فاس: مدير ثانوية يتحرش بتلميذة ويلوذ بالفرار

هزّ المغرب خلال الساعات الماضية مقطع فيديو انتشر بشكل واسع على مواقع التواصل وثق لفضيحة تحرش جنسي، ضحيته تلميذة بمؤسسة تعليمية بالجماعة القروية “عين الشقف” التابعة لإقليم مولاي يعقوب، على يد ما ظهر أنه مدير الثانوية وبمكتبه أيضا.

 

 

 

 

 

وبعد انتشار المقطع الذي أثار غضباً واسعا بين المغاربة، كشفت الضحية فاطمة الزهراء في تصريحات لموقع العربية نت، أن المشتبه به دأب على التحرش بها منذ أن وطأت قدماها الثانوية قبل ثلاث سنوات.

كذلك أوضحت أن الأمر نفسه تعرضت له عدد من تلميذات المؤسسة، وأنهن اخترن الصمت خوفاً من الفضيحة ومن عدم تصديق أقوالهن.

أخبرت زملاءها

وأضافت الصبية أنها اختارت كسر جدار الصمت والتغلب على الخوف الذي تعاني منه الضحايا، وقررت التحدث عن هذه الفضيحة، حيث أخبرت زملاءها بتعرضها للتحرش من طرف المدير لكن أحدا لم يصدقها، قبل أن تقرر تصويره خلسة حتى تؤكد أقوالها.

أما عن ظروف نشرها لمقطع الفيديو، أكدت أنها قامت بتصويره قبيل شهر رمضان، وقررت الاحتفاظ به وعدم نشره إلى حين اجتيازها لامتحان الباكالوريا نهاية هذه السنة خوفا من تضرر مسيرتها الدراسية.

تسريب المقطع

كما شددت على أنها إلى اليوم لا تعرف كيف تم تسريب هذا المقطع الذي انتشر في بادئ الأمر على مستوى الثانوية التي تدرس بها، قبل أن يتم تداوله بشكل أكبر على مواقع التواصل الاجتماعي.

وأشارت إلى أنها كانت تعاني من تحرش المدير بها وكانت تقضي طيلة سنوات دراستها بالثانوية بالبكاء والخوف دون أن تتمكن من الإفصاح عن ما يقع لها لأي شخص.

ضحايا أخريات

في موازاة ذلك اعترفت التلميذة فاطمة الزهراء، أن للمدير ضحايا أخريات من التلميذات لكنهن لم يجرأن على التبليغ بذلك.

من جانبها، قالت والدة الضحية في اتصال مع موقع العربية نت إنها تفاجأت وزوجها بمقطع الفيديو الذي يظهر تعرض ابنتهما للتحرش الجنسي من طرف مدير المؤسسة.

وكشفت أن هذا الأخير كان صديقا لزوجها وهو ما شكل صدمة لهما، وتابعت أنهما فوجئا باستدعائهما من طرف عناصر الدرك بعد انتشار الفيديو الصادم.

إلى ذلك عبرت الأم في نفس الوقت عن فخرها بإقدام ابنتها على فضح هذه الممارسات المشينة، نافية أن تكون على اطلاع بها قبل مشاهدة مقطع الفيديو الذي يوثق للحادثة.

الخوف منعهن من الحديث

في الأثناء أكد أحد تلاميذ المؤسسة وهو زميل للضحية، في اتصال مع موقع “العربية نت”، أن المدير اعتاد القيام بفعلته مع تلميذات أخريات قد يتجاوز عددهن الستة دون أن تتمكن أي منهن من إثبات هذه الممارسات.

وأضاف المتحدث الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن الضحايا يسيطر عليهن الخوف من الفضيحة ومن أولياء أمورهن خصوصا أنهن صغيرات السن وفي السنوات الأولى من الدراسة الثانوية.

إلى ذلك، ذكرت مصادر مطلعة، أن عناصر الدرك الملكي استمعت أمس الجمعة إلى التلميذة والتي تحدثت بالتفصيل عن ما كانت تتعرض له على يد مدير مؤسستها التعليمية.

المدير هرب

ونقلت ذات المصادر أن المشتبه فار حالياً، وأنه تم الاستماع لزوجته التي تعاني من حالة نفسية سيئة.

فيما قالت المصادر ذاتها إن البحث والتحري المتواصل في هذه القضية تحت إشراف النيابة العامة مكن إلى غاية الآن من العثور على ضحية أخرى تتابع دراستها في نفس المؤسسة التعليمية، مشيرة إلى أن هناك ضحايا أخريات لم يقدمن بعد شكاية في الموضوع.

وكشفت مصادر إعلامية محلية، أن وكيل الملك لدى المحكمة الابتدائية بمدينة فاس أمر عناصر الدرك الملكي المكلفة بالأبحاث التمهيدية في هذه القضية بنشر مذكرة بحث على الصعيد الوطني في حق مدير الثانوية المذكورة، مع إغلاق الحدود في حقه.

منظمات الطفولة تتدخل

من جانبها دخلت منظمة حماية الطفولة “ما تقيش ولدي” على خط هذه القضية، حيث عبرت عن استنكارها لهذه الحادثة التي تعتبر انحرافا تاما عن الأهداف السامية التي تتشبث بها الأطر التعلمية وتشويه للقيم الإنسانية النبيلة التي تلقن داخل المؤسسات التعليمية.

وتساءلت المنظمة في بلاغ لها أصدرته اليوم السبت، وحصل موقع “العربية نت” على نسخة منه، عن ما إذا كان هذا الجرم يشكل انعكاسا لانفلات خطير على مستوى المنظومة التعليمية بالمغرب، معبرة عن استنكارها لما قام به هذا المدير من أفعال خطيرة و مشينة تجاه التلميذة بعد أن استغلها جنسيا و ابتزها.

وحملت رئيسة المنظمة نجاة أنوار، الوزارة الوصية مسؤولية ما وقع و ما يقع، داعية للتدخل المستعجل من أجل إنصاف التلميذة مع رد الاعتبار، الذي لن يتحقق إلا بمعاقبة المدير على أفعاله.

وأعلنت عن تضامن منظمة “ما تقيش ولدي”مع التلميذة و عائلتها، واستعدادها للدفاع عن حقهم واسترجاع كرامتها و حمايتها، وبجعل الجاني عبرة لكل من سولت نفسه المس بكرامة الأطفال، وخلصت أنوار حديثها بالدعوة لحماية الأطفال وسط المؤسسات التعليمية.

مقطع يوثق

يذكر أن الشريط المتداول الذي تبلغ مدته دقيقة و47 ثانية، أظهر الضحية تدخل مكتب المدير للاستنجاد به عله يساعدها ويتوسط لها مع ناظر المدرسة، حتى لا يسجلها في سجل الغياب، بعدما تغيبت عن حصة دراسية.

كما بين المقطع الذي صُور خلسة، المشتبه به وهو يلمس مناطق حساسة من جسد التلميذة، مرافقا ذلك باعترافات”بحبه لها”.
فيما حاولت الصبية التملص منه بهدوء ومن دون مقاومة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.