اللقاء التربوي بإقليم الحوز حول المشاورات الوطنية لتجويد المدرسة المغربية

نظمت الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش-آسفي في هذا الأسبوع لقاء عقد بمدينة تحناوت إقليم الحوز في إطار المرحلة الترابية للمشاورات الوطنية حول تجويد المدرسة العمومية، تحت شعار ”تعليم ذو جودة للجميع”.
هذا اللقاء الذي كان بشراكة مع عمالة إقليم الحوز، وبمشاركة مسؤولي مؤسسات أكاديمية، ومنتخبين، وجمعيات المجتمع المدني، وأمهات وآباء وأولياء التلاميذ، وكذا فاعلين في المجال الرياضي والثقافي والفني، وممثلين عن القطاع الخاص، الذين ناقشوا الإسهام والوقع الإيجابي للمدرسة في تطوير محيطها، والحاجة إلى مزيد من الاستثمار فيها، مع التشديد على محورية توثيق الأواصر بينها وبين مختلف الشركاء والفاعلين، لاسيما الجماعات الترابية.

وقال عامل إقليم الحوز، رشيد بنشيخي، في كلمة بالمناسبة، إن هذه المشاورات تشكل فضاءات للنقاش الشامل على المستويات المحلية والترابية والوطنية المركزية، مشيرا إلى انفتاحها على مختلف الفاعلين والشركاء في هذا المشروع المجتمعي الضخم، من قبيل مغاربة العالم عبر الاستشارات الرقمية متعددة المداخل والوظائف.

وأكد بنشيخي على ضرورة الديمقراطية التشاركية التي تضمنتها الوثيقة الدستورية، التي تؤكد أهمية توفير تعليم عصري وميسر الولوج يضطلع بمهام التنشئة والتشبث بالثوابت، مستشهدا بأسس ومرتكزات إصلاح منظومة التربية والتعليم، والتي تتمثل في الخطب الملكية السامية، والرؤية الاستراتيجية، وخلاصات النموذج التنموي الجديد.

 

وتأتي هذه المشاورات، التي أطلقتها وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة من أجل أن تجعل من مدرسة الجودة أولوية كبرى، ورافعة للإنصاف وتكافؤ الفرص، ومحفزا على كسب مختلف الرهانات والتحديات المجتمعية، مع تسليط مزيد من الضوء على خارطة الطريق 2022-2026 في مجال التربية والتكوين.
واعتبر بنشيخي أن لقاءات من هذا القبيل توفر فرصة الإنصات للتلاميذ والأطر التدريسية وآباء وأولياء التلاميذ، في أفق بلوغ مدرسة الجودة.

وأهاب بضرورة الانخراط والمساهمة بأفكار واقتراحات عملية وبناءة من شأنها إغناء خارطة الطريق الخاصة بالتعليم، مع إصدار توصيات مفيدة في هذا الباب، مسجلا الدور الكبير للجماعات الترابية في تجويد النقل المدرسي والمدارس الجماعاتية وتعزيز تجهيزاتها، إضافة إلى مواكبة الوزارة في تنزيل خارطة الطريق 2022-2026 في مجال التربية والتكوين.

أما المدير الإقليمي للتربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة بإقليم الحوز، موحا آيت ملوك، فقدم عرضا مستفيضا هم خارطة طريق 2022-2026 التي اختير لها شعار”من اجل تحقيق نهضة تربوية”، مشيرا إلى أن الشأن التربوي يعد “أولوية استراتيجية للمملكة تقتضي انخراط مختلف الفاعلين”.

واستشهد آيت ملوك بالمرجعيات المنظمة لهذه المشاورات، من قبيل القانون الإطار رقم 17-51 المتعلق بمنظومة التربية والتكوين والبحث العلمي، وخلاصات النموذج التنموي الجديد، والبرنامج الحكومي، مضيفا أنها تتوخى جميعها، تحقيق الزامية التعليم، وضمان اكتساب التعلمات والمهارات في الحياة المدرسية والمهنية والارتقاء بها، وتعزيز التفتح من خلال اعتبار المدرسة فضاء لرفاه الأطفال.

 

وذكر بأن هذا اللقاء سبقته مشاورات احتضنتها 18 مدرسة ابتدائية بإقليم الحوز تقع كلها بالعالم القروي، و8 ثانويات إعدادية، و4 ثانويات تأهيلية، شكلت مناسبة للإنصات إلى انشغالات التلاميذ وإلى تمثلاتهم بشأن “مدرسة خيالهم”، داعيا إلى تبني مبادئ التعبئة والحكامة والتمويل لإنجاح هذا الورش المجتمعي الكبير.
من جانبه، قال بوجمعة بلهند عضو اللجنة الجهوية للمشاورات الوطنية حول تجويد المدرسة العمومية بالأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش-آسفي، إن هذه المشاورات تروم إغناء خارطة الطريق 2022-2026 في مجال التربية والتكوين، التي تركز على المدرس والمدرسة والتلميذ.

 

وأكد بلهند، في تصريح لقناة (إم 24) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن التلميذ يحظى بالأهمية في هذا الباب، مشيرا إلى الوسائل المساعدة للإنصات إليه في هذا الصدد، من قبيل “الخيال الإبداعي” الذي يمكنه من التعبير بمختلف الأشكال عن آرائه بخصوص المدرسة، تحقيقا للالتقائية بين التلميذ والمدرس والمدرسة.

 

وتضمن برنامج هذا اللقاء الترابي، أيضا، ورشات حول عدة مواضيع، من بينها “دور مدرسة الجودة في تنمية الجماعة الترابية”، و”دعم الجماعة الترابية للمدرسة”، و”الالتقائية بين طموح الجماعة الترابية وطموح المدرسة”.

يذكر أن وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة كانت قد أطلقت استشارة وطنية من أجل تعليم ذي جودة للجميع، حيث تم فتح العديد من فضاءات التفكير والنقاش والبناء المشترك أمام جميع الأطراف الفاعلة في هذا القطاع، سواء على الصعيد الوطني أو بمشاركة مغاربة العالم، مع اقتراح سلسلة من التدابير للنقاش العام، والتي شكلت ثمار العمليات السابقة الهادفة إلى تحسين النظام التعليمي الوطني، وذلك بغية خلق بيئة تعليمية ملائمة، سواء بالنسبة للمتمدرسين أو لأطر هيئة التدريس الذين يطورون أداءهم في مؤسسات حديثة.

 

وستعرف هذه المشاورات الوطنية عقد ما يقرب من 6200 مجموعة تركيز على المستوى الوطني، و82 لقاء ترابيا على مستوى العمالات والأقاليم، وحضور أكثر من 150 ألف مشارك في مختلف ورشات العمل المنظمة، بالإضافة إلى فتح منصة إلكترونية أمام مساهمة جميع المواطنين، بمن فيهم مغاربة العالم

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.