك اختبار آخر قد يقوم به الطبيب يسمى test d’Allen. ويتحقق هذا الاختبار من تدفق الدم إلى اليدين. قد تساعد نتيجة الاختبار الإيجابية الطبيب في تشخيص مرض بورغر، ولكنها قد تشير أيضًا إلى عدد من الحالات الأخرى.

* علاج مرض بورغر

رغم عدم وجود طرق علاجية لشفاء مرض بورغر، إلا أن الطريقة الأكثر فعالية لوقف تطور المرض هي الإقلاع عن تعاطي جميع أنواع التبغ. بل مجرد بضع سجائر يوميًا سوف تفاقم المرض. ويمكن للطبيب أن يوصي بأدوية تساعد على الإقلاع عن التدخين، كما تساعد على وقف التورم في الأوعية الدموية. وسيحتاج المرء أيضًا إلى الامتناع عن المنتجات البديلة للنيكوتين لأنها تمد بالنيكوتين، مما ينشط مرض بورغر؛ وهناك منتجات لا تحتوي على النيكوتين يمكن استخدامها. إذا كان المرض لا يزال نشطًا، فقد يفحص الطبيب البول لدى المرء بحثًا عن وجود نيكوتين لمعرفة ما إذا كان لا تزال يدخن أم لا.

* طرق علاجية أخرى ولكنها أقل فعالية

ـ الأدوية التي توسِّع الأوعية الدموية أو تحسن من تدفق الدم أو تذيب جلطات الدم.
ـ الضغط المتقطع للذراعين والساقين لزيادة تدفق الدم إلى نهايات الأطراف.
ـ تحفيز الحبل الشوكي.
ـ عملية جراحية لقطع الأعصاب الواصلة إلى المنطقة المصابة (استئصال الأعصاب الودية الجراحية) للسيطرة على الألم وزيادة تدفق الدم، إلا أن هذا الإجراء غير متفق على صحته.
ـ الأدوية التي تحفز نمو أوعية دموية جديدة (تكون الأوعية الدموية العلاجية)، وهي طريقة تعد مجربة من قِبل العديد.
ـ البتر، في حالة حدوث عدوى أو غرغرينا.

ومن المهم في حالة الإصابة العناية بأصابع اليدين والقدمين. فحص جلد الذراعين والساقين يوميًا للبحث عن أي جروح وخدوش، مع الأخذ في الاعتبار أنه في حالة فقدان الشعور بإحدى أصابع اليدين أو القدمين، فلن تشعر – على سبيل المثال – بأي قطع قد يحدث فيه بعد ذلك. المحافظة على حماية أصابع اليدين والقدمين وتجنب تعريضها للبرد.

ويعني انخفاض تدفق الدم في الأطراف أن الجسم لا يستطيع مقاومة العدوى بسهولة. ويمكن للجروح الصغيرة والخدوش أن تتحول بسهولة إلى عدوى خطيرة. لهذا، يُنظف أي جرح بالماء والصابون، مع وضع مرهم مضاد حيوي وتغطيته بضمادة نظيفة. ومراقبة عن كثب أي جروح أو خدوش للتأكد من تماثلها للشفاء. وفي حالة تفاقمها أو بطء شفائها، استشارة الطبيب على الفور.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.