معظم الناس عبر العالم إن لم يكونوا كلهم قلقون بشأن متحوّر Corona الجديد المسمى Omicron (B.1.1.529). فثمة أبحاث جارية بشأن سرعة انتقال متحور Omicron وشدته، ومع ذلك، فإن الناس الذين يختلطون اجتماعياً وغير المحصنين معرضون أكثر للإصابة بـCovid-19. وعلى الرغم من أن الأطفال ليسوا معرضين لخطر الإصابة بالـcovid sévère، ولأنه نظراً لعدم وجود لقاحات خاصة بهم، فليست لديهم أي حماية منه، وفي هذا الصدد قال الأخصائي البريطاني في مقابلة مع قناة “سكاي نيوز” التلفزيونية بأن ما يصل إلى 15% من الأطفال المرضى الذين يعانون من متحور Omicron يصيبهم طفح جلدي، وهو طفح جلدي غير عادي، وإلى جانب هذا يتطلع الأطباء تدريجيا إلى المزيد والمزيد من المعلومات عن هذه السلالة من Covid-19. ويتمنون ألا يكون هذا المتحور مميتا مثل Delta وأن يتمكنوا من التعامل معه، ُيذكر أن رئيسة هيئة “روس بوتريب نادزور” (الرقابة على حقوق المستهلكين) الروسية، آنا بوبوفا، كانت قد صرحت في وقت سابق أن متحور Omicron من Covid-19 أكثر عدوى من متحورات أخرى.
فلقد بينت الإحصائيات الأولية الواردة من إحدى مناطق جنوب أفريقيا، ارتفاع أعداد الأطفال الذين تم إدخالهم المستشفى في فترة ظهور المتحور Omicron. ومنذ بدء جائحة Covid-19، ظهرت العديد من المتحورات العديدة لهذا الفيروس والتي تتفاوت في سرعة انتشارها، شدة الأعراض التي تسببها، الفئات الأكثر عرضة للإصابة بها إضافة إلى فعالية اللقاحات المتوفرة ضدها، فيما قال عالم الفيروسات الروسي، ألكسندر سيمينوف، إن متحور Omicron من لـCovid-19 يمكن أن يسبب pneumonie بصورة أسرع بمقدار 3 أضعاف، مقارنة بمتغيرات أخرى للفيروس التاجي، وكالبالغين فإن الأطفال كذلك يمكنهم حمل Covid-19 ونقله إلى الأشقاء والآباء والأقارب الأكبر سناً والعاملين في المدارس ودور الحضانة.
ومع ظهور المتحورOmicron توالت التساؤلات عن مدى خطورته مقارنة بالمتحورات التي سبقته، إلا انه ولحد الآن لا تتوفر إجابات مؤكدة لهذه التساؤلات عدا عن التأكيدات الأولية بأن معظم الإصابات خفيفة ولم يتم تسجيل أي حالة وفاة جراء الإصابة به. ومع توالي الأسئلة تتوالى الأخبار والتصريحات عن هذا الموضوع والتي يجب تحليلها بصورة دقيقة، كي لا تسبب ذعرا بالغا لمتلقيها، وخاصة عندما يتعلق الأمر بتأثير هذا المتحور على الأطفال. وبصورة مبدئية يمكن أن يصاب الأطفال من جميع الأعمار بـCovid-19، إذ يمثل الأطفال 16% تقريبا من حالات Covid-19 في الولايات المتحدة، بحسب ما نشرته الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، ولحسن الحظ فإن أعراض معظم الأطفال المصابين لا تكون عادة بنفس حدة أعراض البالغين، وقد لا تَظهر على بعضهم أي أعراض على الإطلاق.
ووفقاً لصحيفة “صن” البريطانية، فلقد كانت هناك تقارير مبكرة من جنوب إفريقيا تفيد بأن الأطفال دون سن الـ5، قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بمرض خطير من Omicron مقارنة بسلالات Covid السابقة. وقال الخبراء إنهم نقلوا إلى المستشفى بمعدلات أعلى بكثير من ذي قبل، ولذلك وجب التعرف على مجموعة من الأعراض الخاصة بمتغير Omicron التي يجب مراقبتها عند الأطفال.
* أعراض Omicron عند الأطفال
تدعي التقارير المبكرة أن أعراض Omicron قد تكون مختلفة مقارنة بالسلالات السابقة، ولكن لا يوجد شيء قاطع حتى الآن. وفيما يخص أعراض المتغير الجنوب أفريقي، قالت هيئة الخدمات الصحية البريطانية الوطنية NHS إن الأعراض الرئيسية الـ3 لـCovid-19 عند الأطفال والبالغين على نحو ارتفاع في درجة حرارة الجسم، سعال جديد ومستمر (يعني السعال الشديد لمدة تزيد عن ساعة أو 3 نوبات سعال أو أكثر في غضون 24 ساعة) وفقدان أو تغير في حاسة الشم أو التذوق. كما سلط مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) الضوء على بعض أعراض Omicron، بناءً على العدوى المبكرة. وفي تقرير جديد، وجد أن أكثر الأعراض التي تم الإبلاغ عنها شيوعاً لـOmicron، هي السعال (كما هو موصوف في السلالات السابقة)، بالإضافة إلى الإرهاق الشديد واحتقان أو سيلان الأنف. كما حث الخبراء في تطبيق Étude sur les symptômes de ZOE Covidالآباء على البحث عن العلامات الشائعة الأخرى لدى الأطفال بما في ذلك الصداع، التهاب الحلق وفقدان الشهية. ويمكن أن تحدث هذه الأعراض بسبب عدد من الأمراض، منها Rhumes.
* هل يصيب المتحور Omicron الأطفال أو الرضع ؟
لقد بينت الإحصائيات الأولية، الخاصة بمرضى Covid-10، الواردة من إحدى مناطق جنوب أفريقيا والتي انتشر فيها المتحور الجديد Omicron بشكل واسع، ارتفاع أعداد الأطفال الذين تم إدخالهم المستشفى في الفترة الأخيرة نتيجة أعراض قد تكون لها صلة بـ Covid-19أو المتحور الجديد Omicron على وجه الخصوص، مما أثار القلق لدى العديد من الناس حول خطورة المتحور على الأطفال. حيث نشر المعهد الوطني للأمراض المعدية في جنوب أفريقيا (NICD)، أنه ومن بين 452 حالة تم إدخالها إلى المستشفى في العاصمة بريتوريا في الفترة بين 14 نونبر و28 من نفس الشهر 2021، بسبب أعراض تنفسية شديدة يشتبه بأن تكون مصابة بـCovid-19، كان عدد الأطفال الذين لم يتجاوزوا العامين من العمر 52 مريضا. وبالرغم مما ذكر، إلا أن العلماء هناك أكدوا أنه لم يتم التأكد بعد من وجود ترابط بين المتحور الجديد Omicron وهذه الزيادة التي قد تكون لسبب آخر، ولكن الأمر يحتاج دائماً إجراء اختبار التدفق الجانبي (أجهزة بسيطة تُستخدم للكشف عن وجود أو غياب المادة المطلوب تحليلها في مصفوفة العينة الخاضعة للفحص) في المنزل على الأقل للتحقق مما إذا كان من الممكن أن يكون Covid أم لا. وقالت الدكتورة أنجيليك كويتزي، رئيسة الجمعية الطبية لجنوب أفريقيا، إن الأعراض الرئيسية لـOmicron التي شاهدتها لدى الشباب كانت التعب، الصداع وأعراض جديدة وهي آلام الجسم. كما حثت نتساكيسي مالوليك، اختصاصي الصحة العامة في إقليم جوتنج الجنوب أفريقي، الآباء على عدم الاستهانة بالأعراض الشبيهة بأعراض grippe، وإجراء فحوصات لأطفالهم. ويذكر أن منظمة الصحة العالمية قالت إن Omicron يبدو أكثر اعتدالاً من سلالات Covid-19 السابقة، مما يتسبب في ظهور المزيد من الأعراض الشبيهة بـRhumes، لذلك وجب الانتباه لأعراضه لدى الأطفال:
* المثير للقلق من هذه الإحصاءات
ـ العدد الكبير للأطفال الذين تم إدخالهم المستشفى مقارنة بباقي الفئات العمرية:
عند ملاحظة هذا العدد يسري في الذهن للوهلة الأولى أن الأطفال هم أكثر الفئات العمرية التي يتم إدخالها مستشفيات عاصمة جنوب أفريقيا، نتيجة أعراض قد يكون لها صلة بالمتحور الجديد Omicron، لكن الفحص الدقيق لنسبة كل فئة عمرية في مجتمع هذه العاصمة يوضح أن خطورة الدخول المستشفى كانت أعلى لدى الأشخاص الذين يزيد عمرهم على الـ60 عاما.
ـ لا يمكن الجزم بأن جميع هؤلاء المرضى مصابون بالمتحور الجديد Omicron، وذلك للأسباب التالية:
ـ أكد علماء المعهد الوطني للأمراض المعدية في جنوب أفريقيا (NICD) أنه ولقلة الإمكانات المتوفرة لديهم فإن عددا قليلا من عينات الاختبار الخاصة بـ Covid-19والتي أظهرت نتيجة موجبة قد تم إرسالها لإجراء فحص التسلسل الجيني، والذي يستخدم لمعرفة نوع المتحور على وجه اليقين. لذلك فإنه لا يوجد تأكيد على أن جميع الحالات المذكورة هي حالات إصابة بمتحور Omicron.
ـ أضاف هؤلاء العلماء أنه وفي ظل انتشار الجائحة يتم معالجة أي مريض تظهر لديه أعراض متعلقة بالإصابة بـ Covid-19 على أنه مصاب بهذا الفيروس دون التأكد من سبب هذه الأعراض والتي قد تكون بسبب آخر كالإصابة بـ Infection grippale.
* ما مدى مرض الأطفال في جنوب أفريقيا الذين تم إدخالهم المستشفى في فترة المتحور Omicron ؟
قال مسؤولو الصحة في جنوب أفريقيا “إن المتحور Omicron لم يتسبب إلى الآن بمرض شديد للأطفال، الصغار والزيادة التي نراها في دخول الأطفال للمستشفى غير مؤكدة بعد إذا كانت بسبب متحور Omicron أو بسبب آخر”. كما صرح المسؤولون “لقد رأينا دائمًا الأطفال لا يتأثرون بشدة بوباء Covid-19 في الماضي، وغالبية الإصابات لم تكن بحاجة لدخول المستشفى، لكن ما يقلقنا الآن هو الزيادة الحادة لدخول المستشفيات من جميع الفئات العمرية وخاصة الأقل من خمسة أعوام”. وأضافوا: في الغالبية العظمى من الحالات في مستشفى تشواني بالمنطقة، قال أطباء الأطفال إن الأطفال الذين دخلوا المستشفى كانوا من الذين تقل أعمارهم عن 12 عامًا، أي الذين لم يكونوا مؤهلين للتطعيم، ولم يتم تطعيم أي من والديهم، باستثناء ثلاثة منهم”. وهذا يُظهر قيمة التطعيم لدى الكبار في حماية الأطفال في المنازل.
* هل يجب أن نشعر بالقلق حيال الشك المحتمل بارتباط المتحور Omicron بإصابات الأطفال ؟
قالت البروفيسور آن فون غوتبرغ، عالمة الأحياء الدقيقة السريرية في المعهد الوطني للسكري: “ليس بعد”. وأضافت “يبدو في الواقع أن بعض هذه الحالات من الأطفال الذين احتاجوا دخول المستشفى ربما تكون قد بدأت قبل ظهور Omicron، وفي الوقت الحالي لسنا متأكدًين من أنه يمكننا الربط بين حاجة الأطفال لدخول المستشفى وبين المتحور Omicron بشكل نهائي”. و”نحن بحاجة إلى توخي الحذر حقًا للنظر في Infections et maladies respiratoires الأخرى لمعرفة سبب دخول الأطفال للمستشفيات”. وقال علماء المعهد القومي للطفولة (NICD) أيضًا إن الآباء والأمهات الذين لديهم أطفال مرضى سارعوا إلى نقلهم إلى المستشفى، في حين أن المرضى في الفئات العمرية الأخرى كانوا أقل احتمالية لطلب المشورة الطبية داخل المستشفيات”.
* متى يمكن معرفة المزيد عن Omicron ؟
في هذا الصدد أكدت منظمة الصحة العالمية بأنها تتوقع الحصول على بيانات حول قابلية انتقال Omicron في غضون أيام، لكن العلماء قالوا بأن الأمر قد يستغرق من أسبوعين إلى أربعة أسابيع لمعرفة المزيد عن المتحور Omicron.