بينما تدخل الحرب الإسرائيلية على غزة شهرها السادس قريبا دون أي انفراجات تذكر، ووسط تأكيد إسرائيلي على عدم الرضوخ لطلبات حركة حماس ومواصلة العمليات العسكرية، أفادت مصادر “العربية/الحدث” الخميس، بأن الحركة سترسل للوسطاء الأسبوع المقبل مسودتها النهائية بشأن وقف النار في القطاع المحاصر.
تهديد بوقف المفاوضات
وأضافت المصادر أن حماس أبلغت الوسطاء أنه في حال تكرار حادث المساعدات سيتم وقف المفاوضات، في إشارة منها إلى مأساة مقتل أكثر من 100 فلسطيني وإصابة نحو ألف شخص بهجوم إسرائيلي صباح الخميس أثناء توزيع المساعدات قرب مدينة غزة.
فقد أدى القصف الإسرائيلي الذي استهدف دوار النابلسي شمال القطاع إلى مقتل 104 مدنيين، وإصابة نحو 760 آخرين.
إلا أن متحدثا باسم الحكومة الإسرائيلية زعم أن سقوط الضحايا الفلسطينيين أثناء توزيع المساعدات نتج عن اندفاع سائقي التوصيل وسط الحشد المتزايد.
وكان مراسل “العربية/الحدث” أكد إطلاق القوات الإسرائيلية للنار بشكل مباشر على بعض المدنيين أثناء انتظارهم المساعدات.
وأوضح أن أعدادا كبيرة من الجرحى نقلوا إلى مستشفى الشفاء، ما فاق قدرة الطاقم الطبي على التعامل معهم، كما نُقل عدد من الجثامين والمصابين إلى مستشفيي المعمداني في مدينة غزة، وكمال عدوان في جباليا.
جاء ذلك بينما أكد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو خلال مؤتمر صحافي مساء الخميس، أن هدف العملية السياسية هو منح العملية العسكرية الوقت لتحقيق الانتصار الحاسم، لافتا إلى أن الضغوط الدولية لا تؤثر عليه لأنه ملتزم بتحقيق أهدافه ومصالح حكومته.
كما أضاف أن حماس غير مستعدة لأي حل وسط، لافتا إلى أنه “يعمل بشكل يومي على الصعيد الدولي لمساعدة الجيش على التحرك بحرية في عملياته”، وفق زعمه.
عقدة العقد
يشار إلى أنه ووسط توقعات بعدم إحراز اختراق “كبير” حتى الآن، رغم التقدم الطفيف الحاصل في المفاوضات حول صفقة تبادل الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة، عاد المفاوضون الإسرائيليون من قطر إلى تل أبيب الخميس من دون الكثير من الآمال.
فبعد أيام من المباحثات في الدوحة، لا يزال الوصول إلى هدنة في القطاع الفلسطيني المحاصر والقابع منذ السابع من أكتوبر الماضي تحت النيران الإسرائيلية، بعيداً على ما يبدو.
وتبقى العقد الأبرز تكمن بالوقف التام لإطلاق النار وبشكل دائم، وهو المطلب الذي تتشبث به حماس، وأيضاً مطلب عودة النازحين إلى مناطق شمال ووسط القطاع.
فيما طرح الجانب الإسرائيلي الكثير من التحفظات، متمسكاً بشرط عدم عودة من هم في سن التجنيد من الذكور الفلسطينيين الذين فروا من القصف نحو الجنوب بوقت سابق، مكتفيا بالسماح للنساء وللذكور ممن تفوق أعمارهم الـ 50 بالعودة.
علماً أن وليد الكيلاني المسؤول الإعلامي لحماس أوضح أن الحركة تبدي ليونة في تلك المسألة ولا تراها مفصلية.
إلا أنه أكد تمسكها بوقف إطلاق النار الشامل بداية قبل مناقشة أي تفصيل آخر.
في حين ترفض إسرائيل وقفاً تاماً لإطلاق النار، وتتمسك بشرط الهدن القصيرة أو الوقف المتقطع للنار بغية تبادل الأسرى.
وتضغط كل من الولايات المتحدة بالإضافة إلى قطر ومصر من أجل التوصل لهدنة في القطاع المكتظ بالسكان قبيل رمضان، لاسيما وسط تنامي التحذيرات الدولية والأممية من كارثة إنسانية في غزة، مع تصاعد النقص في الغذاء، ما ينبئ بمجاعة تطال مئات الآلاف من الفلسطينيين.