بقلم د. مبارك أجروض
تعتبر فطريات الفم Champignons buccaux، مرض تتراكم فيه الفطريات المبيضة على البطانة الداخلية للفم، والمبيضات عبارة عن كائنات دقيقة طبيعية في الفم، ولكن يمكن أن تتكاثر في بعض الأحيان مما يسبب ظهور الأعراض، وتنشأ هذه الفطريات نتيجة الإصابة بنوعٍ من الفطريات يُسمّى فطر الكانديدا champignon candida، وهو نوعٌ من أنواع فطر الخميرة، ويظهر على شكل طفحٍ أبيض داخل الفم، ومن الممكن أن تصيب فطريات الفم أيّ شخص، ولكن هناك فئاتٌ تعد أكثر إصابةً من غيرها؛ مثل الأطفال، وكبار السنّ، وأولئك الذين يعانون من نقص مناعة الجسم.
وعادةً ما يوجد فطر الكانديدا بكمياتٍ قليلةٍ داخل الفم دون أن يسبب أي نوعٍ من الأذى، ولكن في حال نموه بشكلٍ كبيرٍ داخل الفم فإنه يتسبب بحدوث فطريات الفم. وتُعد فطريات الفم من الأمراض البسيطة التي لا تُحدث مضاعفاتٍ إلا إذا كان المصاب يعاني من نقص المناعة أو ضعفها، وتُعد فطريات الفم مرضاً غير معدٍ، كما أنها تُعالَج بسهولة ونجاحٍ عن طريق مضادات الفطريات، وتسبب فطريات الفم بثورًا دهنية بيضاء وعادة ما تتكون على اللسان أو الخدين من الداخل. وفي بعض الأحيان، قد تنتشر على سقف الفم أو اللثة أو اللوزتين أو الجزء الخلفي من الحلق.
وعلى الرغم من أن فطريات الفم يمكن أن تؤثر في أي شخص، فإنها غالبًا ما تصيب الرضع وكبار السن ومن يعانون من تثبيط الجهاز المناعي Inhiber le système immunitaireأو يعانون من أمراض معينة أو من يتناولون أدوية معينة. ولا تمثل فطريات الفم مشكلة كبرى إذا كانت صحة الشخص جيدة، ولكن قد تكون أعراضها أكثر حدة ويصعب السيطرة عليها إذا كان الجهاز المناعي ضعيفًا.
* العلاج الطبيعي لفطريات الفم
من المهم علاج فطريات الفم في أقرب وقت ممكن لاحتواء العدوى. وغالبًا ما يصف الأطباء الأدوية المضادة للفطريات على شكل غسول للفم أو حبوب أو أقراص استحلاب. أما الحالات الخفيفة فقد تختفي من تلقاء نفسها، وقد تساعد العلاجات المنزلية التالية، بالإضافة إلى الأدوية المضادة للفطريات، في تخفيف أعراض العدوى:
ـ الماء المالح
يحتوي الملح على خصائص معقمة ومنظفة ومهدئة، مما يجعله علاجًا مشتركًا للعديد من المشاكل الفموية. ويمكن أن يساعد شطف الفم بالمياه المالحة في تخفيف أعراض فطريات الفم.
ـ صودا الخبز
قد يساعد شطف الفم بـصودا الخبز bicarbonate de sodium في علاج فطريات الفم. وفي دراسة أجريت عام 2009 لدراسة فعالية صودا الخبز كمعقم لأطقم الأسنان، خلص الباحثون فيها إلى أنه على الرغم من أن صودا الخبز ليست أكثر أشكال المعقمات فاعلية، إلا أنها كانت “بديلاً قابلاً للتطبيق”. وتستخدم عن طريق إذابة 1/2 ملعقة صغيرة من صودا الخبز في كوب واحد من الماء الدافئ ثم المضمضة بالمحلول وبصقه.
ـ الزبادي
يحتوي الزبادي على probiotiques، وهي بكتيريا حية “جيدة” قد تساعد في علاج فطريات الفم، لكن البروبايوتيك لا تقتل الفطريات، بدلا من ذلك توقف نموها، وقد تساعد أيضًا في استعادة التوازن الصحيح للبكتيريا الجيدة والسيئة في الفم. ونظرًا لكونه طعاما لينا، يعد الزبادي أيضًا طعامًا رائعًا للأكل إذا كنت تواجه مشكلة في البلع بسبب آلام الفم والحلق المؤلمة، ذلك، تناول الزبادي عدة مرات يوميًا عند أول ظهور لفطريات الفم. واختيار أصناف غير محلاة لأن الفطريات تزدهر على السكر. وإذا كان الشخص لا يحب الزبادي، فيمكنه الحصول على نفس الفوائد عن طريق تناول بروبيوتيك يوميًا.
ـ البنفسج الجنطي violet de gentiane
صبغة اصطناعية ملونة بنفسجية ذات خصائص مضادة للفطريات، وهي علاج منزلي شائع للفطريات الفموية. ويمكن شراؤها من دون وصفة طبية في معظم الصيدليات، وتوضع على المنطقة المصابة باستخدام قطعة قطن مرتين أو ثلاث مرات يوميًا، أو حسب توجيهات الطبيب.
ـ عصير الليمون
يعتقد أن عصير الليمون لديه قدرات معقمة ومضادة للفطريات تساعد على محاربتها. وفقا لـدراسة صغيرة أجريت عام 2009، وجد أن عصير الليمون هو علاج أكثر فعالية لفطريات الفم من البنفسج الجنطي بين الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية (SIDA). لكن، ونظرًا لأن الدراسة صغيرة، هناك حاجة إلى مزيد من البحث، ليستخدم، أضف عصير نصف ليمونة إلى كوب من الماء الدافئ أو البارد، ثم يشرب الشخص الخليط أو يستخدمه لغسل الفم. وقد يطبق بعض الناس عصير الليمون مباشرةً على آفات الفطريات، لكن حموضة الليمون قد تسبب حرقانا وتهيجًا.
ـ الكركم curcuma
الكركم يحصل على لونه الأصفر النابض بالحياة من الكركمين، وهو مركب قوي يعتقد أنه يمتلك قدرات مضادة للالتهابات. وفقًا لـدراسة أجريت عام 2010 على الفئران، قد يعالج الكركمين فطريات الفم. ولقد وجدت الدراسة أن الكركمين مضاد للفطريات، خاصة عند دمجه مع pipérine، وهو مركب موجود في الفلفل الأسود يساعد الجسم على امتصاص الكركم. هناك حاجة إلى مزيد من البحوث على البشر. وليستخدم، مزج 1/4 إلى 1/2 ملعقة صغيرة من معجون الكركم مع القليل من الفلفل الأسود وكوب واحد من الماء المصفى أو الحليب، ثم يُسخن في قدر حتى يسخن، وبعد تبريده تتم المضمضة به ثم يبصق.
ـ زيت الأوريجانو Huile d’origa
يحتوي أيضًا على قدرات مضادة للميكروبات ومضادة للفطريات. ووفقًا لبحث قديم، أجراه مصدر موثوق به على الفئران في المختبر، كان زيت الأوريجانو فعالًا ضد الفطريات الفموية. لكن هناك حاجة إلى مزيد من البحث. ليستخدم، مزج قطرتين من زيت الأوريجانو مع كوب من الماء، ثم المضمضة به وابصقه.
ـ خل التفاح vinaigre de cidre
يكون الأشخاص الذين يستعملون أطقم الأسنان dentiers أكثر عرضة للإصابة بفطريات الفم، حيث توفر أطقم الأسنان التي لا تتناسب بشكل صحيح، أو التي لم يتم تنظيفها جيدًا، البيئة المثالية لفطريات الفم. ووفقًا لـدراسة أجريت عام 2015 في المختبر، فإن خل التفاح له خصائص مضادة للفطريات وقد يكون خيارًا بديلاً جيدًا لعلاج الأشخاص المصابين بالتهاب الفم. ويستخدم بإضافة ملعقة صغيرة من خل التفاح الخام غير المفلتر إلى كوب واحد من الماء، ثم المضمضة به لمدة 15 ثانية على الأقل ويبصق الخليط.
* علاج فطريات الفم عند الرضع
إذا كانت الأم ترضع رضاعة طبيعية وأصيب الطفل بالفطريات الفموية، فقد ينقل كل منهما العدوى إلى الآخر مرارًا وتكرارًا. وقد يصف الطبيب دواء خفيفًا مضادًا للفطريات للطفل ويصف للأم كريمًا مضادًا للفطريات لتضعه على ثدييها. وينبغي للأم أن تسأل الطبيب عن أفضل طريقة لتنظيف حلمات الثدي وحلمات زجاجة الرضاعة واللهايات، وأي أجزاء يمكن فصلها عن مضخة الثدي إذا كانت الأم تستخدم واحدة منها.
* علاج فطريات الفم للأطفال
يمكن أن يوصي الطبيب بدواء مضاد للفطريات. ويأتي هذا الدواء في عدة أشكال منها أقراص الاستحلاب pastilles أو الأقراص العادية أو السائل الذي تتم مضمضته في الفم ثم بلعه.
* علاج فطريات الفم للكبار
يمكن أن يوصي الطبيب بدواء مضاد للفطريات. ويأتي هذا الدواء في عدة أشكال منها أقراص الاستحلاب أو الأقراص العادية أو السائل الذي تتم مضمضته في الفم ثم بلعه. وبالنسبة للبالغين الذين يعانون من ضعف الجهاز المناعي، في الغالب يوصي الطبيب بدواء مضاد للفطريات. ولكن يمكن أن تستعصي فطريات المبيضات على العديد من الأدوية المضادة للفطريات، خاصة لدى الأشخاص المصابين بعدوى فيروس نقص المناعة البشري في مرحلة متأخرة. ولذا يمكن استخدام عقار اسمه أمفوتيريسين بي B amphotéricine، ولكن لا ينبغي استخدامه إلا إذا لم تكن الأدوية الأخرى فعالة؛ حيث قد يسبب آثارًا جانبية خطيرة.