انتحار معتقلين على ذمة قضايا الإرهاب يسائل إجراءات السجون في المغرب

توالت أنباء انتحار مسجونين على خلفية قضايا مرتبطة بالإرهاب بمناطق مختلفة من المغرب؛ كانت البداية مع السجين “خ. ع” المعتقل بالسجن المحلي بوجدة في نهاية فبراير الماضي، تلاه انتحار السجين “م. ق” بالسجن المحلي رأس الماء في فاتح مارس الماضي، ثم انتحار ثالث في أواخر مارس نفسه، وقبل أيام انتحار جديد يتعلق بالسجين “م.ص” في العرائش.

 

 

 

 

حالات الانتحار المتتالية أصبحت تثير نوعا من الجدل، خاصة أنها تحدث لدى نفس فئة المعتقلين، وأحيانا تتشابه حتى الطرق المتبعة؛ وهو ما بات يدق ناقوس الخطر حول أسباب الظاهرة.

وفي هذا الإطار، قال إدريس الكنبوري، الباحث في قضايا الفكر الإسلامي، إنه للنظر في أسباب انتحار المسجونين على خلفية قضايا الإرهاب لا بد من الأخذ بعين الاعتبار الأوضاع الداخلية لكل منتحر، ناهيك عن الأسباب الاجتماعية.

 

وأشار الكنبوري، ضمن تصريح لهسبريس، إلى أن “هؤلاء المعتقلين أصبحوا يشعرون بأن حالتهم ميؤوس منها، ولا آفاق لهم”.

وذكر الباحث المتخصص في قضايا الفكر الإسلامي أن “هناك أناسا قاموا بمراجعات وفتحت لهم فرص بداية مع المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان، إذ كان هناك عدد من هؤلاء يخرجون بعد التوقيع على التزامات تهم المراجعات التي قاموا بها، ثم عقبها مع المجلس الوطني لحقوق الإنسان.. وهكذا خرج من يسمون بمشايخ 2012″، موضحا أنه على الرغم من ذلك فإن عددا من المسجونين على خلفية قضايا مرتبطة بالإرهاب ظل في السجن بمختلف ربوع المملكة.

 

وتابع المتحدث ذاته: “هؤلاء الأشخاص، خاصة من حكم منهم بالمؤبد أو الإعدام، يعانون من أمراض نفسية. وهذا واضح من حالة التناقض لكونهم سلفيين متشددين عقديا وفي الوقت نفسه يقدمون على الانتحار”.

ولفت الكنبوري الانتباه أيضا إلى أنه لا بد من الأخذ بعين الاعتبار أيضا الأسباب الاجتماعية، قائلا: “هناك أشخاص تطلقوا من زوجاتهم، ومن عائلاتهم وقعت لها مآس وكوارث؛ وبالتالي يحسون بأنهم متخلى عنهم ويعانون كثيرا”.

 

من جانبه، عزا عبد الرحيم غزالي، رئيس اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين، حالات الانتحار لـ”الإجراءات التي تقوم بها مندوبية السجون”، قائلا ضمن تصريح لهسبريس إنه “منذ تولي محمد صالح التامك لإدارة السجون وتبني النموذج الأمريكي لتصنيف السجناء، بدأنا نشهد أن السجناء عموما يدخلون في حالات الانتحار وخاصة السلفيين”، عازيا الأمر كذلك إلى ما أسماه “تضييق كبير على السجناء، خاصة من لهم مدد أحكام طويلة”.

 

وتحدث رئيس اللجنة المشتركة للدفاع عن المعتقلين الإسلاميين عن ما أسماه: “إجراءات مبالغ فيها”، معلقا: “والضغط النفسي يولد الانفجار”، معتبرا أن “النموذج الأمريكي لا ينطبق على السجناء المغاربة؛ فهم ليسوا سجناء عنيفين، وبالتالي لا بد من مراعاة وضعية الشعب المغربي والموقوفين المغاربة”، وفق تعبيره.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.