بقلم د. مبارك أجروض
ـ متلازمة فرط الأسمولية المرتبطة بالسكري Syndrome hyperosmolaire lié au diabète
إذا بلغ معدل سكر الدم أكثر من 600 مليغرام لكل ديسيلتر (مغم/ديسل)، أو 33.3 مليمول لكل ليتر (مليمول/ل)، تعرف هذه الحالة بـSyndrome hyperosmolaire lié au diabète. وحين يبلغ سكر الدم هذا المعدل المرتفع، يصبح الدّم سميكًا وقوامه كالشراب، يمر السكر الفائض من الدم إلى البول، ما يحفز حدوث عملية ترشيح تؤدي إلى سحب كميات هائلة من السوائل من الجسم.
وإذا ما تُركت هذه المتلازمة من دون علاج، فإنها قد تسبب جفافًا يهدد الحياة إضافةً إلى الغيبوبة. وتشيع Syndrome hyperosmolaire lié au diabète بشكل أكبر لدى الأشخاص في منتصف العمر أو لدى كبار السن الذين يعانون من داء السكري من النوع الثاني.
ـ نقص سكر الدم Manque de sucre dans le sang
يحتاج الدماغ لكي يعمل إلى glucose، وفي الحالات الشديدة، قد يسبّب انخفاض سكر الدم فقدان الوعي. وربما ينتج نقص سكر الدم عن الارتفاع الشديد في الأنسولين أو النقص الشديد في الغذاء، كما أن الإفراط في ممارسة الرياضة أو الإفراط في تناول الكحوليات ربما يؤديان إلى النتيجة نفسها.
وتتأثر الأعراض بحدة نقص سكر الدم، بيد أنن الشخص قد يفقد العلامات التحذيرية المبكرة – كالجوع والتعرّق – في حالة داء السكري طويل الأمد، وقد لا تظهر لديه الأعراض إلا بعد أن يصبح السكر منخفضا بصورة خطرة. ويدعى ذلك Coma hypoglycémique.
* مصابو السكر الأكثر عرضة للغيبوبة السكرية
ـ إذا كان المصاب يعاني من داء السكري من النوع الأول
فإنّه يكون أكثر عرضةً للغيبوبة السكرية الناتجة عن انخفاض معدل السكر في الدم أو acidocétose diabétique.
ـ إذا كان المصاب يعاني من داء السكري من النوع الثاني
فإنّه عمومًا يكون أكثر عرضةً للغيبوبة السكرية الناتجة عنSyndrome hyperosmolaire lié au diabète، وخاصةً إذا كان في منتصف العمر أو كان من كبار السن.
ـ المشاكل في حَقْن الأنسولين
فإذا كان المصاب يستخدم مضخة الأنسولين، فعليه فحص سكر الدّم لديه بصورة متكررة، ويعزى السبب في ذلك إلى أن حدوث خللٍ في أنابيب مضخة الأنسولين قد يوقف وصول الأنسولين بصورة كاملة، وحتى pompes sans chambre قد تحدث فيها بعض المشاكل التي تسبب توقّف وصول الأنسولين، وربما يؤدي النقص في الأنسولين إلى حدوث acidocétose diabétique بسرعة إذا كان المصاب من مرضى داء السكري من النوع الأول.
ـ المرض أو الإصابات أو الجراحة
فإذا كان المصاب مريضا أو مصابا بجرح، تميل معدلات سكر الدم إلى الارتفاع، وقد يحدث ذلك على نحوٍ مفاجئٍ في بعض الأحيان، وربما يتسبب ذلك في حدوث acidocétose diabétique إذا كان المصاب من مرضى داء السكري من النوع الأول، ولكن عليه ألا يزيد من كمية الأنسولين لتعويض ذلك، كما أن حالات طبية أخرى، كـinsuffisance cardiaque congestive أو مرض الكلى، قد تزيد من خطر الإصابة بـSyndrome hyperosmolaire lié au diabète.
ـ التحكم السيئ في مرض السكري
إذا لم يراقب المصاب سكر الدم لديه بصورة مناسبة أو لم يتناول الأدوية وفق تعليمات الطبيب، فإنه بذلك يزيد من احتمال ظهور الأعراض طويلة الأمد وحدوث غيبوبة السكري.
ـ التخطي المقصود لجرعات الأنسولين.
يختار الأشخاص المصابون بداء السكري أحيانًا والذين يعانون من اضطرابات الأكل أيضا ألّا يستخدمون الأنسولين وفقا للتعليمات بغية التخفيف من الوزن، لكنّ فعل ذلك يعتبر ممارسة خطيرة تهدّد الحياة وتزيد من خطر الوقوع في الغيبوبة السكرية.
ـ شرب الكحوليات
فقد تكون للكحول تأثيرات لا يمكن التنبؤ بمخاطرها على سكر الدّم، حيث إنّه يؤدي أحيانًا إلى هبوط معدلات سكر الدم ليوم أو يومين بعد تناول الكحول، وربما يزيد ذلك من خطر التعرض للغيبوبة السكرية الناتجة عن نقص سكر الدم.
ـ استهلاك العقاقير غير المشروعة
فقد تزيد العقاقير غير المشروعة، كالكوكايين والإكستازي (pilules d’ecstasy)، من خطر الارتفاع الحادّ في معدلات سكر الدم، إضافةً إلى خطر الوقوع في الغيبوبة السكرية.
* ما العمل عند حدوث الغيبوبة السكرية للمريض
ـ القيام بقياس سكر الدّم لدى الشخص فاقد الوعي.
ـ إذا كان معدل سكر الدم لديه أقل من 70 مجم/ديسل (3.9 مليمول/ل)، يُزود بحقنةً من glucagon. فإن لم يكن glucagon متوفرًا، يُفرك الجانب الداخلي لخد الشخص فاقد الوعي بهلام glucose أو بالعسل أو بشراب غني بالسّكر، ولا يعطى الأنسولين إلى شخص يُعاني من انخفاض سكر الدم.
ـ إذا كان معدل سكر الدم أكثر من 70 مجم/ديسل، فانتظار وصول المساعدة الطبية ضروري، ولا يعطى السّكر إلى شخص لا يعاني من انخفاض سكر الدم.
ـ إعلام فريق العناية الطارئة بأن الشخص مصابٌ بداء السكري وبأي خطوات تم اتخاذها.
وفي المستشفى، سيعتمد نوع المعالجة الطارئة للغيبوبة السكرية على كون معدل سكر الدم لدى المصاب مرتفع أو منخفض جدا. فإذا كان معدل السكر في دمه مرتفعا جدا، فإنه قد يحتاج إلى:
ـ السوائل الوريدية لإعادة الماء إلى أنسجته.
ـ مكملات البوتاسيوم أو الصوديوم أو الفوسفات لمساعدة الخلايا على العمل بصورة صحيحة.
ـ الأنسولين لمساعدة الأنسجة على امتصاص glucose من جديد.
ـ علاج أي عدوى كامنة.
أما إذا كان معدل السكر في دم المصاب منخفضا جدا، فإنه قد يُعطى حقنة من glucagon، حيث من شأن ذلك أن يسبب ارتفاعا سريعا في معدل سكر الدم. وفي المعتاد، يعود الوعي حين يبلغ سكر الدم معدلاً طبيعيًا.
* توصيات صحية للوقاية من الغيبوبة السكرية
ـ الانتظام في تناول الوجبات الخفيفة والعادية، للسيطرة على معدل سكر الدم.
ـ إجراء اختبارات السكري المنزلية المتكررة، لمراقبة معدل سكر الدم، والتحقق من معدل سكر الدم بصورة أكثر تكرارا إذا تمت ممارسة الرياضة لأنّ ممارسة الرياضة قد تؤدي إلى انخفاض معدلات سكر الدم، وخصوصا إذا لم يكن المصاب يمارسها بانتظام.
ـ تناول الأدوية وفقا للتعليمات.
ـ التحقق من cétones حين يكون سكر الدم مرتفعًا.. فحص مستوى cétones في البول حين يفوق معدل سكر الدم 240 مجم/ديسل (13.3 مليمول/ل). إذا كان المصاب يعاني من وجود كمية مرتفعة من cétones أو استمر وجودها بصورة متواصلة، فما على المصاب إلا الاتصال بالطبيب لطلب المشورة، والاتصال بالطبيب على الفور عندَ وجودِ أيّ مستوىً من cétones خصوصا إذا ترافق ذلك مع القيء.
ـ الاحتفاظ بـglucagon ومصادر sucre à action rapide، لمعالجة انخفاض معدلات سكر الدم.
ـ على المصاب اقتناء جهاز Glucomètre en continu (MGC)، وخصوصًا إذا كان المصاب يعاني من صعوبة في الحفاظ على معدلات ثابتة لسكر الدم أو لم يكن يشعر بأعراض انخفاض سكر الدم (coma hypoglycémique).
ـ من الضروري تجنّب شرب الكحول وارتداء سوار أو قلادة طبية للتعريف بأنه مريض بالسكري، مما يمكن من التشخيص في الحال في حالة التعرض للإغماء.