مرتيل/خولاني عبد القادر
تعيش ساكنة حي الدييزة بمرتيل عمالة المضيق الفنيدق، ظروفا استثنائية خطيرة بفعل تدهور المحيط البيئي وزحف الازبال وجريان مياه الصرف الصحي الذي يشكل تهديدا حقيقيا لصحة الساكنة والنظام البيئي بشكل عام، الشيء الذي دفع بالجمعيات المهتمة بالبيئة إلى دق ناقوس الخطر وتنبيه المسؤولين إلى خطورة هذه الكارثة، ومطالبة الجهات المعنية من أجل التدخل العاجل والفاعل لحل هذه المعضلة.
فالتواجد الدائم للأزبال على طول جنبات الدراع الميت وعلى الطريق التي يسلكها تلاميذ المؤسسات التعليمية ذهابا وإيابا، بطريقة مشوهة لجمالية المدينة وعلى مقربة من الشاطئ، نتيجة لجوء بعض المواطنين إلى رمي النفايات بشكل عشوائي أو إفراغها مباشرة على الأرض، ناهيك عما يقوم به الباحثين عن لقمة العيش من خلال التنقيب من داخل القارورات المخصصة لوضع الازبال، حيث تعودوا على التجول والتردد بشكل يومي على هذه الأماكن و غيرها للبحث وسط أكوام الأزبال عن أشياء قابلة للبيع أو عن الفضلات المتبقية من الطعام التي غالبا ما يستغلونها في تغذية الحيوانات الأليفة، وهي سلوكات سلبية مرفوضة تساهم في تشتيت وانتشار هذه الأزبال.
الفعل الذي يتطلب من عمال النظافة عمل شاق ووقتا إضافيا لجمعها، كما أن هذا الوضع يتسبب في خلق أرضية خصبة لانتشار الحشرات والذباب باختلاف أنواعها، والتي تهاجم بيوت المواطنين و تهدد صحتهم مما يجعلهم يعيشون في معاناة يومية، إضافة إلى تعرض كبار السن والصغار إلى الاختناق جراء هذه الروائح النتنة من خلال انبعاث الروائح الكريهة التي تزكم الأنوف وتقلق راحة الساكنة و تزيد من معاناة عمال النظافة.
وعبر مجموعة من السكان المتضررين عن استيائهم العميق من الأزبال المتناثرة والتي تنبعث منها روائح كريهة ومضرة بالصحة والبيئة، دون أن يخفوا تذمرهم من الوضع بعدما أصبحوا عاجزين عن الخروج دون أن يمروا بالقرب من أكوام الازبال التي تحيط بمنازلهم على شكل شريط أصبح يؤثث محيط الذراع الميت لواد مرتيل، التي تتناثر على حافة الطرق في منظر يدمي القلب ويشوه صورة المدينة، حتى تحولت الطريق إلى مطارح متفرقة لنفايات روائحها الكريهة أخذت في الانتشار، ومعها تكاثر البعوض الناقل للمرض الذي بدأ بالفعل في مهاجمة المنازل والسكان، وباتت القمامات ملجأ للحيوانات الضالة خاصة منهم الكلاب التي تشكل خطر فعلي على سلامة المارة، هذا دون الحديث عن الوضع البيئي الذي أصبح يتدهور يوما بعد يوم بفعل تكدس هاته النفايات …
وهذا يحدث رغم نشر إحدى الجمعيات المهتمة بالبيئة خاصة منهم جمعية نورس السوق و الثقافة والأعمال الاجتماعية، لصور وفيديوهات عبر مواقع التواصل الاجتماعي معبرة، تؤرخ للفضيحة، و مطالبة بالتدخل للجهات المسؤولة لإعادة خلق فضاء أخضر يكون متنفسا طبيعيا لساكنة المدينة وحفاضا على سمعتها الطيبة، و بضرورة الإسراع لوقف المهزلة قبل أن يصبح المكان بالفعل مطرحا رئيسيا للنفيات، بسبب التهاون والإهمال و لا مبالات الجماعة التي تقوم بتدبير النفايات بالمدينة تدبيرا عشوائيا لا يراعي شروط السلامة الصحية …
وأمام هذا الوضع المخجل والمقلق، نتمنى مخلصين من الجهات المتدخلة والموكول لها تدبير ومراقبة قطاع النظافة، الإنصات لصوت العقل والأخذ بعين الاعتبار مقترحات الجمعيات المهتمة بالبيئة، خاصة أن هذا المشهد المقزز سيؤثر سلبا لا محالة على مستقبل السياحة بالمنطقة، ويضر بالبيئة، كما سيشكل تهديدا لصحة المارة خاصة منهم الأطفال وتلميذات وتلاميذ المؤسسات التعليمية الذين يمرون وسط هذه الكارثة و أحيانا يلجؤون إلى اللعب بالقرب من هذه الحاويات وبالمطارح العشوائية للنفيات غير مكثرتين بالأخطار المحدقة بهم …