“دولة بيرلاند “تبحث عن اعتراف مغربي
مجلة أصوات
طلبت “دولة بيرلاند” المُعنلة في منطقة “بئر طويل” على الحدود بين مصر والسودان، التي لا تطالب بها أي من هاتين الأخيرتين، من المملكة المغربية الاعتراف بها، داعية في الوقت ذاته الرباط في رسالة رسمية وجهتها إلى وزارة الخارجية والشؤون الإفريقية والمغاربة المقيمين بالخارج، إلى السماح لها بفتح تمثيلية لها أو مكتب اتصال في الصحراء المغربية.
وقالت “دولة بيرلاند”، في الرسالة التي تتوفر جريدة هسبريس الإلكترونية على نسخة منها، إن “هذا المكتب سيفتح الباب أمام علاقات دبلوماسية مستقبلية في عدة مجالات، في الثقافة والسياحة والرياضة والتجارة والتعليم والتكنولوجيا والطب، والعديد من العلاقات غير السياسية”.
وبالعودة إلى الموقع الإلكتروني الرسمي الخاص بـ”حكومة دولة بيرلاند”، فإن هذه الأخيرة أُعلنت بشكل رسمي في العام 2015 على يد “الملك الأمير أمير حياوي”، الحامل للجنسية البلجيكية والمتزوج من سيدة مغربية، إذ تعد بئر طويل من أصغر “الدول” في العالم، بحيث لا تتعد مساحتها الإجمالية 2060 كيلومترا مربعا، كما تعد اللغة الإنجليزية هي اللغة الرسمية للبلاد.
وتتكون حكومة هذه الدويلة التي تبحث عن الاعتراف والشرعية الدولية، من أشخاص من جنسيات مختلفة، فبالإضافة إلى الملك، تتولى رئاسة الوزراء أستاذة جامعية فيليبينية، فيما يحمل نائبها الجنسية السنغافورية، بينما تتولى سيدة مغربية منصب مديرة رعاية الأطفال والحفاظ على الحيوانات في الحكومة.
وافتتحت “بيرلاند” مكاتب تمثيلية لها في كل من نيجريا والنيبال وإندونيسيا والهند وكوريا الجنوبية وماليزيا وكندا، فيما وجهت مراسلات في هذا الصدد إلى عدد من الحكومات والدول في مختلف بقاع العالم من أجل حصد مزيد من الاعترافات.
ولمعرفة المزيد حول هذه “الدولة” وسر اهتمامها بالاعتراف المغربي، اتصلت جريدة هسبريس الإلكترونية بأمير حياوي، الملقب بـ”ملك بيرلاند”، الذي أوضح أن “مجموعة من الدول باتت تعترف بنا ولو بشكل ضمني، ونحن اليوم نجري عددا من الاتصالات مع مجموعة من رؤساء الدول والحكومات ونسعى إلى حصد المزيد من الاعترافات ومن عديد الدول، وعلى رأسها المملكة المغربية بالنظر إلى وزنها في الساحتين الإقليمية والدولية، وبالنظر أيضا إلى الاستقرار السياسي الذي تتمتع به في محيط إقليمي وعربي متقلب”.
وتفاعلا مع سؤال لهسبريس حول موقف كل من القاهرة والخرطوم من إعلان تأسيس دولته، أجاب حياوي بأن “مصر والسودان لا تطالبان أصلا بأراضي دولتنا، حيث إن الصراع الحدودي بين الدولتين يهم بالأساس مثلث حلايب، ولا يهم أراضينا، وقد سبق لأحد مستشاري وزارة الخارجية المصرية أن صرح بأن القاهرة لا علاقة لها بهذا الموضوع لا من قريب ولا من بعيد، ثم إننا اليوم في تواصل دائم مع مكتب الرئيس السوداني، عبد الفتاح البرهان، الذي لم يمانع في إجراء علاقات ثقافية ودبلوماسية معنا على أن يتم تأجيل موضوع الاعتراف إلى حين استقرار الوضع الأمني والسياسي في هذا البلد”، مشيرا إلى أن “ما شجع عددا من الدول على الاعتراف الضمني بنا، هو تأكدها من موافق القاهرة والخرطوم وعدم وجود أي مطالب لهما في هذا الصدد”.
ولفت المتحدث ذاته إلى أن “السكان الأصليين لبيرلاند هم أولا من عديمي الجنسية، بحيث لا توجد هناك إحصائية محددة، بحكم أن السكان يرتحلون من وإلى مصر والسودان بسبب طبيعة أنشطتهم الرعوية وبسبب قساوة الطقس والمناخ في هذه المنطقة، ولكن يمكنني القول بأن العدد الإجمالي للسكان يتراوح ما بين 3000 و5000 نسمة”.
وناشد “ملك بيرلاند” المملكة المغربية الاعتراف به وفتح تمثيلية لبلاده على أرض الصحراء المغربية، معتبرا أن “الرباط لا يمكننا أبدا الاستغناء عنها؛ ذلك أنها أضحت، رفقة بعض دول الخليج، من الدول المؤثرة في صناعة القرار العربي”، مشيرا إلى أن “بيرلاند هي الأحق بأن تكون دولة مستقلة، وليس جبهة البوليساريو الانفصالية؛ ذلك أننا لسنا منفصلين لا عن السودان ولا عن مصر، ولسنا جهة مشبوهة، ونرفض النزعات الانفصالية والمساس بسيادة وأراضي الدول الأخرى”.
وخلص أمير حياوي إلى أن “بلاده تسعى لتكون أول دولة إنسانية في العالم، حيث ستمنح جنسيتها لعديمي الجنسية وسترحب باللاجئين في حدود إمكانياتها الترابية والمادية”، مسجلا أن “حكومة بلاده تقوم بجهود كبيرة لإعمار أرض بئر طويل بإمكانياتها الذاتية”.