بعد معاناة طويلة، وصور موت لا تفارق ذاكرته، وقع أرنو ياو في عيد ميلاده الثامن والعشرين عقد عمل دائم مع ملجأ “فراتيرنيتا ماسي” الذي يستقبل آلاف المهاجرين على الحدود الفرنسية الإيطالية ويستفيد من إعانة سنوية من وزارة الداخلية الإيطالية.

 

مواهب وخبرات وأول عقد عمل…

في عام 2021، وصل أرنو ياو إلى هذا الملجأ الذي أسس في عام 2017، وأصبح محطة توقف للمهاجرين الراغبين في الوصول إلى بر أوروبا الغربي أو الشمالي.

وفي تصريحه لموقع “سكاي نيوز عربية”، أوضح ياو أنه عندما علم عن الملجأ، كان متأكدا من أن إتقانه اللغة الفرنسية وبشرته السوداء، سيكونان عاملان أساسيان لمنح الثقة لكل المهاجرين الذي يتوافدون على هذا الملجأ بالآلاف.

 

ويبدو أن مواهب الشاب الإيفواري المتعددة، لفتت انتباه مؤسسة “تاليتا كوم” التي تدير الملجأ، إذ أنه يتقن أيضا اللغات الإنجليزية والإيطالية التي تعلمها بسرعة بمجرد وصوله إلى إيطاليا في عام 2016، هذا بالإضافة إلى لغته المحلية الأم.

 

وإلى جانب لسانه الناطق بعدة لغات، فإن تجربته مع الهجرة غير الشرعية كانت مفيدة للإدارة الإيطالية التي قررت تعيينه كوسيط في المنازل المجتمعية ومراكز طالبي اللجوء.

 

وبفضل وساطته، منح الأمل للعديد من المهاجرين وفضل العديد مهم البقاء في إيطاليا. وذكر: “لقد أقنعت العديد من الشباب الفاقد للبوصلة بالبقاء، وعدم المخاطرة من جديد بحياتهم والمرور عبر جبال الألب الباردة إلى فرنسا. لكن في بعض الأحيان لا يمكننا منعهم من إتمام الطريق لأن غالبية الأفارقة، أصحاب البشرة السوداء، يعتقدون أنهم لن يكونوا في أوروبا إلا بعد وصولهم إلى فرنسا”.

 

تبخر الأحلام وبداية المعاناة ….

ويبدو أن حلم الهجرة إلى الضفة الثانية لم يكن أبدا يراود أرنو ياو، الذي ينحدر من الطبقة المتوسطة في أبيدجان، إلا أن الصراع الدامي على السلطة وسقوط مئات القتلى دفعه للرحيل إلى النيجر خصوصا أن والده كان سائق مسؤول سياسي آنذاك.

 

وفي هذا الصدد، يقول: “كنت عاشقا لكرة القدم وحاولت الانضمام إلى فرق كرة قدم محترفة. إلى أن تلقيت ذات يوم رسالة استغاثة من صديقة محتجزة لدى رب عملها في ليبيا الذي يطالب بفدية لإطلاق سراحها”.